محاكمة المتهمين بقتل جمال خاشقجي: "شفافية ومصداقية" أم "مسرحيّة عبثيّة"

جمعة, 04/01/2019 - 11:54

تناولت الصحف العربية إعلان المملكة العربية السعودية عن بدء محاكمة 11 شخصا، متهمين بالتورط في قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

واعتبر بعض الكتاب إعلان المملكة بمثابة "رداً ملجماً" لمن أراد التشكيك في عدالة القضاء السعودي، بينما رأى آخرون أن المحاكمة ما هي إلا "مسرحيّة عبثيّة".

وطلبت النيابة العامة إنزال عقوبة الإعدام، بحق خمسة من المتهمين بقتل خاشقجي في مقر قنصلية بلاده، في مدينة اسطنبول التركية، مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

"شفافية"

قالت الرياض السعودية في افتتاحيتها إن "المملكة اتخذت من الشفافية والمصداقية أساساً للتعامل مع مختلف القضايا التي هي بصددها، ومن تلك القضايا قضية مقتل المواطن جمال خاشقجي الذي كانت هناك محاولات من أطراف مختلفة لأخذها إلى مسار غير مسارها الحقيقي".

وتري الصحيفة أن "إعلان النائب العام عن بدء جلسات محاكمة المتهمين في تلك القضية وفق الإجراءات القانونية المتبعة ومطالبة النيابة العامة بإعدام خمسة موقوفين لضلوعهم في الجريمة يعد إنفاذاً للقوانين والأنظمة".

وتضيف الرياض أن إعلان المملكة عن بدء محاكمة المتهمين جاء "رداً ملجماً لمن أراد التشكيك في عدالة القضاء السعودي الذي يعتمد على الشريعة مصدراً أساسياً في التقاضي، ويؤكد النهج السليم الذي تتخذه المملكة في العمل بكل جد لتكريس دولة المؤسسات والقانون".

على المنوال ذاته، تقول الخليج الإماراتية في افتتاحيتها إن "المملكة العربية السعودية أحبطت بشكل قاطع، مساعي المتاجرة بدم المواطن السعودي جمال خاشقجي، وأوفت بوعودها بإجراء محاكمة عادلة للمتهمين في قضية مقتله بقنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية، بعد أن حاول كثير من الأطراف الإقليمية والدولية استغلالها للإساءة إلى المملكة ودورها المحوري في المنطقة".

وتضيف الصحيفة أن "المملكة قدمت ما يُثبت جديتها في تحقيق العدالة، وقطعت الطريق أمام المتاجرين بدم خاشقجي، وهو ما أظهره حجم الافتراءات والكذب الذي رافق الحملة الإعلامية التي أعقبت قضية مقتله، والتي لا تزال مستمرة حتى اليوم، وكانت تأكيدات خادم الحرمين الشريفين لأهمية تحقيق العدالة، مفتاح التحركات للمملكة وانفتاحها على كل ما من شأنه الوصول إلى العدالة وتطبيقها".

من جهته، يقول سعود الريس في الحياة اللندنية إنه "لا يتوقع أن يتخلى إردوغان عن الحملة الإعلامية ضد السعودية، بل سيحافظ على وتيرتها لا سيما أنه يتقاضى مقابلا لها".

ويضيف الكاتب: "فإذا كانت لتركيا أطماعها، كان لقطر أطماع أخرى وهدف وحيد تسعى له وانفقت عليه الكثير، إذ كانت الدوحة تعتقد وتمني نفسها أن التصعيد الذي تم ممارسته سيطيح بأعلى سلطة في البلاد وبالنفوذ السعودي في المنطقة ككل، كان طموحها أكبر من الطموح التركي ومن حجمها بطبيعة الحال لكنها ليست بعيدة عن حليفها إردوغان، أصيبت بخيبة أمل وأي خيبة".

"مسرحيّة عبثيّة"

في المقابل، تقول القدس العربي اللندنية في افتتاحيتها إن "حادثة القتل كشفت الطبيعة العنيفة للمجموعة السعودية الحاكمة وارتباطها بالعنف الذي طال اليمنيين والقطريين والسعوديين أنفسهم وانعكست على توترات مع كندا وألمانيا والسويد وفضحت هذه الشراسة كلّها قلّة الخبرة السياسية لوليّ العهد السعودي وللبطانة العجيبة التي أحاط نفسه بها والتي يجمع بعض أهم شخصياتها بين كتابة الأغاني والرياضة والترفيه وإدارة الذباب الإلكتروني مع تعذيب الناشطات والتخطيط لعمليات الاغتيال".

وتضيف الصحيفة: "في هذا السياق كله الذي يجمع بين التهريج والرعب، تأتي جلسة المحاكمة للمتهمين، وطلب الإعدام لخمسة منهم، كما لو كانت مشهداً من مسرحيّة عبثيّة الهدف منها تبرئة القتلة لا تحقيق العدالة، وممارسة السخرية السياسية من المجتمع الدوليّ وتجاهل الأسئلة الحقيقية التي يطرحها الاغتيال. ومن هذه الأسئلة التي لم تجب عنها المملكة بعد: أين الجثّة ولماذا لا تريدون كشف ما حصل لها؟"

على المنوال ذاته، تقول رأي اليوم اللندنية إن "هذه المحاكمات تنطوي علي الكثير من السرية وتتم خلف الأبواب المغلقة على عكس رغبة الرأي العام السعودي، أو منظمات حقوق الإنسان العالمية التي تطالب بمحاكمات محايدة وشفافة لكل المتهمين".

وترى الصحيفة أن "هؤلاء الذين يقفون أمام المحكمة في قفص الاتهام إذا أعدموا فإن هذا الإعدام سينفذ لأنهم فشلوا في المهمة، وكان أداؤهم ساذجا، وليس لأنهم ارتكبوا جريمة قتل، بتعليمات لا يستطيعون رفضها".

وتضيف رأي اليوم: "بمعنى آخر أنهم سيواجهون الإعدام في جميع الحالات، لو رفضوا التنفيذ أو لأنهم فشلوا فيه، وأدى فشلهم إلى نتائج عكسية تدميرية على بلدهم وقيادتهم"