الرشيد: تخلد ذكرى إطلاق إنصاف المقاومة والعمدة يتعهد بجوائز للباحثين

جمعة, 16/11/2018 - 09:17

خلدت في مدينة الرشيد بولاية تكانت اليوم الذكرى الثانية لإطلاق الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز نداء من أجل إعادة لكتابة تاريخ البلاد في جزئه الخاص بالمقاومة. وتميز حفل أقيم للمناسبة بخطاب ألقاه عمدة المدينة الأمين العام لوزارة الصحة أحمد ولد اج بحضور سلطات الولاية والمنتخبين وجمهور عريض من أبناء المنطقة.

 

وأختار الرئيس الموريتاني ولد عبد العزيز في الـ15 من نفمبر 2016 مدينة الرشيد القديمة التي هدمها الفرنسيون على رؤوس سكانها مستخدمين الأسلحة الثقيلة للمرة الأولى في مستعمرتهم السابقةلإطلاق ندائه.

 

واتهم الرئيس في كلمة له بين أنقاض المدينة من وصفهم بمؤرخي الاستعمار بتحريف التاريخ الموريتاني وتشويه صورة المقاومة والمقاومين.

 

وجاء نداء الرئيس ضمن جهود وإجراءات تهدف إلى”إنصاف المقاومة” تم في إطارها تغيير العلم والنشيد الوطنيين.

 

واعتبر الأمين العام لوزارة الصحة عمدة الرشيد  أحمد ولد اج أنه حينما وقف الرئيس عزيز بين أنقاض المدينة القديمة ليطلق نداءه: “كنا أمام مشهدٍ استثنائي، زاخر بالرمزية، بطله ابن هذه الارض التي تعَطّرت بدماء الشهداء..” على حد وصفه.

 

وقال إن ” القائدُ هنا يستجيبُ لنداء الارض الموريتانية، التي تللف في جميع أركانها أجساد رجالٍ وهبوا أرواحهم للدفاع عنها، وتحتفِظ بأسرار بطولاتِهم التي ظل التحريف والتجاهل نصيبها” حسب قوله.

 

وأشار ولد اج إلى أنه “لم يكن صدفة” أن يختار الرئيس مدينةَ الرشيدِ القديمة لإطلاق هذه  الدعوة، فقد “كان القرار عن وعي، فالمدينة شاهد حي على صمود الموريتانيين أمام بطشِ المستعمِر، وقد دفعت الثمن غاليا بهدمِها على رؤوس سكانها..”

 

وقال إنه بالرغم  هدم المدينة بمكتباتها ومساجدها وتشريد سكانها ” كُتِبَ الخُلْدُ للرشيدْ، كما سيكتُبُ التاريخُ للسيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز وفاءَه لدماء الشهداء…” حسب تعبيره.

 

وثمن ولد اج نداء الرئيسْ، واختيارَه الرشيدْ مكانا لإطلاقه، ودعا المورخين والباحثين إلى “تجسيد هذه الدعوة في أعمالٍ جادّة تُنَقي تاريخنا المجيدْ  من الشوائب” وفق تعبيره.

 

وفي ختام الكلمة أعلن العمدة  “للطلاب المنحدرين منها وجودَ تفكيرٍ في منح جوائز أو مساعدات للذين يُعِدُّون مذكراتِ تخَرّج موضوعها المقاومة” في البلدية.

 

وأثارت دعوة الرئيس عزيز جدلا في البلاد. ووصل الجدل قمته حينما تم تغيير العلم والنشيد..

 

واعتبر مدافعون عن عهد الرئيس الأول المختار ولد داداه وخصوم للنظام وبعض أبناء طبقة الزوايا في  مضمون الدعوة وما كتب مؤيدوها إساءة إلى ذلك العهد. كما رفض البعض تغيير الرمزين الوطنيين. غير أن “إنصاف” المقاومة وإبراز دورها الكبير في رفض الاستعمار لقي استحسانا وتجاوبا في قطاع واسع من الموريتانيين.

نص الكلمة التي ألقاها الأمين العام لوزارة الصحة عمدة بلدية الرشيد أحمد ولد اج:

 

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة على سيد المرسلين

 

السيد والي تكانت

 

السادة الحكام ورؤساء المصالح

 

السادة المنتخبون

 

أيها الجمع الكريم

 

حينما وقف رئيسُ الجمهورية محمد ولد عبد العزيز هنا، في مثلِ هذا اليومْ، من العام 2016 ، كنا أمام مشهدٍ استثنائيْ، زاخرٍ بالرمزية، بطلُه ابنُ هذه الارضْ التي تَعَطَّرتْ بدماء الشهداءْ..

 

كان القائدُ هنا يستجيبُ لنداء الارض الموريتانية، التي تَلُفُّ في جميع أركانها أجسادَ رجالٍ وهبوا أرواحهم للدفاع عنها، وتَحْتَفِظُ بأسرار بُطولاتِهم التي ظل التحريفُ والتجاهلُ نصيبَها.

 

لم يكن صدفة أن يختار السيدُ الرئيسْ مدينةَ الرشيدِ القديمَة لإطلاق الدعوَة إلى إعادةٍ مُنصِفَة لكتابةِ تاريخِ البلادْ، في جانبِه المتعلقِ بالمقاومَة… كان القرارُ عن وعيٍ، فالمدينةُ شاهدٌ حيْ على صمود الموريتانيين أمام بطشِ المستعمِرْ، وقد دفعتْ الثمنَ غاليا بهدمِها على رؤوس سكانها..

 

استخدم الفرنسيون الأسلحةَ الثقيلَة ضد المدينة المُقاوِمَة.. حرَقوا المكتباتِ الغنية.. هَدَموا المساجدْ.. شرَّدوا السكانْ.. لكن كُتِبَ الخُلْدُ للرشيدْ، كما سيكتُبُ التاريخُ للسيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز وفاءَه لدماء الشهداء…

 

سيداتي سادتي

 

من هذا المنبرْ أثمِنُ عاليا نداء السيد الرئيسْ، واختيارَه الرشيدْ مكانا أَطْلَقَ منه النداءْ؛ وأدعو المؤرخين والباحثين إلى تجسيد هذه الدعوَة في أعمالٍ جادَّة تُنَقي تاريخَنا المجيدْ من الشوائب…

 

وبصفتي عمدة للبلدية أعلن للطلاب المنحدرين منها وجودَ تفكيرٍ في منح جوائزْ أو مساعداتٍ للذين يُعِدُّون مذكراتِ تَخَرُّجْ موضوعها المقاومة في بلديتنا..

 

والسلام عليكم ورحمة الله