بريطانيا : روسيا أكثر خطرا على أمننا من تنظيم الدولة الإسلامية

سبت, 24/11/2018 - 17:35

تنفرد صحيفة ديلي تلغراف بين صحف السبت البريطانية بنشر مقابلة مع الجنرال مارك كارلتون - سميث رئيس أركان الجيش البريطاني، هي الأولى معه منذ توليه هذا المنصب.

وحذر رئيس الأركان، في المقابلة التي وضعتها الصحيفة في صدر صفحتها الأولى وكرست مقالا افتتاحيا للتعليق على خلاصاتها، من أن روسيا تشكل خطرا على أمن بريطانيا وحلفائها أكبر من خطر الجماعات الإسلامية المتطرفة كالقاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية.

وأشار كارلتون -سميث إلى أن روسيا تسعى باستمرار إلى التفوق على الغرب واستهدافه عبر تطوير قدرات جديدة في مجالات حربية غير تقليدية مثل الفضاء والفضاء الإلكتروني (السايبري).

وتقول الصحيفة إن حديث رئيس الأركان جاء بعد عودته من زيارة القوات البريطانية المشاركة ضمن القوة التي نشرها حلف شمالي الأطلسي (ناتو) لردع أي عدوان روسي على دول البلطيق.

وشدد كارلتون ـ سميث على أن الخطر الظاهر والملموس للمسلحين الإسلاميين "قد تلاشى مع التدمير التام للبقعة الجغرافية لما يسمى بدولة الخلافة"، لذا يرى أن على بريطانيا وحلفائها التركيز على الخطر الروسي، لا سيما بعد الهجوم بعنصر الأعصاب القاتل في سالزبري ببريطانيا مطلع هذا العام.

وقال رئيس الأركان إن "روسيا شرعت بجهد منهجي لاستكشاف واستثمار أي ثغرات يمكن استهدافها في الغرب، وبشكل خاص للحرب في بعض المناطق غير التقليدية كالفضاء الإلكتروني والفضاء وفي أعماق البحر".

وفي مقالها الافتاحي تقول الصحيفة إن الأولوية الأساسية للأجهزة الدفاعية والاستخبارية في بريطانيا وحلفائها كانت منذ هجمات 11/9 ، التركيز على مكافحة الجماعات الإرهابية الإسلامية من أمثال القاعدة ومن ثم تنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق، بيد أن رئيس الأركان البريطاني الجديد يركز على أن روسيا هي "بشكل لا يقبل الجدل" ما يمثل التحدي الأعظم للحلفاء الغربيين اليوم.

وتضيف أنه وسط تعقيدات مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكسيت)، يجب ان لا تغفل الحكومة البريطانية عن واجبها الأساسي في حماية مواطنيها، ويجب أن تضمن أن تكون الأجهزة الأمنية والدفاعية على أكمل وجه، من ناحية توفير الموارد التي تجعلها قادرة على التعامل مع الخطر الذي تمثله روسيا برئاسة فلاديمير بوتين.

وتخلص الصحيفة إلى أن على بريطانيا أن تحمي نفسها من الأخطار غير التقليدية بالتزامن مع تعزيز قدراتها الدفاعية التقليدية.

انخفاض أسعار النفط

ونشرت صحيفة الفايننشال تايمز في صدر صفحتها الأولى تقريرا تحت عنوان "انخفاض (سعر) النفط مع مديح ترامب للرياض".

ويقول التقرير إن أسعار النفط انخفضت أمس إلى أقل من 60 دولارا، وهو أدنى مستوى لها منذ أكثر من عام.

ويضيف أن نسبة الانخفاض بلغت 7 في المئة، على الرغم من أن المتعاملين في السوق النفطية عبروا عن شكوكهم في رغبة السعودية في تخفيض الأسعار في وقت يضغط البيت الأبيض من أجل إبقائها منخفضة.

ويقول تقرير الصحيفة إن الرئيس دونالد ترامب، الذي واصل تخويف النظام في السعودية من أجل منع تصاعد أسعار النفط، امتدح هذا الأسبوع السعودية لدورها في تحقيق انخفاض بنسبة 30 في المئة خلال الشهرين الماضيين.

ويرى التقرير أن ذلك انعكس في انخفاض سعر خام برنت أيضا أمس من 86 دولارا إلى 58.41 دولارا.

ويشير التقرير الى أن القادة السعوديين قد ناقشوا الحاجة إلى تخفيض الانتاج لأن انهيار الأسعار سيهدد ميزانية الرياض، بيد أن المتعاملين في السوق النفطية قالوا إن دعم ترامب لولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد تفجر قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، سيضع تعقيدات أمام صناعة مثل هذا القرار.

وينقل التقرير عن أوليفر جاكوب المحلل في شركة "بتروماتريكس" قوله إن الرئيس ترامب يضغط لإبقاء الاسعار منخفضة لوقت أطول، وهو يمتلك الآن بعض النفوذ السياسي" في هذا الشأن.

ويخلص التقرير إلى أن ضغط ترامب يأتي في وقت ارتفعت الإمدادات النفطية الأمريكية وتباطأ النمو العالمي، ما ساعد في دفع خام برنت، المؤشر العالمي، إلى أقل مستوياته منذ أكتوبر/تشرين الأول 2017. كما انخفض خام غرب تكساس المتوسط، المؤشر الأمريكي، بنسبة 7 في المئة ليصل إلى 50.53 دولارا.

وانخفضت أيضا أسعار أسهم شركات الطاقة في تعاملات سوق الأسهم الأمريكية، فانخفضت أسهم بريتش بتروليوم بنسبة 2.4 في المئة وإيكسون موبيل بنسبة 3.4 في المئة.

روسيا ممر للنفط الإيراني

وتنشر الصحيفة ذاتها تقريرا آخر يتحدث عن سعي الولايات المتحدة الأمريكية للحد من عمليات تصدير النفط الإيراني عبر روسيا.

ويقول التقرير إن وزارة الخزانة الأمريكية ترى أن ثمة عملية تدعمها روسيا لمساعدة طهران في الالتفاف على آثار العقوبات الأمريكية وتمرير النفط الخام والأموال إلى النظام في سوريا.

ويتحدث التقرير عما يصفه بمبنى رث وسط موسكو تقول واشنطن إن وسيطا نفطيا سوريا، يدعى محمد عامر الشويكي، يستخدمة لتوصيل شحنات النفط الخام الإيراني ودفعات الأموال إلى النظام في بلاده، وإن الأمر يجري تحت حماية السلطات الروسية.

ويوضح التقرير أن الشويكي يستخدم شركته الروسية لإدارة عملية شحن النفط الإيراني عبر روسيا وتمويل الميليشيات التابعة لإيران في سوريا، بمساعدة من شركة تديرها وزارة الطاقة الروسية، بحسب الخزانة الأمريكية

وتقول الوزارة الأمريكية إن البرنامج يمرر الأموال من البنك المركزي الإيراني عبر شركة أدوية محلية وبنك روسي.

ويرى التقرير أن العملية، التي لم ينفها الكرملين أو يؤكدها، تُظهر حجم الجهود التي تبذلها موسكو لدعم الصناعة النفطية الإيرانية التي ترزح تحت ثقل العقوبات الأمريكية، والنظام في سوريا أيضا، وتكشف عن المصالح المشتركة بين الأطراف الثلاثة>

ويشير التقرير إلى دعم موسكو لنظام الرئيس بشار الأسد في سوريا وإلى أن اتفاق النفط مقابل البضائع مع طهران جعل منها وسيطا إقليميا وأثار غضب واشنطن، التي كشفت هذا الأسبوع عن عملية الشويكي وفرضت عقوبات على أفراد ومؤسسات تقول إنها ضالعة في العملية.

وينقل تقرير الصحيفة عن وزير الخارجية الأمريكي ، ماك بومبيو، قوله الثلاثاء إن "الولايات المتحدة ... لن تسمح لمثل هذه التعاملات القذرة بالازدهار".

وشدد بومبيو على أنه "لن يسمح لإيران باستغلال النظام المالي العالمي ... لزعزعة استقرار المنطقة".

كما ينقل عن وزارة الخارجية الروسية وصفها للعقوبات والتصريحات الأمريكية بأنها "محاولات لإدانة الامداد النفطي لمساعدة سوريا، التي تحارب قواتها المسلحة عدوان الإرهاب نحو ثمانية أعوام. وهي تبدو وكأنها بيان لدعم الارهاب"، متسائلة "فهل تريد الولايات المتحدة ذلك؟".

ويوضح التقرير أن موسكو لا تخفي عزمها مساعدة إيران لمواصلة تجارتها النفطية على الرغم من العقوبات الأمريكية التي أعيد فرضها هذا الشهر بهدف تحجيم صادرات إيران النفطية وكبح جماح طموحاتها الإقليمية.

ويقول تقرير الصحيفة إن الشويكي بالتنسيق مع شركة "برومسيريوم بورت" المملوكة لوزارة الطاقة الروسية، يسهلان إيصال شحنات النفط الخام الإيراني إلى سوريا عبر ناقلات عُطلت الأنظمة الإلكترونية لتحديد ومراقبة الشحنات فيها.

وينقل عن المحققين الأمريكيين قولهم إن الأموال ترسل عبر بنك مير للتجارة وهو الذراع الروسي لبنك ملي الإيراني (المشمول بالعقوبات) إلى شركة غلوبال فيجن التي يملكها الشويكي التي تأسست عام 2016 وسجلت في العاصمة الروسية موسكو.

ويضيف أن مقابل هذه الشحنات النفطية يقوم البنك المركزي السوري بتحويل أموال إلى جماعات مسلحة من ضمنها حزب الله، الذي يدعم نظام الأسد ويقاتل إلى جانبه منذ عام 2013.