قابلتُ الله ” .. عبارة رددتها الطفلة مريم كثيراً وأدهشت بها زميلاتها وصديقاتها وقريباتها، وكانت تواجه دائماً عشرات الاسئلة : كيف قابلتيه سبحانه وتعالي ؟ أين ومتي ؟ وكانت الاجابة بسيطة أذهلت الجميع ..
مريم طفلة عاقلة، متزنة وذكية، هي الاولي دائماً في صفها الدراسي وهي قليلة الكلام ولكنها تحسنه وتجيده، وعندما تتحدث يصغي اليها الجميع، ويسمع منها في اعجاب وحب، وكانت مريم لديها قدرة عالية على حل المشكلات والازمات التي تقابلها زميلاتها في المدرسة، ولذلك تتجه اليها الانظار في الظروف الدقيقة والصعبة وتلجأ اليها صديقاتها في اصعب المواقف .
وفي يوم من الايام تقدمت الطالبات الى مديرة المدرسة وهن يرغبن في الخروج في رحلة لزيارة مساجد المدينة القديمة وكانت المديرة تميل الي تأجيل الرحلة بسبب مرض مُعلمة التاريخ، وعندما ذهبت الطالبات الى مريم يسألنها عن كيفية اقناع المديرة بالذهاب الى هذه الرحلة، ابتسمت في هدوء وقالت : في الصباح قابلتُ الله وسألته .. وضاع صوت مريم وسط ضجيج زميلاتها بسبب هذه العبارة، ووسط صوت معلمة في المدرسة وهي تعلن أن المديرة قد وافقت على الرحلة .
وخلال الايام التالية ,واثناء الرحلة كانت الطالبات يترددن في سؤال مريم عن معنى كلمتها المتكررة، وعندما عدن الى المدرسة من جديد، كان هناك سؤال ؟ كيف حال مُدرّسة التاريخ السيدة عزة ؟ قالت مريم : لقد قابلتُ الله ودعوته أن يشفيّ السيدة عزة ويأخذ بيدها، وقبل أن تلقي احدي البنات بسؤال كان صوت المعلمة يعلن نبأ نجاح العملية الجراحية التي اجريت لمعلمة التاريخ السيدة عزة .
وذُهلت التلميذات وساد السكون، ولم تعد عبارة مريم ” قابلت الله ” تزعجهن، بل تعودن على سماعها وهي تقول ” قابلت الله عصراً وسألته ” وكانت الاسئلة تدور بين التمليذات همساً : كيف تقابل الله واين ومتي ؟ ولكن لم تجرؤ واحدة منهن على توجيه هذه الاسئلة الي مريم، حتى ان البعض قد تصور انها فقدت اتزانها او اصابها الجنون، ولكنهن تجمعن حولها في حدة وألقين عليها هذه الاسئلة دفعة واحدة بعد أن استجمعن شجاعتهن وقررن ذلك، حتي يزحن عن صدورهن عبئاً ثقيلاً .
ابتسمت مريم وهي تجيب في بساطة بابتسامتها المعهودة : انني اقابل الله كل يوم........
تابع إجابة مريم من هنـــــــــــا