لقد بنيت موريتانيا بتنوعها الاجتماعي والثقافي ، من دون موارد خاصة وفي محيطٍ صعبٍ بفضل إرادة شعبها النبيل والمحافظِ على شرفه وعظمته وتضامن مكوناته .
إن هذه القيّم الفاضلة، تعكسُ اعتماد الشعب على تعاليمِ ديننا الإسلامي الحنيف، دِين التسامح دين الانفتاح دين الحرية الذي جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلّم؛ إنه مصدّر وحدتنا الوطنية بل إنه أيضا مصدر وحدة أمة بأكملها.
تشكل العولمة وخاصة ظاهرة ما يسمى بالشبكات "الاجتماعية" تهديدًا خطيرًا لقيمنا الأصيلة وحتّى على وجود مجتمعاتنا ذاتها، على الرغم من فائدتها النسبيّة، فإن هذه الشبكات أصبحت طريقة مبتذلة وساذجة ومصدر جرائم وتستهدف العامٍ والخاص.
و تتمثل تلك الجرائم في استخدام البعض هذا النوع لصنع و فبركة التسجيلات الصوتية والنصوص المكتوبة - لغرض وحيد هُو إيذاء الناس. وتشكل هذه التسجيلات جريمة يُعاقب عليها في معظم قوانين العالم. من المهم أن نتذكر أن ديننا يُحظر مثل هذا النوع من الممارسات ويعتبرها لغوياً بمثابة أكل لحم البشر.
فما بالك إذن ، عندما تتعلق هذه الأعمال الشنيعة ببلد بأكمله ، ومجتمع برمته؟
وفي الواقع ، وباستثناء الشعور بالتطرف ، أو الرغبة في إيذاء الآخرين او الحقد، لا شيء يمكن أن يبرر مثل هذه التصرفات .لا يمكننا أن نفهم ان يقوم شخص مقابل مصلحة شخصية ولأي سبب أخر بمثل هذه التصرفات وهذا السلوك الشاذ و أن يهاجم شرف الآخرين وكرامتهم.
فإن الحصول على مناصب سياسية وإدارية يمكن أن يحصل بدون التشهير بالأشخاص الأبرياء الآخَرين، ومن الأحسن أن يحصّل الشخص على ذلك من خلال كفاءاته والتزامه وخدمته لوطنه. إن هذه الممارسات الدخيلة على مجتمعنا تهدف في الأساس إلى طمس مرجعية مجتمعنا وإلى زعزعة استقراره.
فإن بلدنا أصبح مرجعا يحتذي به في ميادين الديمقراطية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والأمن والاستقرار فمن الصعب زعزعة استقراره من قبل " السيبرانيين - المتطرفين".
إن تنوعنا الاجتماعي والثقافي لا يمكن استغلاله لإيذائنا. إن إيماننا بديننا يملي علينا ألا نستمع للقاذفين و المتطرفين. ولهذه الأسباب سنبقى أرض المنارة والرباط صفوفاً معتصمينَ بحبل الله جميعاً وفخورون بتنوعنا الثقافي وتاريخنا المجيد المشترك، وسنبني وطننا بساعد الوفاء الواحد.
وستبقى موريتانيا دائماً بلد الوحدة في التنوع واحترام الآخرين وقِبلةً للقيم والتسامح.
فإن شعبنا يرفع أياديه البيضاء من أجل أن يفهم هؤلاء و أولئك، أن تسامحنا لا يمكن مع أولئك الذين يسعون إلى زعزعة وحدتنا الوطنية.
إننا على يقين إن الأغلبية و المعارضة و الشخصيات المستقلة سيدافعون عن موريتانيا وطننا، قوية ومزدهرة وموحدة.
أحمدو سيدينا بك
حاصل على شهادة الدراسات العليا
في اللسانيات وتكنولوجيا التعليمية، جامعة مانس-( فرنسا).