ناقشت صحف عربية جولة وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، للشرق الأوسط، التي بدأها أمس بالأردن.
وقالت "النهار" اللبنانية إن جولة بومبيو "تهدف خصوصاً إلى طمأنة حلفاء واشنطن إلى أن الولايات المتحدة منخرطة في سوريا بعد الإعلان المفاجئ عن سحب قواتها من هذا البلد".
ونقل موقع "عربي21" عن مسؤولين ومحليين سياسيين مصريين أن الزيارة "تهدف إلى وضع النقاط على الحروف، وأخذ موافقات عربية حاسمة بشأن الخطط الأمريكية الخاصة برؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التعامل مع تلك الملفات في ظل التقارب العربي-السوري، والعربي-الإسرائيلي الأخيرين".
"هل من نتائج حاسمة؟"
ويقول عبد الله المجالي في جريدة "السبيل" الأردنية إن "أهمية زيارة وزير الخارجية الأمريكي تأتي في سياق استشراف الأردن من كبير الدبلوماسية الأمريكية لحقيقة القرار الأمريكي حول الانسحاب من سوريا".
ويضيف: "ورغم أن جل التحليلات أغفلت أثر القرار في الأردن، وذهبت باتجاه تحليل أثره في الأكراد وفي تركيا بالدرجة الأولى، وفي النظام السوري وحليفيه الإيراني والروسي بدرجة ثانية، إلا أن القرار له أثر كبير في الجانب الأردني، وعمّان معنية تماما بمعرفة تفاصيل التوجه الأمريكي خصوصا فيما يتعلق بالجبهة السورية الجنوبية الشرقية".
وتساءل عوض بن سعيد باقوير في صحيفة "عُمان" العمانية "جولة بومبيو هل من نتائج حاسمة؟"
ويقول الكاتب: "التحرك الدبلوماسي الأمريكي للمنطقة العربية، الذي بدأ أمس الثلاثاء بزيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو للعاصمة الأردنية عمّان، تكتسب أهمية خاصة من خلال القضايا التي سوف تكون مدار بحث مع الدول التي سوف يزورها وهي دول مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر".
ويضيف: "يأتي هذا التحرك الأمريكي في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تحديات حقيقية، لعل في مقدمتها الخلاف مع إيران والأزمة الخليجية ومسألة الانسداد السياسي لعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، علاوة على موضوع الإرهاب والتحالف المقترح من قبل واشنطن، كما أن تلك الزيارة تعطي مؤشرا على أهمية نجاح خطة السلام في اليمن والموضوع السوري في ظل تنامي التقارب العربي مع الدولة السورية".
"قائمة تساؤلات مشروعة"
وكتب أشرف العشري في "الأهرام" المصرية نقلاً عن "صديق دبلوماسي" قوله إن زيارة الوزير لمصر سبقتها اتصالات ومشاورات وجهد مكثف "لإقناع الجانب الأمريكي بألا تكون زيارة روتينية، (إذ) فات أوان مثل هذه الزيارات وانتهى إلى غير رجعة، (وإذ أصبحت) قضايا المنطقة ملتهبة وبراميل البارود فيها قابلة للانفجار في أي لحظة".
وأضاف الكاتب نقلاً عن الدبلوماسي: "أعددنا له قائمة تساؤلات مشروعة حول الموقف الأمريكي من كيفية التعاطي مع قضايا المنطقة في ضوء تغييرات جوهرية فجائية نجمت عن قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا وترك الساحة هناك لبعض القوى المنفلتة المارقة مثل إيران وتركيا وحتى حقيقة 'صفقة القرن'، وهل هو مشروع قائم وجاهز بالفعل، وما هو مضمونه وجوهره، خاصة أن الفلسطينيين والمصريين ومعهم العرب بالإجماع لن يقبلوا هذه المرة تمرير الوهم أو الانتقاص من الحد الأدنى من المطالب والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".
وأشار إلى أن "أصعب الإجابات التي سيتعذر على بومبيو الحصول عليها تتعلق بإمكان إحداث الانفراجة الأمريكية المطلوبة في قضية العقوبات من قبل الرباعي العربي (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) تجاه قطر ... وكذلك الحال لقضايا عديدة وموسعة كعملية السلام وصفقة القرن والانسحاب الأمريكي من سوريا وقصة الفراغ الأمريكي في الشرق الأوسط، والأوضاع في ليبيا، وحتى علاقات التهديد والوعيد الأمريكي الإيراني".
وتقول مينا العريبي في "الشرق الأوسط" اللندنية إن زيارة بومبيو تأتي "تزامناً مع مغادرة كل من الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس منصب وزير الدفاع الأمريكي، والجنرال المتقاعد جون كيلي منصب كبير موظفي البيت الأبيض. وبعد أن كان ماتيس وكيلي من أبرز الوجوه التي يمكن الاعتماد عليها لترويض سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، باتت الإدارة الأمريكية خالية من كبار الشخصيات العسكرية المتقاعدة".
وتضيف: "يصل بومبيو إلى المنطقة وأسئلة كثيرة تحوم حول سياسات ترامب الخارجية، خصوصاً استراتيجيته العسكرية، فقد جاءت استقالة ماتيس من منصبه الشهر الماضي بعد إعلان ترمب المفاجئ سحب القوات الأمريكية من سوريا، لتليها بعد أيام تسريبات بأن ترامب ينوي سحب الآلاف من القوات الأمريكية من أفغانستان".