تناولت الصحف البريطانية الصادرة الاثنين عددا من القضايا العربية والشرق أوسطية من بينها الإعمار في بغداد ومخاوف الأكراد في سوريا من غزو تركي مما دفعهم للجوء للرئيس السوري بشار الأسد. وما زالت القضايا المتعلقة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبيطغى على اهتمام الصحف..
البداية من صحيفة التايمز ومقال لريتشارد سبنسر، مراسل شؤون الشرق الأوسط، وتقرير بعنوان "الأكراد يلجأون للأسد وسط مخاوف من غزو تركي". ويقول الكاتب إن المسؤولين الأمريكيين تعهدوا بمساندة الأكراد السوريين، حتى في الوقت الذي كان القادة الأكراد يخططون مع نظام الأسد لتسليم السيطرة في مناطقهم للقوات الحكومية السورية في ضوء الانسحاب المتوقع للقوات الغربية.
وقال جون بولتون، مستشار الرئيس الأمريكي للأمن الوطني، إن القوات الأمريكية لن تنسحب بعد الحصول على ضمانات بشأن سلامة الأكراد من تركيا، التي تصفها الصحفية بأنها العدو الرئيسي للفصيل الكردي الرئيسي في سوريا.
ويستدرك الكاتب قائلا إنه على الرغم من تطمينات بولتون، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد أمس أن القوات الأمريكية ستعود للوطن، وعندما سُئل عن موعد ذلك، أجاب "قريبا".
ويقول الكاتب إن وحدات حماية الشعب الكردية، الميليشيات الكردية الرئيسية في سوريا، أقامت منطقة تتمتع بالحكم الذاتي شرقي سوريا بعد التغلب على تنظيم الدولة الإسلامية بمساعدة الغرب. ويرى أن مصير هذه المنطقة في شرقي سوريا أصبح اختبارا رئيسيا للسياسة الخارجية الأمريكية بعد إعلان ترامب الانسحاب الوشيك لقوات بلاده.
وكانت تركيا قد تعهدت بالحيلولة دون خلق ما سمته "دولة حزب العمال الكردستاني" على حدودها، وتصف الصحيفة وحدات حماية الشعب الكردي بأنها "الذراع السورية" لحزب العمال الكردستاني، الذي يقاتل السلطات التركية جنوب شرقي تركيا على مدى أربعة عقود.
وقال زعماء وحدات حماية الشعب الكردية للصحيفة إنه في حال انسحاب القوات الأمريكية لن يكون لديهم خيار إلا التفاوض للتوصل لاتفاق مع النظام السوري لحماية المناطق الكردية من الهجمات التركية. وتقول الصحيفة أنه لم يتضح حتى الآن ما إذا كان النظام السوري قد قبل الطلب الكردي، على الرغم من وجود تقارير عن أن النظام السوري قد وافق على منح الأكراد قدر معين من الاستقلالية.
"مدينة الأحلام"
وفي صحيفة الغارديان نطالع تحقيقا لبيتر بومونت من بغداد بعنوان "أحلام كبيرة: مؤشرات استقرار بينما تقترب بغداد من أن تصبح مدينة ضخمة". ويقول الكاتب إنه بعد رحلة مضنية عبر ضواحي بغداد الضخمة التي يكسوها الغبار، تلوح في الأفق مدينة بسماية الجديدة بألوانها الرقيقة ويسبق مدخلها بوابتها الأنيقة.
ويقول الكاتب إن الأبراج في هذه المدينة، التي أصبح بعضها مشغولا بالسكان بينما ما زال البعض الآخر شاغرا، تأتي بمثابة تغيير صادم في الأجواء الفوضوية لبغداد. ويضيف أن بسماية، الملقبة بمدينة الأحلام، من إنشاء شركة كورية، وإنها عند إتمام بنائها، ستتسع لنحو مئة ألف شخص.
ويقول الكاتب إن بسماية، التي تهدف إلى إقامة عائلات الطبقة المتوسطة، تقدم رؤية محتملة لمستقبل بغداد، التي تستعد لدخول نطاق المدن الضخمة، حيث يقارب عدد سكانها عشرة ملايين شخص.
ويرى الكاتب إن بغداد تتغير، فبعد هيمنة العنف على المدينة طوال 15 عاما، عنف صاحب الغزو الأمريكي عام 2003 ثم أعوام من أعمال العنف الطائفية، التي تراجعت ليحل محلها العنف الذي تسبب فيه تنظيم الدولة الإسلامية.
ويرى الكانب إن تقويض تنظيم الدولة الإسلامية سمح للمدينة ان تلتقط أنفاسها، وأصبحت بغداد تبدو طبيعية ومليئة بالحياة. ويقول إن حديقة الزهراء ومتنزهها للألعاب أصبح مليئا بالمتنزهين والعائلات، كما أن المناطق الأكثر ثراء في المدينة مثل الكرادة والجادرية أصبحت منتعشة.