نشر كثير من الصحف العربية اليوم عدداً من المقالات تتناول جوانب من شخصية النبي محمد، في ذكرى مولده، وسلط كتاب الضوء على بعض السلبيات مطالبين بجعل المناسبة فرصة لتقويم السلوك.
جدل في الجزائر
ونبدأ بالجدل الذي دار في الجزائر حول مدى جواز الاحتفال بالمولد النبوي، فقد كتب عبد الناصر بن عيسى في جريدة "الشروق" مقالاً تحت عنوان "الحلال والحرام 'غير بيّنيْن'".
ويقول: "على بُعد بضع ساعات من احتفال الجزائريين، قمة وقاعدة، بذكرى مولد خاتم النبيين، كل على طريقته، تكرّرت نفس الأسطوانة التي يحبذ بعض رجالات الدين في الجزائر الهروب بها من المشاكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وحتى النفسية التي يعاني منها الجزائريون، ليخوضوا في حرمة وجواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف".
ويتابع: "تشعر أحياناً بأن بعض المحسوبين على الفتوى يصومون طوال السنة، ولا يفطرون إلا مع اقتراب الذكرى".
ويضيف: "واضحٌ من (كلام) رجال الدين في الجزائر، أنهم جعلوا الحرام والحلال غير بيِّنين، ونقلوا عادات الناس إلى مستوى الشبهات حتى أوقعوهم عن غير قصد ربما في الحرام وفي الفتنة، من خلال تكفير من يحتفل بمولد خاتم الأنبياء، أو من خلال جعل المولد يوماً مقدساً".
ويختم الكاتب مقاله بالقول: "في كل ذكرى دينية، تعود قضية هلال رمضان وشوَّال وحرمة الاحتفال بالمولد وعاشوراء، ليعيش من 'شبهاتها' من لا مهنة لهم غير الكلام".
"مناسبة لنقد الذات"
ويرى وفيق زنداح في موقع "دنيا الوطن" الفلسطيني أن "رسالة النبي الكريم كانت قائمة على المحبة والمودة، قائمة على الوحدة وليس الخلاف، قائمة على الصدق ورفض الأكاذيب، قائمة على السلوك المتوازن وليس الانحراف والشذوذ بالأفكار والممارسات".
ويقول عن الدين الإسلامي: "إنه دين التوازن والإنسانية والإيجابية مع بني البشر ويحمل في طياته رسالة مفعمة بالمحبة والإخلاص والوفاء لكل بني البشر".
ويشير عبد المعطي أحمد في "الأهرام" المصرية إلى أن النبي "انتشل البشر من حياة الجاهلية والانغماس في موجات الظلم وقسوة الاستعباد".
ويقول: "كان مجيئك ... إنقاذا للبشرية جمعاء من عهود الظلام والعبودية إلى عهد الإيمان والتحرر من هذه الأفكار البالية التي قيّدت هذه المجتمعات التي كان يسود فيها القوي ذو المال والجاه، أما الفقراء فما هم إلا عبيد تحت إمرة المماليك والأمراء".
وعن السلبيات التي امتلأت بها حياة الناس، يتساءل ماهر أبو طير في "الدستور" الأردنية: "كم تبقى فينا من محمد؟"
ويقول الكاتب: "لم يمتدح الله عز وجل النبيَّ ... بعروبته ولا بنسبه ولا بحسبه ولا عشيرته، واذا كان هناك تعبير قرآني يمتدح النبي حقا فهو تلك الآية الكريمة 'وإنك لعلى خلق عظيم'".
ويؤكد الكاتب أن "مناسبة ميلاد النبي، ليست مناسبة للوعظ والإرشاد ... هي مناسبة لنقد الذات، نقد ذاتي أولاً، قبل غيري، ليبقى السؤال عمّا تَبقّى فينا من محمد، وعمّا تَبقّى فينا من أخلاقه، دون مس للناس، أو اتهام، أو طعن في نواياهم، أو مآلاتهم عند الله ".
ويقول الصادق العثماني في جريدة "هسبريس" الإلكترونية المغربية: "ما أحوجنا اليوم في عالمنا العربي والإسلامي إلى أن ندرك أبعاد ومعاني وغايات الاحتفال بمولده عليه السلام، ونقتدي به وبسنته وبمكارم أخلاقه وصدقه وإخلاصه وأمانته وعفوه وتسامحه، وعطفه وحنانه على الفقير واليتيم والمسكين".
ويقول حسين القاضي في "الوطن" المصرية: "إننا في حاجة لإعادة قيم ومنظومة الأخلاق في المجتمع، أخلاق البيع والشراء والاختلاف، والتقاضي وأخلاق الحرية، وأخلاق التعامل مع الشارع وفي المواصلات، ومع الكبار والصغار، ومع الزوجة ومع الآباء".