واصلت الصحف العربية الصادرة ، اليوم الإثنين، اهتمامها بالقمة الخليجية المقررة بالمنامة والتغلل الإيراني في المنطقة العربية والأضاع في مدينة حلب السورية وجولة العاهل السعودي إلى عدد من الدول الخليجية وأزمة تشكيل الحكومة اللبنانية، فضلا عن مواضيع تهم الشأن المحلي.
ففي مصر، كتبت جريدة (الأهرام) فكتبت بعنوان "خلوة المريخ ومصير الشرق الأوسط" أنه فور اختيار الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب مستشاره للأمن القومى ونائبته خبيرة الأمن القومي ، رئيس المخابرات المركزية، قرر هؤلاء الحجز في أول رحلة إلى المريخ بعيدا عن كافة وسائل التنصت التكنولوجي وفي جو صحو يتسم بالنقاء والهدوء لمناقشة مستقبل أصعب منطقة في العالم، وهي منطقة الشرق الأوسط، واستهدف هؤلاء البحث في مجموعة القضايا التي تحقق رؤية الرئيس المنتخب بشأن سياسة العزلة البناءة لإعادة الحياة إلى الإمبراطورية الأمريكية.
وأشارت إلى أنه من ناحية، تعد المنطقة أكثر المناطق عنفا وصراعا وحروبا وتهديدا للمصالح الأمريكية، وهي المصدر الرئيسي للطاقة سواء البترول أو الغاز الطبيعي أو الطاقة الشمسية في حالة التحول إليها، وهي أكثر أسواق العالم رواجا سواء للسلع المدنية أو الأسلحة بمختلف أنواعها ومستوياتها.
ومن جانب آخر، تضيف الصحيفة، على الولايات المتحدة تصحيح مسار العلاقات الاستراتيجية مع مصر، الدولة الإقليمية المركزية في كل من الوطن العربي والشرق الأوسط والانتقال السريع من مجرد الدعم الاقتصادي لها في صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي إلى الدعم العسكري المباشر بتكثيف المناورات العسكرية المشتركة والتنسيق معها بشأن القضايا الحيوية، وبصفة خاصة القضية الفلسطينية.
وفي الشأن المحلي، أشارت جريدة (الأخبار) إلى أنه كان من المفترض أن تكون الحكومة على قدر كبير من الاستعداد والجاهزية لاتخاذ القرارات اللازمة والمكملة لما أعلنته من تحرير لسعر الصرف وتعويم للجنيه، وذلك لتلافي الآثار الناجمة عن التعويم، وبهدف دعم الأسر الفقيرة ومحدودة الدخل، التي سوف تزداد معاناتها نتيجة التعويم.
وأوضحت أنه كان من المفترض أن تقترن بقرار التعويم مجموعة من القرارات الملازمة والمصاحبة له في ذات التوقيت، وكلها تهدف لدعم هذه الفئات غير القادرة وامتصاص وتقليل الآثار السلبية للتعويم عليهم على أن يكون في مقدمة ذلك زيادة شبكة الأمان الاجتماعي لهم في برنامج تكافل وكرامة، وأن يتواكب مع ذلك تعديل الضرائب والأخذ بالضريبة التصاعدية لزيادة العائد وزيادة مساهمة القادرين في تحمل الأعباء في إطار العدالة الاجتماعية، بالإضافة إلى زيادة الجمارك علي السلع الاستفزازية وتقييد الاستيراد.
وفي السعودية، اهتمت الصحف الصادرة اليوم بالجولة التي يقوم بها العاهل السعودي إلى عدد من الدول الخليجية. وكتبت يومية (الشرق) أن الجولة الخليجية "التاريخية" لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز تكتسي أهمية كبيرة على المستوى الإقليمي والدولي بالنظر لما تمثله المملكة من ركن أساسي لمنظومة الأمن الخليجي والعربي.
وأضافت أن خادم الحرمين سيبحث مع قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية قضايا الساحتين الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، قبل حضوره الدورة الـ 37 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي التي ستعقد في مملكة البحرين.
ورأت أن الجولة التاريخية تعبر عن عمق العلاقات بين دول المجلس التي ما فتئت تتطور وتتقدم استراتيجيا على كافة المستويات، ولا سيما في ظل المنعطفات التاريخية التي تجتازها منطقة الخليج العربي والمنطقة العربية والعالم.
ومن جهتها كتبت صحيفة (عكاظ) أن الجولة الخليجية "التاريخية" لخادم الحرمين تعد "وثبة جديدة للقيادة السعودية في تعزيز دور مجلس التعاون الخليجي، والدفع به نحو الاتحاد"، واصفة هذه الجولة "بالفرح الخليجي الذي سيثمر نتائج تصب في مصلحة دول الخليج وأمنها واستقرارها على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية".
وأشارت إلى أن زيارة خادم الحرمين لعدد من البلدان الخليجية تسبق القمة الخليجية التي ستنعقد الثلاثاء المقبل في المنامة، والتي تأتي في ظروف حساسة تعصف بالمنطقة وتحتاج إلى التعاضد الخليجي القوي والتشاور حيال مجمل القضايا التي تمثل هاجسا لدول وشعوب المنطقة".
واختتمت بالقول إن البيت الخليجي يثق في القيادة السعودية وقوتها في مواجهة التحديات والمخاطر المحيطة بمجلس التعاون وحماية هذا الكيان الخليجي من التهديدات الخارجية.
وفي الموضوع نفسه، أكدت صحيفة (اليوم) أن جولة خادم الحرمين الشريفين "تكتسي أهمية بالغة في ظل التحديات التي تواجه دول المنطقة وتدعو إلى توحيد الجهود الخليجية لمواجهتها من خلال دعم توجهاتها العسكرية وتوحيد رؤاها ومواقفها السياسية".
وأشارت إلى أن الملف الاقتصادي حاضر في أجندة الجولة الخليجية لخادم الحرمين في ظل التكتلات الاقتصادية الدولية الذي يتطلب من دول المجلس التفكير جديا في إقامة نظام اقتصادي وحدوي لمواجهة التحديات الاقتصادية الصعبة، والتي لا يمكن السيطرة عليها إلا بتوحيد الرؤى في المجالات الاقتصادية تحديدا".
وبالأردن، اعتبرت صحيفة (الرأي) أن الدورة السابعة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي ستلتئم في العاصمة البحرينية المنامة غدا، يبدو أنها ستكون تاريخية وليست كغيرها من القمم، مشيرة إلى أن الموضوع الأبرز الذي سيخيم على جدول أعمال القمة فكرة إقامة اتحاد خليجي تؤدي إلى كتلة سياسية واقتصادية عالمية عملاقة في المنطقة. وأشارت إلى أن فكرة الاتحاد، في الوقت الراهن، تعتبر عملا استراتيجيا مهما لأمة مثخنة بالجراح والقلاقل والتدخلات الخارجية المعلنة، وللدفاع ليس فقط عن دول الاتحاد بل لحماية مصالح الأمة العربية شعوبا ودولا، في ظل التطورات الإقليمية والعالمية المتسارعة.
وأضافت أنه من أهم مبررات وضرورات إعلان الاتحاد الخليجي الآن، التغلل الإيراني في المنطقة العربية، خاصة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، مشيرة إلى أن الخطر الإيراني يهدد المنطقة، وأنه إن لم تتدارك الدول العربية، وليس الخليجية فقط، الموقف، "فإننا أمام مزيد من المد الشيعي في المنطقة وظهور جماعات وعناصر مؤيدة لها".
وفي الشأن المحلي، تطرقت صحيفة (الدستور) للعلاقات الأردنية السلوفينية، مشيرة في هذا الصدد إلى المباحثات التي أجراها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أمس بعمان، مع الرئيس السلوفيني، والتي تناولت علاقات التعاون بين البلدين والوضع في منطقة الشرق الأوسط، وكذا جهود محاربة الإرهاب.
وأشارت الصحيفة إلى أن الزعيمين ركزا خلال مباحثاتهما على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وكذا تعزيز التعاون في عدد من القطاعات بما في ذلك الطاقة البديلة والمتجددة وتكنولوجيا المعلومات والصناعات العسكرية.
وفي مقال بعنوان "مرة أخرى.. نصطدم بجدار تردي التعليم"، كتبت صحيفة (الغد) أن نتائج اختبار التوجهات الدولية في دراسة الرياضيات والعلوم (تيمس)، التي أعلن عنها الأسبوع الماضي، وكشفت عن تراجع مستوى طلبة الأردن في المادتين، مقارنة بنتائج العام 2011، "تعيدنا إلى مربع التراجع الملموس في التعليم"، والذي لا يمكن قصره هنا على التعليم المدرسي فقط، بل يشمل التعليم بكل مراحله، بما فيه الجامعي والعالي.
وأشارت، في هذا الصدد، إلى أنه لم يعد مقبولا ولا مسموحا السكوت على استمرار انحدار مستويات التعليم الأردني، مؤكدة أن الحاجة باتت ملحة اليوم إلى قرع كل أجراس الإنذار، "فمستقبلنا وتقدمنا مرهونان اليوم بخوض معركة تطوير التعليم ومعالجة اختلالاته الهيكلية"، تضيف الصحيفة. وفي قطر ، اهتمت صحيفتا (الوطن) و(الشرق)، في افتتاحيتيها اليوم الاثنين، بالزيارة التي سيبدأها اليوم للدوحة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزير آل سعود، وبعمق وتجذر العلاقات بين البلدين.
فتحت عنوان "قمة صاحب السمو وخادم الحرمين"، كتبت صحيفة (الوطن) أن هذه المباحثات التي "تنعقد في توقيت دقيق، ووسط أحداث عاصفة تمر بها المنطقة، ستحتل موقع الصدارة فيها سبل دعم وتعزيز العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين الشقيقين، (...) وآخر التطورات والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية"، مشيرا الى أن "التحديات كثيرة وخطيرة، وتحتاج المرحلة والأحداث إلى مزيد من التنسيق والتفاهم".
وسجل أن "لقاء الزعيمين سيفتح آفاقا واسعة للعمل المشترك والتعاون الثنائي في كافة المجالات، ويؤكد على المزيد من الترابط والتلاحم بين دول مجلس التعاون الخليجي"، وقال إنه "قطعا سيصب في مصلحة الشعبين: القطري والسعودي، من جهة، وبنفس القدر في مصلحة شعوب المنطقة، وفي تعزيز الأمن والسلم العالميين أيضا"، مثيرا الانتباه إلى أن "قطر والسعودية دولتان محوريتان، والمباحثات بين زعيمي البلدين ستكون محط أنظار وترقب المنطقة والعالم".
وتحت عنوان "مرحبا.. بضيف البلاد الكبير"، وصفت صحيفة (الشرق) الزيارة بانها " تاريخية، تنطوي على دلالات ومعاني الأخوة والعلاقات الوطيدة الراسخة" بين البلدين و"تحظى باحتفاء وترحيب كبيرين من القيادة السياسية والشعبية وسائر فئات الشعب القطري".
وأبرز كاتب الافتتاحية أن "قطر والمملكة بقيادتيهما الحكيمتين تمثلان الركيزة لحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، ولتفعيل الرؤية الإستراتيجية المشتركة لمواجهة التحديات"، وانهما "قادرتان على رسم رؤية للمنطقة تلبي مصلحة الشعوب الخليجية واحتياجات العالم العربي في التنمية والرفاه والاستقرار والازدهار".
ومن جهتها، توقفت صحيفة (الراية)، في افتتاحيتها، عند ما يجري في مدينة حلب، على اعتبار ان "محاولات نظام الأسد بدعم روسي السيطرة عليها جريمة في حق الإنسانية ويشكل عارا على المجتمع الدولي الذي عجز عن إلزام النظام على وقف غاراته الممنهجة على المدنيين"، مؤكدا أن "سقوط المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة من حلب في يده لن ينهي الحرب في سوريا، بل يزيد الأمور تعقيدا (...) والذهاب إلى مجلس الأمن لإصدار قرار دولي بشأن حلب غير مجد، وبالتالي فإن الاجتماع المقرر اليوم لإصدار قرار دولي بشأن تطورت الأوضاع فيها مجرد ضياع للوقت".
وتحت عنوان "خيانة المدنيين في حلب وصمة عار"، أكد كاتب الافتتاحية أن "إنقاذ سكان مدينة حلب من الإبادة" يحتاج الى "تدابير صارمة تتخطى مجلس الأمن وهذا يعني تفعيل دور دول مجموعة أصدقاء الشعب السوري وفرض عقوبات دولية صارمة على نظام الأسد وداعميه وحظر شامل للأسلحة لوقف تدفقها إلى النظام".
وبلبنان، تواصل الصحف اهتمامها بتشكيل الحكومة وبمواضيع سياسية أخرى، إذ كتبت (النهار) أن أكثر نصف النساء السياسيات في لبنان وصلن إلى موقعهن عن طريق الوراثة السياسية (توجد في البرلمان اللبناني أربع نائبات). وأوضحت أن النساء لا يشكلن حاليا إلا 3 في المائة من مقاعد البرلمان، كما أن تمثيلهن ليس أفضل على صعيد الإدارة المحلية.
وأشارت الصحيفة في هذا الصدد الى أن المنظمات غير الحكومية التي تعمل من أجل تمثيل أفضل للمرأة في الحياة السياسي ة تحاول تأسيس نظام المحاصصة، أي نسبة لا تقل عن 30 في المائة كحد أدنى من المرشحات البرلمانيات، (38 مقعدا من أصل 128 مقعدا التي يتشكل منها مجلس النواب)، وهو الاقتراح، الذي رفضه البرلمان.
أما (الجمهورية) فاعتبرت أنه في ظل الأزمة الراهنة التي يعيشها لبنان بات تشكيل الحكومة أبعد، موضحة أن تشكيل الحكومة يتصل بشكل الصورة التي يفترض أن يرسو عليها الوضع السياسي العام ومستقبله.
وقالت إن تشكيل الحكومة المكلف بها زعيم (تيار المستقبل) سعد الحريري، "معلق حتى إشعار آخر". في وقت يشك ل القانون الانتخابي الجديد نقطة مد وجزر بين الفرقاء السياسيين.
وفي ذات السياق، أشارت (السفير) الى أنه بات واضحا أن أزمة تشكيل الحكومة هي "رأس جبل الجليد، ليس إلا"، موضحة أن حسابات معظم الأطراف باتت تتجاوز حدود الحقائب بحد ذاتها الى الحسابات المتصلة بالانتخابات النيابية المقبلة، حيث أصبحت تقاس جدوى هذه الحقيبة أو تلك، انطلاقا من مردودها الانتخابي المحتمل. وخلصت الى أنه مادامت الانتخابات النيابية المتوقعة في يونيو المقبل سترسم توازنات عهد الرئيس الجديد ميشال عون، فإن أغلب القوى تتعامل مع الحكومة المرتقبة باعتبارها "مخزن سلاح"، يسعى كل طرف الى أن يقتطع منه ما يناسبه في معركته الانتخابية لا سيما الحقائب الخدماتية الثقيلة.