أعادت التصريحات التي أطلقها مسؤولون قطريون خلال افتتاح "منتدى الدوحة" زخم التصريحات فيما يخص الأزمة الخليجية مع قطر، إذ تفاعلت صحف عربية مع تصريحات أمير قطر ووزير خارجيتها.
واهتمت الصحف القطرية بكلمة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني فيما يخص الأزمة الخليجية خلال افتتاحه للمنتدى، حيث قال إن موقف قطر لم يتغير ودعا إلى الحوار وإنهاء الحصار على بلاده.
كما شدد وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على ضرورة إصلاح مجلس التعاون الخليجي.
رسائل قطر
تقول "الراية" القطرية إن كلمة أمير قطر في افتتاح منتدى الدوحة هي "رسالة واضحة لدول الحصار بأن عليها مراجعة مواقفها، وأن قطر لن تتراجع عن موقفها الذي وجد الدعم والمساندة من المجتمع الدولي، الأمر الذي جعل الحصار يرتد على المحاصرين بعدما أدرك الجميع أن حصار قطر غير عادل وغير مبرر، وأنه أزمة مصطنعة".
وتقول "العربي الجديد" اللندنية إن الرسالة من تصريحات أمير قطر "شديدة الوضوح لمن يراهن من أهل الحكم والقرار في أبوظبي والرياض على أي تراجع من الدوحة عن ثوابتها المبدئية في معالجة الأزمة".
وتشير الصحيفة إلى أن إنهاء الشيخ تميم كلمته بالحديث عن الأزمة الخليجية "إشارة إلى أن هذه الأزمة لم تعد شديدة الإلحاح لدى صانع القرار القطري، وأن سعي الدوحة إلى حل الأزمة بإنهاء الحصار الذي فرضته الإمارات والسعودية والبحرين عليها لا يعني أن دولة قطر غير معنيّة بقضايا العالم ومشكلاته والمستجدات المتتابعة فيه".
"هل يخرج مجلس التعاون من غرفة الإنعاش؟"
أبرزت عدد من الصحف، منها "الرأي" الكويتية و"القدس العربي" اللندنية تصريحات نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله بأن الدوحة "لم تحرق مراكب العودة إلى المصالحة على الإطلاق ولن تحرقها".
ويقول خالد الطراح في "القبس الكويتية إن "إدارة الأزمة لم تكن موفقة كما يجب منذ البداية من قبل الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي وأطراف أخرى، ولكن ما زالت الفرصة سانحة وممكنة نحو تحقيق المحافظة على كيان خليجي واحد في حال توقف الحرب الإعلامية أولا ومن ثم دعم الوساطة الكويتية".
ويدعو الكاتب الدول المعنية بالخلاف الخليجي إلى المبادرة بالتهدئة ووقف الحملات الإعلامية "من أجل الوصول إلى تسوية ودية تنهي خلافا حادا على المستويين الرسمي والشعبي، وتدعم تقدم المسيرة الخليجية نحو مصالح وشعوب ودول المجلس".
يتساءل مبارك المعوشرجي في "الرأي" الكويتية: "هل يخرج مجلس التعاون من غرفة الإنعاش سالماً، أم يكون مصيره مصير التجمعات العربية والإسلامية السابقة التي أصبحت مجرد ديكور؟"
ويشدد الكاتب على أن "دول الخليج في حاجة للاتحاد والتضامن وتوحيد الرأي بين الدول المشاركة، فأسعار البترول تذبذبت كثيراً والبترول هو عصب الحياة الاقتصادية لهذه الدول".
اتهامات لقطر
التصريحات القطرية أثارت ردود فعل غاضبة من الجانب الآخر، فقد نقلت صحف إماراتية وبحرينية تصريحات لدبلوماسيين من البلدين يتهمون الدوحة بأنها "لا تكف عن التآمر" وأن "الاستهداف الخبيث للسعودية يعمّق أزمة قطر".
وتقول "العرب" اللندنية إن "قطر تريد تفصيل مجلس تعاون خليجي على مقاسها".
وتضيف الصحيفة أن "الدوحة ترى في الكويت مدخلا لشق الصف الخليجي بعد فشل محاولتها لجذب سلطنة عمان".
وتضيف الصحيفة: "يرسل المسؤولون القطريون إشارات متناقضة بشأن موقفهم من مجلس التعاون الخليجي، فأحيانا لا يخفون قناعتهم بأن دوره قد انتهى وأنهم يبحثون عن أطر إقليمية بديلة. لكنهم يعودون ليظهروا رغبتهم في إعادة تشكيله وتصميمه".
وتتهم "عكاظ" السعودية النظام القطري ب"التطاول على مجلس التعاون" الخليجي.
وتقول الصحيفة إنه "رغم أن الموقف القطري كان متشنجاً ومتناقضاً إزاء مجلس التعاون، إلا أن وزير خارجية تميم عاد ليستجدي الحوار لتجاوز أزمته".
وتقول "الخليج" الإماراتية إن أمير قطر "يتطاول على زعماء المنطقة ويحتفي بقيادات إيران وتركيا".