ركزت الصحف العربية الصادرة اليوم الجمعة على الشأن العربي والأقليمي، وركزت بصفة خاصة على القضية اليمنية وتشكيل ما يسمى بحكومة "وفاق وطني "، والقمة الخليجية العربية المقبلة وجولة خادم الحرمين الشرفين في أفق هذه القمة ، والقضية الفلسطينية ، فضلا عن الزيارة التي بدأها الرئيس المصري أمس للإمارات العربية المتحدة ، كما تنوالت عددا من القضايا المحلية .
في مصر، تناولت صحيفة " الأهرام " زيارة وزير خارجية مصر للولايات المتحدة وقالت إنه "في بداية مبكرة لجهود توثيق العلاقات بين القاهرة والإدارة الأمريكية الجديدة التى ستتولى السلطة يوم 20 يناير المقبل، عقد وزير الخارجية سامح شكرى جلسة محادثات مهمة مع مايكل بينس نائب الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب،حاملا رسالة شفهية من الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى ترامب الذى يعكف حاليا على تشكيل فريق إدارته الجديدة".
ويعد لقاء شكرى - بينس الأول الذى يجريه نائب الرئيس الأمريكى المنتخب مع مسئول عربى منذ انتخابات الرئاسة الأمريكية فى 8 نوفمبر الماضي.
كما خصصت " الأهرام" افتتاحيتها للزيارة التي بدأها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس لدو لة الإمارات العربية المتحدة ،وكتبت أن البلدين "ركيزتان أساسيتان للحفاظ على الأمن القومى العربي، ولا يمكن الحفاظ على هذا الأمن إلا بالتنسيق الكامل بينهما، خاصة فى هذا التوقيت الدقيق، الذى تواجه فيه المنطقة تحديات لا حدود لها، تهدد بهدم وتفتيت الدولة الوطنية العربية".
ولذلك، تضيف الصحيفة، فإن مباحثات الرئيس السيسي، خلال زيارته الحالية للإمارات، التى تستمر يومين، "سوف تتناول كل الملفات الشائكة بالمنطقة العربية، وعلى رأسها الأوضاع فى سوريا وليبيا والعراق، والقضية الفلسطينية، التى تعانى الجمود حاليا، نتيجة للتعنت الإسرائيلي، والانصراف الدولى عن متابعتها" مؤكدة أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين لاشك ستحوز أهمية خاصة، على ضوء القرارات التى اتخذتها الحكومة أخيرا، لتشجيع الاستثمار، في ضوء أن الإمارات هى من أكبر المستثمرين فى الاقتصاد المصري، كما أنها من أهم الشركاء الاقتصاديين لمصر.
ومن جهتها تطرقت صحيفة " الأخبار " إلى العلاقات المصرية الصينية في ضوء زيارة يقوم بها وفد صيني رفيع المستوى لمصر والمحادثات التي أجراها مع الرئيس المصري .
وأكدت الصحيفة نقلا عن الرئيس السيسي حرص مصر على مواصلة تعزيز وتطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية التي تجمعها مع الصين، وتفعيل أطر التعاون القائمة في المجالات المختلفة بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الصديقين.
وبالأردن، ، كتبت صحيفة (الدستور) أن الثنائي اليمني (صالح/الحوثي)، أخطآ بقرارهما تشكيل "حكومة وفاق وطني"، وفي هذا التوقيت بالذات، وذلك بعيد أيام وأسابيع على إطلاق مبادرة (ولد الشيخ/ كيري)، والتي جاءت في العموم، متضمنة لما يعطي هذا التيار ما يطالب به في ترتيبات ما بعد الحرب اليمنية. وأشارت إلى أن أحدا من خارج الدائرة الضيقة من حلفاء هذا الفريق لن يعترف بهذه الحكومة، ما يعني أنه لن تكون هناك أية "قيمة مضافة"، ولن تمهد الطريق للوفاق والتوافق الغائبين عن المشهد اليمني المنقسم على نفسه والمتورط في حرب أهلية مفتوحة، بل الحاجة لخطوة كهذه ليس من شأنها سوى تكريس الإنقسام وتعقيد مهمة المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
من جانبها، تناولت صحيفة (الغد) تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام 2016، الذي أ طلق قبل ثلاثة أيام في بيروت بعنوان "الشباب وآفاق التنمية الإنسانية في واقع متغير".
وأشارت إلى أن التقرير في تصميمه للسياسات المطلوبة لمواجهة أزمة الشباب العربي لم يختزل ذلك - كما هي السياسات الحكومية العربية - في قطاع خاص إسمه الشباب، بل تحدث عن ثلاثة مستويات من السياسات التي تمس الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية عموما، وتحسين قطاعات مهمة وأساسية مثل الصحة والتعليم والشغل، ثم ما يرتبط بجيل الشباب ومشكلاته.
وفي الشأن المحلي، تطرقت صحيفة (الرأي) للفتوى التي أطلقتها أمس دائرة الافتاء العام في الأردن، والتي تحرم قتل النساء بداعي "الشرف"، مشيرة إلى أن إطلاق هذه الفتوى جاء بالتزامن مع الإحتفال الذي أقامته اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة ضمن فعاليات حملة 16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة.
وأضافت الصحيفة أن الاحتفال تضمن إطلاق عريضة بعنوان "أوقفوا جرائم قتل النساء والفتيات"، تشتمل على محورين أساسيين، أولهما الجانب التشريعي المتضمن لمراجعة مجموعة من المواد من قانون العقوبات وتبني قانون للحماية من العنف الأسري، فيما تمثل المحور الثاني في الجانب التنفيذي والمؤسسي والمتضمن لإنشاء منظومة خدمات مساندة وفقا للمعايير الدولية لضحايا العنف من النساء وأسرهن (...).
وفي قطر، ركزت صحيفتا (الوطن) و(العرب)، في افتتاحيتيهما اليوم الجمعة، على بدء التشغيل الكامل لميناء حمد، "أهم وأكبر منصة بحرية بقطر"، وذلك بعد انتهاء أشغال إنجازه التي جاءت متقدمة بستة أشهر عما كان محددا لها.
وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (الوطن) أن "الميناء، الذي يعتبر ركيزة من ركائز الاقتصاد والانفتاح، جاء تشييده على أحدث المواصفات العالمية، وتوفرت له أحدث اساليب التكنولوجيا، وكل معايير السلامة، وهو بهذا كله، سيوفر خدمة سلسة، وجبارة في ذات الوقت، للتجارة الدولية عبر اعالي البحار"، مستحضرة ما جاء على لسان رئيس الوزراء وزير الداخلية، الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، خلال حفل التدشين، أن انجاز هذا الصرح جاء "قبل الفترة المحددة، وبالكلفة المادية المحددة".
و تحت عنوان "ميناء حمد.. الإنجاز الكبير"، كتبت الصحيفة انه بهذا الإنجاز تكون قطر قد "انفتحت بحريا على العالم، وكل العالم انفتح عليها، وفي هذا الانفتاح، خير وفير للاثنين".
ومن جهتها، سجلت صحيفة (العرب) أن "عملية التشغيل الكلي لميناء حمد يوم أمس، علامة فارقة في مسار الاقتصاد الوطني، الذي يتجه نحو تنويع موارده، وتقليص مقدار ارتهانه لقطاع النفط وعوائده، ليستعين بمشاريع خدمية ولوجستية، من شأنها التأسيس لمستقبل الأجيال المقبلة التي يمكن أن تستفيد من بنية تحتية متقدمة، بل ومتفوقة، على المستويين الإقليمي والعالمي".
وأضافت أن هذا "المرفق الضخم سيضمن تعزيز مكانة الدوحة، كملاذ استثماري وتجاري وسياحي منافس"، مثيرة الانتباه إلى أنه سيضمن "سهولة في انسياب السلع والبضائع، ويقلل من تكلفة وصولها للمستهلك النهائي، كما سيساهم أيضا في تقليص تكاليف المواد المستوردة، خصيصا لمشاريع المونديال، الأمر الذي سيخفف عن كاهل المالية العامة مزيدا من الأعباء".
أما صحيفة (الشرق) فتوقفت، في افتتاحيتها، عند ما وصفته ب"موقف قطر الثابت من القضية الفلسطينية"، مشيرة الى أن كلمة قطر بالأمم المتحدة أمس الخميس حول "الحالة في الشرق الأوسط"، و"قضية فلسطين"، جاءت لتؤكد "تضامنها التام مع الشعب الفلسطيني ودعمها للجهود الدولية الرامية إلى تحقيق السلام الدائم والعادل والشامل في الشرق الأوسط".
وأضاف كاتب الافتتاحية أن قطر طالما "رفضت أيضا كل الانتهاكات التي يمارسها المحتل الإسرائيلي بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية. كما رفضت فرض حصار جائع على أبناء الشعب الفلسطيني خاصة في قطاع غزة"، لا فتا الانتباه الى "دورها من أجل إتمام المصالحة الفلسطينية".
وفي السعودية، تطرقت صحيفة (عكاظ) إلى الجولة التي سيقوم بها العاهل السعودي إلى عدد من العواصم الخليجية قبل حضوره القمة الخليجية التي ستعقد في المنامة الأسبوع المقبل، وقالت إن هذه الجولة الخليجية تمثل حافزا جديدا لضخ مزيد من الحيوية في المساعي الجادة لتفعيل العمل الخليجي المشترك الذي يضطلع به مجلس التعاون لدول الخليج العربية منذ إنشائه في النصف الأول من ثمانينات القرن الماضي.
وأشارت إلى أن جولة الملك سلمان تأتي في ظل تحديات كبيرة تحيط بمنطقة الخليج، وفي صدارتها التهديد المتمثل في محاولات إيران التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج والدول العربية عموما، لافتة إلى أن العمل الدفاعي الخليجي المشترك سيكون محور محادثات الملك سلمان والقادة الخليجيين، قبل أن يتصدر جدول أعمال القمة الخليجية بالبخرين.
وفي الشأن الإقليمي، كتبت صحيفة (الشرق) أن جماعة الحوثي-صالح اعتادت القيام بخطواتها "الاستفزازية والمنفردة" التي تقو ض مسارات السلام في اليمن من خلال اعتمادها لتكتيك التراجع عن أي اتفاقات أو الالتفاف عليها لإفشالها. واعتبرت الصحيفة أن "الحكومة" التي شكلتها ميليشيات الحوثي-صالح في صنعاء، ليست في الواقع إلا كيانا انقلابيا متمردا، ذلك أن المجتمع الدولي لا يعترف إلا بحكومة واحدة وهي حكومة الشرعية التي يرأسها أحمد بن دغر، مضيفة أن المبعوث الأممي إلى اليمن جدد أمس التأكيد على أن الشرعية هي شرعية الرئيس هادي وحكومته.
واختتمت بالقول إن الخطوات "الاستفزازية" التي تقدم عليها مليشيات الحوثي والمخلوع صالح ليست إلا تأكيدا جديدا على عدم جديتها في المشاورات وعدم رغبتها في التوصل إلى حل سلمي للأزمة اليمنية.
وفي البحرين، اهتمت الصحف باحتفال المملكة بيوم المرأة البحرينية، حيث أكدت صحيفة (البلاد) أن الأخيرة تثبت كل عام جدارتها وقدرتها على تحقيق المنجزات الخاصة بها ومجتمعها، مشيرة إلى أن المرأة البحرينية تقلدت الكثير من الوظائف العدلية والقانونية والمناصب الإدارية المتعددة.
وأشارت الصحيفة إلى أن المرأة المحامية بالمملكة تتصدر قائمة المحامين بعدد 443 وبنسبة 53 في المئة من إجمالي محامي مملكة البحرين، و9 في المئة من مجموع أعضاء السلطة القضائية، موضحة أن هذه الأرقام تزداد سنويا بفضل توفير الفرص بالتساوي لجميع المواطنين، وجراء تشجيع المرأة لممارسة المجال العدلي والقانوني، وما تناله المرأة من رعاية من القيادة السياسية ومن الحكومة، وبتمكين المجلس الأعلى للمرأة لها.
ومن جهتها، تطرقت صحيفة (الوطن) إلى حاجات المرأة البحرينية من الناحية القانونية، والتساؤل إن كانت هناك بعض القوانين تعرقل مسألة تطورها أو ضمان عيشها بطريقة مستقرة إلى جانب وجود قوانين تحتوي على بعض البنود التي هي بحاجة إلى دراسة وتعديل كي لا تكون بمثابة الثغرة التي بإمكان الآخرين الوصول للمرأة لإيذائها أو ضياعها واستغلالها.
وكتبت الصحيفة: "كنا نتمنى مع أجواء الاحتفال بيوم المرأة البحرينية في المجال القانوني لو كانت هناك مبادرة في تنظيم لقاءات وعقد اجتماعات مع الحقوقيات والمحاميات والعاملات في المجال العدلي، وأخذ خلاصة تجاربهن في هذه الحقول، لأنهن أكثر من يلامس قضايا المرأة عن قرب في أروقة المحاكم، ويلمح معاناتها، والظلم الذي تتعرض له"، مضيفة أنه لدى هؤلاء النسوة فكرة شاملة عن أهم قضايا المرأة البحرينية التي ينبغي العمل عليها ومشاكل المرأة المتكررة التي قد تسلط الضوء على نوعية الفراغ التشريعي الذي تحتاجه المرأة ليسندها وينهي معاناتها.
أما صحيفة (الوسط) فقالت: "لا نعتقد أن المرأة البحرينية سعيدة (..) ولا الأسر البحرينية في رفاهية السعادة، ذلك أن هموم المعيشة لدى الأسرة البحرينية تثقل الكاهل"، مشيرة إلى أن المرأة البحرينية "تستنزف وقتها وقوتها في مصاريف البيت والأبناء (..) فما إن تفرح وتسعد حتى تتذكر الكم الهائل من الديون والقروض والأقساط (..)"
بلبنان، قالت (الجمهورية) إنه في الوقت الذي ما يزال موضوع تشكيل الحكومة "ضائعا في الدهاليز السياسية"، تعكر المزاج السياسي العام انتخابيا بدخول قانون الانتخابات النيابية مادة خلافية على الحلبة السياسية، بما يهدد بمضاعفات لا سقف لها، مؤكدة أن المناخ السياسي العاصف، والهادئ أحيانا، لم يفرض ذلك الاستنفار المطلوب لتشكيل الحكومة قبل أعياد الميلاد.
أما (الأخبار) ،فنقلت عن رئيس مجلس النواب نبيه بري تأكيده التزامه "ضبط النفس"، وأنه لن يدخل في اشتباك سياسي مع أحد، ولن يوقع أحد بينه وبين الرئيس ميشال عون، متوقعة أن تعود محركات تشكيل لحكومة الى العمل مع عودة وزير الخارجية جبران باسيل من جولته الخارجية الى أمريكا اللاتينية.
ومن جهتها كتبت (المستقبل) تقول إن وراء ستار التكتم السياسي الطاغي على المسرح الحكومي، تضج كواليس تشكيل الحكومة باتصالات ومشاورات متقاطعة بين مختلف الفرقاء بغية تعبيد الطريق أمام انطلاقة آمنة وسريعة لأول حكومة في عهد ميشال عون والتي يستكمل زعيم (تيار المستقبل) سعد الحريري رسم معالمها الائتلافية المرتقبة