شهدت الصحف العربية تباينا في توقع الكيفية التي ستنعكس بها نتائج انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة على قدرة الرئيس دونالد ترامب على تنفيذ سياساته الخاصة.
وتمكن الحزب الديمقراطي من انتزاع السيطرة على مجلس النواب، فيما حافظ الحزب الجمهوري، الذي ينتمي له ترامب، على أغلبيتهم في مجلس الشيوخ.
وكان يُنظر إلى هذه الانتخابات على أنها بمثابة استفتاء على رئاسة ترامب، الذي تنتهي ولايته الحالية في 2020.
"انتكاسة حقيقية"
تحت عنوان "ترامب مهدد بالعزل"، تصف "الشروق" التونسية نتائج الانتخابات بأنها كانت "بمثابة صفعة للرئيس ترامب الذي بات مهددا بالعزل دستوريا".
وفي مقالٍ بعنوان "نتائج ستجعل حياة ترامب صعبة"، يصف محمد كعوش في "الرأي" الأردنية نتائج الانتخابات النصفية بأنها "التحول الأهم في الحياة السياسية الأمريكية" مؤكداً أن تحكم الديمقراطيين في مجلس النواب "سيعيق تقدم ترامب ويجعل حياته أكثر صعوبة".
ويضيف كعوش "نعم ، هذه النتائج ستربك الرئيس الأمريكي المندفع في مشروعاته، بعدما كان يتحرك بدعم مطلق من الأغلبية في الهيئتين التشريعيتين داخل الكونغرس، وأعني مجلس الشيوخ والنواب".
وتحت عنوان "يد ترامب مغلولة بالمجلس الأزرق"، يؤكد وليد صبري في "الوطن" البحرينية أن الديمقراطيين "سيضعون العصي في عجلات الرئيس، ولن يتوانوا عن عرقلة سياسات وتشريعات ترامب التي سوف يقترحها... يبدو ترامب أمام انتكاسة حقيقية".
ويضيف صبري "يد ترامب ستبدو مغلولة ومكبلة في إقرار تشريعاته وسياساته نتيجة سيطرة الديمقراطيين - أصحاب الأغلبية الزرقاء في مجلس النواب - على وقع تهديدات بعزله ما ينذر بصدام مع خصومه خلال عامين متبقيين من ولايته الرئاسية".
كما يؤكد خالج السليمان في "عكاظ" السعودية أن ترامب "لم يعد يملك السلطة المطلقة التي شعر أنه يتمتع بها في الفترة السابقة، كما أن الديمقراطيين سيعملون من باب المناكفة الحزبية على تعطيل مشاريعه، وتشكيل لجان التحقيق التي ستسبب له صداعاً كبيراً".
"ترامب لا يُكسر"
وفي المقابل، شدد آخرون على أن الانتخابات لن تغير شيئا في سياسات ترامب.
تحت عنوان "ترامب لا يُكسر"، تقول نادين شلق في "الأخبار" اللبنانية "قد يكون من الممكن إعطاء الرئيس الفضل في حفاظ الجمهوريين على الأغلبية في مجلس الشيوخ".
وتضيف شلق "قد يلجأ ترامب إلى الأوامر التنفيذية، ربطاً بالقضايا التي لن يتمكّن فيها من جعل الكونغرس يتعاون معه، فقد يجد حافزاً في العمل مع الديموقراطيين، في محاولة لتجنّب سلسلة من التحقيقات المتعلّقة بالرقابة".
وتقلل الكاتبة من احتمالات عزل ترامب، حيث تؤكد أن قادة الحزب الديمقراطي "سيخوضون معركة بهدف احتواء مطالب قاعدته بعزل ترامب، الأمر الذي يرون أنه سيؤدي إلى نتائج عكسية، خصوصاً أنهم لن يتمكنوا من حشد تصويت ثلثي مجلس الشيوخ اللازم لإقالته من منصبه".
كما ترى "رأي اليوم" اللندنية في افتتاحيتها أن ترامب "خرج من هذه الانتخابات بأقل الخسائر" من الانتخابات.
وتشدد الصحيفة على أن "فوز سيدتين مسلمتين في الانتخابات الأمريكية النصفية يجب أن لا يشغلنا عن رؤية الجوانب السلبية، ترامب ما زال قويا واحتمالات فوزه بفترة رئاسية ثانية هي الأكبر والمسرح بات مُهيَّئًا لإعلان تفاصيل صفقة القرن وتوسيع دائرة التطبيع الرسمي مع إسرائيل".
وتؤكد وسام سعادة في "المستقبل" اللبنانية أن ترامب تمكن من "تفادى الكارثة، كارثة تسونامي ديموقراطي"، مشددةً على أنه بعد حصول الحزب الجمهوري على الأغلبية في مجلس الشيوخ "صار بإمكان الجمهوريين تسمية القضاة الاتحاديين براحة أكبر".