تناولت صحف عربية الاتفاق الذي توصلت إليه الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وحركة الحوثيين على تسليم الإشراف على ميناء الحديدة إلى الأمم المتحدة.
وجاء الاتفاق في ختام محادثات سلام جمعت ممثلين عن طرفي النزاع في العاصمة السويدية ستوكهولم.
وتباينت التعليقات في الصحف العربية بين الإشادة بالاتفاق والتحفظات التي أبداها البعض.
"شمعة في ظلام اليمن"
وصفت صحيفة "الحياة" اللندنية الاتفاق بأنه "انتصار سياسي للشرعية والتحالف في اليمن".
بدورها، عبرت "رأي اليوم" اللندنية عن تفاؤل بنتائج محادثات ستوكهولم واتفاق الحديدة، حيث قالت في افتتاحيتها "من حقّنا نحن الذين وقَفنا مع الشعب اليمني بكل فئاته وألوان طيفه، وعارضنا هذه الحرب، وطالبنا بوقفها منذ اليوم الأول، وإعطاء أولوية للحل السياسي عبر الحوار بين الأخوة، من حقنا أن نتفاءل ونتطلّع إلى مستقبل أفضل لكل أبناء اليمن بعيداً عن المجاعة والأمراض وسفك الدماء والانقسامات".
وفي "الشرق الأوسط" السعودية، يصف مشاري الذايدي الاتفاق بأنه أشعل "شمعة في ظلام اليمن"، ولكنه يتساءل "اتفاق الحديدة نهاية أم بداية؟".
ويقول "لا نغفل أن الاتفاق على استخدام مطار صنعاء، أخفق في مفاوضات السويد، وكذا الملفات الاقتصادية الأخرى. لذلك فرضت الحالة الأمنية والضغط العسكري أنفسهما على طاولة المفاوضات، وهذا بالضبط هو جوهر المقاربة اليمنية الشرعية، ومعها التحالف؛ فالحوثي لن يخضع إلا بالقوة العسكرية، من هنا فإن اتفاق الحديدة أثبت صحة هذه المقاربة، وبقيت في حرب اليمن قصص أخرى ومناورات ومفاوضات وكرّ وفرّ، عسكري وسياسي وإعلامي".
"هزيمة حوثية"
ويرى محمد مبارك في "أخبار الخليج" البحرينية أن اتفاق الحديدة هو "هزيمة حوثية واختناق إيراني".
ويقول مبارك "رغماً عنهم، اضطر الحوثيون إلى الموافقة على الخروج من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، والإفراج عن الأسرى من أبناء الشعب اليمني، ووضع الموانئ التي تمثل شريان الحياة الرئيسي تحت إشراف الحكومة الشرعية. إنه انتصار عسكري للشرعية والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، حتى إن أريد تصويره على أنه جاء نتيجة حوار سياسي".
على المنوال نفسه، تقول صحيفة "البيان" الإماراتية في افتتاحيتها "ما تحقق كان كذلك انتصاراً إنسانياً كبيراً بالدرجة الأولى؛ لأن عودة هذه الموانئ إلى مسؤولية قوات الأمن اليمنية ستفتح الباب واسعاً لإغاثة الشعب اليمني الذي عانى الويلات تحت ظلم الحوثي، وأيضاً لأن هذا الضغط المسؤول الذي مارسه التحالف على ميليشيا الحوثي جنّب مدينة الحديدة وميناءها العمليات العسكرية؛ حفاظاً على أرواح المدنيين والبنية التحتية الإنسانية، ليأتي ذلك تأكيداً على أن التحالف أوفى بالتزامه في هذا الجانب الذي أعطاه أولوية كبيرة في جميع عملياته".
"لكلٍ مصلحته"
من جهتها، تبدي صحيفة "القدس العربي" اللندنية تحفظاً على نتائج المحادثات.
وتقول في افتتاحيتها "رغم إعلان تفاصيل الاتفاق الأخير، ووصف سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن لدى اليمن نتائج مشاورات السويد ﺑ ̕الخطوة الأولى الحاسمة̔، وتصافح رئيسي وفدي الحكومة اليمنية والحوثيين، وانعقاد جلسة لمجلس الأمن حول اتفاقات ستوكهولم اليوم الجمعة، ورغبة اليمنيين والعالم في السير على طريق الحلّ السياسي في اليمن، فإن منع النواب الجمهوريين لقرار حول اليمن في الكونغرس، وتصريحات بعض المسؤولين الإماراتيين والسعوديين لا تبشر فعلاً بأن ما حصل من تقدّم في المفاوضات هو تقدّم أيضاً في اتجاه السلام".
كذلك تتساءل ابتسام آل سعد في صحيفة "الشرق" القطرية "هل يفعلها اليمنيون؟".
وتقول "بقي لليمنيين الآن أن يجددوا همتهم في إقرار هذا الصلح رغم أن الجميع يتكلم باسم اليمن وشعب اليمن ولا يمكن تصديقهم طبعاً في هذا، فلكل مصلحته في هذا الصلح أو كما يقال إنه يجب في هذا الشأن أن يسعوا لأن تتصالح مصالحهم التي يمكنها أن تجهض مصالح الإمارات التي تعدت على تاريخ وثروات بلادهم وحاولت أن تصنع تاريخا لها مما سرقته".