ناقشت صحف عربية أسباب الجولة التي يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في عدد من دول المنطقة، ويصف بعض الكتاب الجولة "بأنها محاولة يائسة لاحتواء انتصار سوريا"، بينما يؤكد آخرون أنها "لتضييق الخناق على إيران".
"تضييق الخناق على إيران"
في صحيفة "البناء" اللبنانية، كتب حسن حردان مقالاً بعنوان "بومبيو والمحاولة اليائسة لاحتواء انتصار سوريا" يقول فيه إن الهدف من وراء زيارة بومبيو للمنطقة هو "تجنيد حلفاء أمريكا والحكومات التابعة لها، في سياق هذه الخطة لاحتواء انتصار سوريا وحلفائها في محور المقاومة".
ويضيف حردان "لا شكّ في أنّ هذه الخطة الأمريكية لاحتواء انتصار سوريا تهدف من وراء ذلك إلى محاولة منع تعزز بيئة المقاومة واستنهاض المشروع العروبي التحرّري في عموم الوطن العربي".
وتقول "الأخبار" اللبنانية، عن زيارته إلى العراق: "جدّد مايك بومبيو محاولات بلاده لانتزاع موافقة عراقية على التزام عقوبات إيران، وهو ما لقي رفضاً مرة أخرى. وفي ما يتصل بقرار الانسحاب من سوريا، بدا الوزير الأمريكي وكأنه يجسّ نبض العراقيين إزاء الخطوات المحتملة المقبلة".
وفي "الغد" الأردنية، يقول محمد حسين المومني إن جولتي بومبيو ومستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون في المنطقة تأتيان في إطار "عملية إعادة تموضع السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط بعد ردود الفعل على قرار الرئيس الأمريكي الانسحاب من سوريا".
ويضيف المومني أن "السياسة المعدلة الجديدة تتلخص في أن أمريكا ستبقي على الانسحاب، ولكن ليس بسرعة، ومن دون تحديد جدول زمني له، وأنه سيتم بطريقة لن تضيع معها المكتسبات الأمنية التي تحققت في التقليل من مخاطر الإرهاب والنفوذ الإيراني في المنطقة، كما أنه لن يترك الأصدقاء والحلفاء منكشفین استراتيجيا في إقليم يمثل الدور الأمريكي فيه عامل توازن حاسما".
وفي مقالٍ بعنوان "أبعاد وتداعيات زيارة بومبيو للشرق الأوسط " يقول طارق فهمي في موقع "العين الإخبارية" إن واشنطن تحاول التوصل لصيغة أمنية لملء الفراغ الذي سيخلف رحيل قواتها عن سوريا، لذا "تقترح الإدارة الأمريكية وجود قوات عربية مدربة، ومن خلال مهام متعددة وهو الأمر الذي سيتم التعامل معه عربياً بحذر في الوقت الراهن، خاصة أن العلاقات العربية السورية تمر في إطار مراجعات كاملة مع حرص عربي على استعادة سوريا كدولة ونظام راهن".
ويضيف فهمي أن "الإدارة الأمريكية ستستمر في إعادة تدوير فكرة الناتو العربي، وإيجاد آلية عربية تضم دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن لمواجهة التطورات الإقليمية وخاصة التهديدات الإيرانية لأمن الإقليم بأكمله، وهو ما يتطلب التوصل إلى ضبط في المواقف والتوجهات العربية التي يمكن التعامل معها في ظل تنسيق عربي أمريكي تم طرحه منذ عدة أشهر وتم تأجيله".
وفي الإطار ذاته، تشدد صحيفة "المساء" الجزائرية أن زيارة بومبيو للعراق تهدف "لتضييق الخناق على إيران".
وتضيف المساء "وبغض النظر عن الهدف الظاهر من زيارة بومبيو إلى بغداد، وهو محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، فإن الزيارة تهدف أيضا إلى الضغط على السلطات العراقية وإقناعها بضرورة تشديد الحصار على إيران، ضمن مطلب لا تريد العراق السير في سياقه بقناعة حرصها على البقاء على الحياد في معادلة استراتيجية ليست قادرة على الخوض فيها على الأقل في الوقت الراهن، حيث تبحث عن الأمن وبسط سلطاتها في كل أنحاء البلاد المهددة بخطر الخلايا النائمة لتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي".