أولت الصحف البحرينية اهتماماً بالانتخابات البرلمانية والبلدية التي تُجرى في البلاد وسط دعوات للمقاطعة.
ووصفت وكالة الأنباء الحكومية إقبال الناخبين في الساعات الأولى من التصويت بأنه "غير مسبوق". لكن منظمة العفو الدولية أعربت عن قلق بالغ إزاء التقارير عن اعتقال وترويع معارضين.
وهذه هي خامس انتخابات نيابية وبلدية في البحرين منذ عودة الحياة النيابية في عام 2002.
"يوم الوطن"
قالت جريدة "البلاد" البحرينية في افتتاحيتها إن الانتخابات "خطوة مهمة في مسيرة العمل الوطني". وتصف بثينة خليفة قاسم، من الجريدة نفسها، عملية التصويت بأنها "العرس الانتخابي".
ويرى لطفي نصر في جريدة "أخبار الخليج" البحرينية أن المجلس النيابي القادم "هو الأفضل والأقوى والأهم"، ودليله في ذلك "ارتفاع درجة الوعي لدى المواطنين بصورة ملفتة للجميع".
ويشير محمد مبارك، في الجريدة نفسها، إلى أن الوضع في البحرين بات مختلفاً، قائلاً إن "قوى الشرّ التي كانت تهيمن على شريحة من قرارات وقناعات الناس قد ولّت وانتهت من دون رجعة، ولن يُسمح لها بالعودة مجدداً".
ويقول فريد أحمد حسن في جريدة الوطن إن يوم الانتخابات "هو يوم الوطن، يوم ترجمة شعار 'نلبي الواجب'، ويوم المشاركة في صنع مستقبل البحرين".
ويرى أن عدم المشاركة في الانتخابات "تطاول على الوطن وتقصير في حقه وتنازل عن حق أصيل من حقوق المواطن".
"حفلة عائلية"
من ناحية أخرى، يصف يعقوب آل ناصر، في موقع "مرآة البحرين" المعارض الذي يبث من خارج البلاد، الانتخابات البحرينية بأنها "حفلة عائلية تمت دعوة مقربين لحضورها".
ويقول الكاتب: "حددت العائلة المالكة الأفراد المخلصين الذين يحق لهم اغتنام أحد مقاعد البرلمان الأربعين، والمواطنين المطيعين الذين يجب عليهم الذهاب لصناديق الاقتراع، بينما قامت بعزل الأحزاب المعارضة، وتنحية آخرين جانباً مثل جماعة الإخوان المسلمين إرضاء للإمارات".
ويضيف: "لقد قررت أن مصلحتها تكون بعزل جميع معارضيها: اعتقلت زعماء المعارضة وحاصرت من تبقى منهم ومنعتهم بموجب قانون أصدره الملك حمد بن عيسى آل خليفة من خوض الانتخابات، فيما قامت بإسقاط الآلاف من قوائم المقترعين لإخفاء أثر المقاطعة".
ويرى مراد الحايكي في الموقع ذاته أن المجلس النيابي القادم "أسوء من الذي سبقه"، قائلاً إنه "سيكون بكل جدارة مجرد إدارة حكومية ذات ميزانية مكلفة يمثل فيه النائب الإرادة الحكومية لا الشعبية".
ويضيف: "إن حرص النظام على عقد الانتخابات ودفع الناس بالتهديد للمشاركة يعود لسببين رئيسيين، الأول إعطاء شرعية مزيفة لكل القرارات التي يود النظام اتخاذها في المرحلة المقبلة، والسبب الثاني لتجميل صورة النظام دوليا".
"خيانة تاريخية"
ورداً على دعوات المقاطعة، يرى يوسف حامد المشعل في جريدة الوطن أن "مقاطعة الانتخابات خيانة تاريخية للمسؤولية الملقاة على عاتقنا لأننا بمقاطعتنا للانتخابات سنكون قد منحنا الفرصة للمفسدين للسيطرة على المشهد السياسي في بلادنا عموماً وفي منطقتنا خصوصاً".
ويصف دعاة المقاطعة بأنهم "يقمعون صوت المواطن الذي يريد المشاركة بتبريرات تتغير وفق الهوى، تارة انتخابات معروفة النتائج، وتارة المشاركة لن تغير شيئاً، وتارة أخرى بالتشكيك في المسألة كلها".
وتحت عنوان "لن أقاطع"، كتب سعيد الحمد في جريدة الأيام يقول: "لن أقاطع ولن أكون يوماً في جانب من انقلبوا على البحرين ومن اختطفوا العاصمة بانتظار الأجنبي".