ناقشت صحف عربية، بنسختيها الورقية والالكترونية، ردود الفعل على الخطاب الذي ألقاه العاهلُ المغربي الملك محمد السادس في السادس من نوفمبر / تشرين الثاني الجاري بمناسبةِ ذكرى المسيرة الخضراء، ودعا فيه إلى حوارٍ مباشر مع الجزائر.
ووصفت بعض الصحف الخطاب بأنه "يفتحُ أفقاً جديداً مع الجزائر".
وأبدى كتاب أملهم في أن يتجه الخلاف المغربي - الجزائري بخصوص ملف الصحراء الغربية نحو الحل.
بيد أن بعض الصحف والمواقع ركز على نقل تصريحات بعض القادة الصحراويين الذين اتهموا الخطاب بالتناقض.
"فتح صفحة جديدة"
نقلَ موقع كيفاش المغربي عن الصحفي الجزائري محمد عباس قولَه: "خطابُ ملك المغرب فاجأنا. إن الجزائريين أحسوا صدقَ نيةِ الملك في فتح صفحةٍ جديدة".
وتتساءل سليمة فراجي في موقع هيسبريس المغربي: "هل سيرفع خطاب الملك الستار الحديدي بين المغرب والجزائر؟".
وتقول: "حالياً يتجسد العدو المشترك في الجماعات الإرهابية والحروب الأهلية والصراعاتِ والهجرة والفقر المدقع ومختلف آلام شعوبٍ مكلومة تعيشُ حالةَ ترويعٍ مستمر ولا تكونُ مواجهةُ هذه الأخطار ممكنةً إلا بتضامنِ الشعوب وشدِ أزر بعضِها ببعض، ناهيكَ عن إيجابيات التكامل الاقتصادي في جميع مناحيه على اعتبار أن كلَ دولةٍ مكملةٌ للأخرى".
أما إدريس الكنبوري، فيتساءل في العرب اللندنية: "هل وصل صوت المغرب إلى الجزائر؟".
ويقول: "مهما كان الرد الجزائري، سواء بالصمت أو بالتعاطي الإيجابي، فإن المغرب يكون قد أبرأ ذمته من المسؤولية عن أزمة ليس هو الطرف الوحيد في صنعها، ورمى بالكرة في الملعب الجزائري للتفكير فيها".
وفي الجريدة نفسها، يثني خير الله خير الله على "واقعية محمد السادس وأفكاره العملية".
ويقول: "يتعاطى الملك محمد السادس مع الواقع بعيداً عن أي نوع من الأوهام التي تتحكم بكثيرين في المنطقة. ليست دعوته الجديدة إلى فتح الحدود المغربية - الجزائرية المغلقة منذ العام 1994 سوى محاولة لتجاوز كلّ أنواع العقد، والعمل مع البلد الجار من أجل مستقبل أفضل لشعبيْ البلديْن، في وقت فيه تمرّ الجزائر في مرحلة انتقالية".
ويضيف: "المغرب قادر على الاستفادة من الجزائر، والجزائر قادرة على الاستفادة من المغرب. لا تفيد القطيعة في شيء. أما قضية الصحراء فهي ليست قضية إلا بالنسبة إلى الذين استخدموها لخدمة أهداف معينة. من بين هذه الأهداف ابتزاز المغرب".
"تغير في اللهجة"
من جانبه، يقول طارق ليساوي في رأي اليوم اللندنية إن "اتحاد المغرب العربي أفضل آلية للحوار بين المغرب والجزائر".
ويضيف: "على المغرب و الجزائر تجاوز هذه الخلافات الشكلية، و السعي نحو تطبيع العلاقات بشكل كامل و تغليب جانب التعاون و التكامل بدلا من الخصام و التصادم".
ويضيف "وإذا كان العاهل المغربي قد دعى إلى إيجاد آلية للحوار، و بالمقابل تناسل ردود الفعل من داخل الجزائر والتي تشكك في هذه الدعوة وتحاول تأويلها.. فإننا ندعو كلا الطرفين اللذين يعترفان بضرورة الحوار و التعاون، أن يتم الابتعاد عن الشكل و التركيز على الجوهر، وبنظرنا فإن الآلية موجودة منذ نحو ثلاث عقود و أعني اتحاد المغرب العربي الذي يعد المدخل الأساسي لتسوية أزمات الإقليم و خلق دورة تنمية إقليمية".
أما موقع الخبر الجزائري، فيبرز حوار أجراه جلال بوعاتي مع وزير الإعلام والثقافة السابق عبد العزيز رحابي، وصف فيه خطاب المسيرة بأنه محاولة من الملك لتحميل "الجزائر بطريقة غير مباشرة مسؤولية الأزمة في العلاقات وتعثر مسار حل النزاع الصحراوي".
ويضيف رحابي: " وجدت في خطاب الملك محمد السادس تغييراً في اللهجة تجاه الجزائر وفي مستوى العلاقات بين البلدين. الخطاب جاء بمناسبة مرور 49 سنة على اجتياح الجيش المغربي لأراضي الصحراء الغربية، وبالتالي فإن ما جاء فيه ينقص من قيمة الرسالة الموجهة إلى الجزائر. ثانياً، توقيت الخطاب، فقد جاء على مقربة من موعد بدء محادثات أو مفاوضات مباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو في جنيف السويسرية".
وينقل موقع الشرق تايمز المصري عن عبد القادر طالب عمر ممثل جبهة البوليساريو "جبهة تحرير الساقية الحمراء ووداي الذهب" في الجزائر، والذي يصفه بسفير "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" فيها ، قوله إن "خطاب ملك المغرب متناقض ويتجه نحو نسف الجهود لحل النزاع في الصحراء الغربية".
بي بي سي