ناقشت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها الأرجنتين.
وتمثل مجموعة العشرين، المكونة من 19 دولة والاتحاد الأوروبي، 85 في المئة من الانتاج الاقتصادي للعالم، وثلثي سكان العالم.
وأشار العديد من الكتاب إلى أهمية لقاء الرئيسين الأمريكي والصيني على هامش القمة، بينما لم يبد بعضهم تفاؤلا حيال التوصل إلى "اتفاقات تجارية حاسمة".
"الوصول إلى قواسم مشتركة"
قال إميل أمين، في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، إن القمة "تكتسب أهمية كبرى إذا أدركنا أن رؤساء وزعماء العالم العشرين المشاركين يمثلون من الناحية الديموغرافية ثلثي سكان العالم".
وتساءل الكاتب: "هل لا يزال حلم التنمية العادلة والمستدامة بعيداً عن المنال، وربما بات ضرباً من ضروب اليوتوبيا غير المنظورة؟"
واعتبرت صحيفة العرب اللندنية القمة "محطة أخرى من المواجهة بين الرئيس الأمريكي ترامب وقادة العالم".
وأضافت الصحيفة: "التوتر بين واشنطن وبكين وأوروبا يخيّم على أشغال قمة العشرين... وفرنسا تخشى فشل القمة بسبب التعنت الأمريكي ، واللقاء بين ترامب والرئيس الصيني شي جينبينغ يحدد نجاح القمة من عدمه".
في السياق ذاته، أشارت لميس عاصي، في العربي الجديد اللندنية، إلى أن "العالم كلّه يترقب نتائج هذه المحادثات. فشلها يعني تصاعد أكبر حرب تجارية في التاريخ، وما لذلك من تأثيرات ستطول التجارة الدولية والنمو الاقتصادي العالمي بمجمله".
وأضافت الكاتبة أن نجاحها يعني "طيّ صفحة من الرعب الذي أصاب الأسواق الدولية، والانطلاق نحو مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين".
وأشارت صحيفة الاقتصادية السعودية في افتتاحيتها إلى أنه "لا أحد يتوقع أن تكون هناك اتفاقات حاسمة حول قضايا مختلف عليها، لكن انعقاد القمة يوفر ساحة ضرورية لقادة المجموعة من أجل الوصول إلى قواسم مشتركة، ربما في الأيام المقبلة".
وقالت إن "الجميع يعلم أنه لا يمكن حل القضايا عبر المواقف الجامدة غير القابلة للتغير أو التعديل. ومن هنا المرونة مطلوبة في كل شيء، وأهمها اليوم مواضيع التجارة العالمية، ولا سيما في أعقاب نشوب ما يمكن تسميته بمعارك الرسوم والرسوم المضادة. وهذه المعارك يمكن ببساطة أن تتحول إلى حرب، لا يتحملها العالم الآن، ولا حتى في المستقبل".
وأعرب أسامة نور الدين، في الوطن العمانية، عن أمله في أن تسفر قمة مجموعة العشرين عن "طرح شكل جديد للنظام العالمي، شكل تتوافر فيه أسس العدالة الناجزة، بدلا من التحركات الفردية التي تقودها بعض الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية".
وحذر الكاتب من أنه "رغم أن هذه القمم تعنى أساسا بدراسة المسائل الاقتصادية، إلا أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال فصل ما هو اقتصادي عما هو سياسي، فالمجالان متداخلان ويؤثر أحدهما على الآخر، وما نشهده من حروب ونزاعات إقليمية ودولية تعود لأسباب اقتصادية كما تعود كذلك لأسباب سياسية ومذهبية وعرقية، فالمجالات صارت متداخلة بدرجة يصعب فيها فصل أي مكون من تلك لمكونات عن الآخر".
"انقسام غير مسبوق"
وصفت صحيفة المغرب اليوم القمة بأنها "الأسوأ في التاريخ" إذ انطلقت "وسط أجواء توتر شديد".
ولم تبد صحيفة الشرق الأوسط اللندنية تفاؤلاً كبيراً، إذ أشارت إلى انعقاد القمة "على وقع انقسام غير مسبوق" بين الدول الأعضاء، لا سيما بين الولايات المتحدة والصين بسبب الحرب التجارية بينهما، وبين روسيا والدول الغربية على خلفية أكثر من أزمة، وأكثرها سخونة الأزمة الأوكرانية".
من ناحية أخرى، قالت صحيفة اليوم السعودية في افتتاحيتها إن "جدول أعمال القمة في هذه الدورة لن يكون مربوطا بما سيطرح على طاولة القمة ذاتها، وإنما سيمتد إلى ما وراء ذلك حيث الاجتماعات الثنائية التي ستعالج القضايا البينية".