"متى يُقلع من لم ينتدبه الشعب من الأساس ولم يسعفه تاريخ وطني مشهود، عن الحديث باسمنا، وبلغة الشرائحية والفرقة، مستهدفا الانتماء للوطن في ترويج سخيف لانتماء قبلي أو عرقي أو طائفي، على حساب الانتماء التام والمطلق للجمهورية ورموزها المجسدة لتنوع وثراء وتاريخ وأمجاد أمتنا العظيمة التي سطرها الآباء والأجداد على مدى قرون من العطاء والصمود؟!
آن الأوان للسمو بنفوسنا والارتقاء بعقولنا على عٌقد أوهام الانتماء لقبائل وأعراق وشرائح وقوميات، أخذت الجمهورية مكانها واحتضنت المواطن والوطن كوريث وحيد وشرعي لتراكمات الحضارة على أرض وتحت سماء وطننا العزيز.
نحن لسنا أبناء قبائل ولا قوميات ولا جهات؛ بل أبناء الجمهورية الإسلامية الموريتانية بكل تنوعها وثراء ثقافتها وتمسكها بعروة الإسلام الوثيقة.
ليس حديثنا في مسائل تزرع الكراهية والحقد وتنتج أجيال من العنصريين المنغلقين على أنفسهم، هو الذي سيحرز لنا تقدما على المستوى الحضاري والثقافي والاقتصادي، بل انشغال عقولنا بالتفكير بها والتعاطي معها، سيبقينا زمنا إضافيا في كهوف الرجعية المظلمة، ويضعنا في مؤخرة الأمم، وربما يخرجنا من خارطة الزمن ومسارات الفعل الحضاري بأيدينا.
يا أحفاد المجاهدين والعلماء والشعراء والعباقرة، وطنكم يحتاج إيمانكم وعزائمكم وحبكم؛ فهو يتيم بدونكم وأنتم مشردون من دونه؛ لنتجاوز حفر الماضي ونعبر معا بالوطن نحو مستقبل يليق بما ورثنا من رفعة وعلو شأن عن الآباء والأجداد.
يا شباب موريتانيا البلد بلدكم وأنتم من تصنعون مستقبله بفكركم وعملكم الجاد من أجله، فقط شمروا عن سواعد الجد وضعوا شيئا واحد نصب أعينكم وهو "تنمية موريتانيا ورقيها وازدهارها"
يا نساء موريتانيا عزة الوطن ومستقبل أمنه واستقراره رهن ما تزرعونه في عقول وقلوب أطفالنا فلا تجعلوهم يحملون الكراهية ولا العنصرية، اجعلوهم يتربون بعقول بيضاء تزرع السلام والمحبة والخير.
يا رجال موريتانيا أنتم من تزرعون الأمل في نفوسنا بقوة عزائمكم وإرادتكم التي لا تلين من أجل بقاء الوطن متماسكا موحدا يعيش أهل في وئام وتسامح.
أنا مواطن بسيط أبكي لأجل وطني وتتمزق نفسي حسرة عليه، عندما أسمع قرع طبول الكراهية والعنصرية ودعوات الإنتقام.
هيا بنا جميعا نعود لحضن وطننا ونبعث روح الانتماء له وحده ولا لشيء غيره.
حفظ الله وطني من كل الشرور".
عبد الرحمن ولد يغل