أبرزت صحف عربية غضب الجزائريين على ما وصفوه بفشل قوات الدفاع المدني في انتشال وإنقاذ الشاب عياش محجوبي الذي علق في انبوب بئر ارتوازية وظل فيه منذ الثلاثاء الماضي.
وتصدرت قصة الشاب عياش عناوين صحف عديدة، خصوصاً الجزائرية منها.
وتقول صحيفة "القدس العربي" إن "قصة عياش تثير غضباً في الجزائر".
وتشير إلى أن قضية المواطن الجزائري البالغ ( 26 عاما) الذي وقع داخل أنبوب بئر ارتوازي بمدينة المسيلة (240 كيلومترا شرق العاصمة) تحولت إلى "قضية رأي عام".
وترى الصحيفة أن "ما كان مجرد حادث يبدو غير مهم قد تحول إلى موضوع يتابع تفاصيله كل الجزائريين، وتجاوز صيته حدود الوطن".
وتقول "البيان" الإماراتية إن ما حدث "ليس مشهداً من فيلم هوليوودي، بل قصة حقيقية لشاب جزائري ابتلعته الأرض ورفضت كل محاولات انتشاله وإنعاشه".
ونشرت "الشعب" الجزائرية "تفاصيل التراجيديا وعمليات الإنقاذ" التي استمرت ستة أيام متتالية دون أن تتمكن من إخراج الشاب عياش من البئر بمنطقة أم الشمل ببلدية الحوامد جنوب ولاية المسيلة.
وتقول الصحيفة إن نسبة نجاة الشاب عياش "تضاءلت وأصبحت من المعجزات المستحيلة جراء التحقق من غمر الماء المكان عدة مرات".
وتشير إلى أن "عياش بقي في تواصل مع رجال الحماية المدنية إلى غاية منتصف الأربعاء ليدخل في غيبوبة بعدها ولا يسمع له صوت ولا حركة".
وتقول "الشروق" الجزائرية إن "مواطنين ينتفضون ضد والي المسيلة بسبب العياشي".
وقالت "النهار" الجزائرية إن والي المسيلة تعرض ل "وابل من السب والشتم وتم تحطيم زجاج سيارته من طرف مواطنين غاضبين حاولوا إيصال غضبهم من عدم اهتمام المسؤول الأول في المسيلة بالقضية، منذ اليوم الأول، واكتفائه بإرسال رئيس ديوانه إلى موقع البحث والإنقاذ في ثالث أيام عمليات البحث".
وأشارت "الخبر" الجزائرية إلى أن "فشل محاولات إنقاذ الشاب عياش تفتح المجال للخرافات"، وجارتها في ذلك صحيفة النهار الجزائرية التي قالت إن "رقاة توافدوا على المنطقة وسط حديث عن وجود جنية ابتلعت عياش".
وتنقل "الشروق" الجزائرية عن الخبير الهندسي في مجال مقاومة الزلازل والكوارث الطبيعية، شلغوم عبدالكريم، قوله إن "طريقة الإنقاذ خاطئة" حيث كان "لابد من حفر آبار جوارية لتفادي انزلاق الشاب".
وتقول الصحيفة إن "قضية سقوط الشاب العياشي محجوبي شغلت الرأي العام الوطني وتحولت إلى مادة دسمة لوسائل الإعلام وألهبت مواقع التواصل الاجتماعي".
وتضيف أن المواطنين المحتشدين بالمكان أعربوا عن "غضبهم لعدم استقدام فرق متخصصة ومعدات من العاصمة" لإتمام عملية الإنقاذ.
"سفينة ترامب تغرب"
وواصل كثير من الصحف العربية مناقشة تبعات إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الانسحاب من سوريا.
يقول محي الدين المحمد في صحيفة "تشرين" السورية إن ترامب "يحاول الهروب من سوريا بأقل الخسائر الممكنة، ويترك للآخرين من أصدقائه وأعدائه قلع الأشواك التي زرعها بحماقاته".
وينتقد مازن بلال في "الوطن" السورية سياسات ترامب في سوريا، حيث يقول إنها "تميزت بسلبية مربكة".
ويضيف: "الانسحاب الأمريكي من شرقي الفرات هو ليس فرصة بل تحد حقيقي للتوازنات التي أقامتها روسيا مع إيران وتركيا، والتوازن الإقليمي القادم، سواء تم تنفيذ القرار الأمريكي أم أجل، سيحدد بشكل عملي ملامح تلك المنطقة على ضوء السياسات القادمة لدول لقاء أستانا".
مصدر الصورةGETTY IMAGES
Image captionوزارة الدفاع الأمريكية قالت إنها تنتقل إلى المرحلة الثانية من العملية العسكرية في سوريا
وتقول صحيفة "الرأي اليوم" الالكترونية في افتتاحيتها إن "سَفينَة الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب تَغرَق بسَببِ سِياساتِه وقَراراتِه الانفِعاليّة المُتَغطْرِسَة، بعد الاستِقالة المُهذَّبَة لوزير الدِّفاع جيمس ماتيس التي جاءَت على أرضيّة القَرار المُفاجِئ بسَحبِ جميع القّوّات الأمريكيّة مِن سورية في غُضونِ شَهرين، ونِصف نَظيرَتها في أفغانستان".
وتقول فاطمة ياسين في صحيفة "العربي الجديد" اللندنية: إن الخروج الأمريكي من سوريا يطرح "معادلة جديدة" حيث سيكون "الرهان الأكبر على دور تركي قوي ومتناسب مع تطور الأحداث، بالإضافة إلى ما يمكن أن يحققه تنظيم الدولة الذي يستلزم كبحُ جماحه قوة كبيرة، يجب سحبها من أماكن أخرى، ما يرشح المشهد كلياً لإعادة ضبط قد يأتي بصورة أخطر من التوقعات".
ويشير عمر عياصرة في "السبيل" الأردنية إلى أن "الأردن غير راض عن قفزة ترامب الأخيرة وانسحابه من سوريا، فالخطوة تعني ببساطة ترك إيران تلعب في سوريا كما تريد".
ويضيف أن "داعش ستتنفس الصعداء، وستلملم بعض بقاياها" جراء ذلك الانسحاب.