علقت صحف عربية على التطورات الجارية في اليمن، خصوصا الدعوات لإنهاء الحرب في ظل شن قوات التحالف العربي، بقيادة السعودية، هجوما على ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين، المدعومين من إيران.
تشير "الأيام" اليمنية إلى وجود "ضغوط أمريكية لفرض تسوية مبنية على خطة جون كيري".
وينتقد عبدالمنعم إبراهيم في "أخبار الخليج" البحرينية اكتفاء واشنطن بالتصريحات فقط إزاء ما يجري في اليمن، ويقول "مادامت أمريكا تكتفي بـالشعور بالقلق، فإنها سوف تخسر اليمن أيضًا".
ويذهب الكاتب إلى أن "التردد الأمريكي في حسم الأمور عسكريا لصالح التحالف العربي في اليمن سوف يقود ليس فقط إلى وجود قاعدة بحرية روسية هناك، بل سيقود كذلك إلى وجود قواعد إيرانية في اليمن مستقبلا"
وترى الصحيفة أن "الدعوات الأممية والدولية لوقف الحرب بين الحوثيين والشرعية اليمنية، المدعومة بالقوات الجنوبية والتحالف العربي، لا تعطي - حتى الآن - انطباعا حقيقيا عن رغبة المجتمع الدولي في تنفيذ قرارات مجلس الأمن".
أما صحيفة "الأخبار" اللبنانية فتحدثت عن دعوات وقف حرب اليمن وكيف أنها "مسار سياسي شاق وطويل".
وتقول الصحيفة: "الدعوة الأمريكية إلى وقف الحرب على اليمن، على فرض جدّيتها، هي إقرار بالمعادلة التي فرضها الصمود الأسطوري للشعب اليمني". وسيتبع هذا القرار طريق سياسي تفاوضي طويل وصعب، بهدف تثبيت تلك المعادلة.
وأضافت أن هذا يتطلب نفسا طويلا وحنكة سياسية، لأن الجولة التفاوضية المقبلة ستتخللها مناورات ومحاولات خداع، وإغراءات بإعادة الإعمار وتحسين الوضع الإنساني، ورهن الأمرين بالتنازلات السياسية على أمل إفراغ معادلة الصمود من مضمونها، وتحقيق إنجازات بالسياسة عجز العدوان عن تحقيقها بالحرب".
"طاولة المفاوضات"
تنقل "الخليج الإماراتية" عن مصادر يمنية قولها إن "هدف العملية الجارية دفع الميليشيات إلى طاولة المفاوضات".
لكن لقمان عبدالله في "الأخبار" اللبنانية ينتقد الهجوم على الحديدة بأنه "عبثي، ولا يرتكز على أي مبررات سياسية أو ميدانية".
ويقول الكاتب إن الدافع للعمليات الراهنة هو "محاولة استغلال الوقت الضائع قبل بدء المفاوضات السياسية، (حيث) تشعر كلّ من الرياض وأبو ظبي بالحاجة إلى التعويض عن فشلهما على الصعد كافة، عبر السعي للاستيلاء على مواقع متقدمة على الساحل الغربي، لا سيما ميناء الحديدة".
ويرى حسن فحص في "القدس العربي" اللندنية أن "تصاعد العمليات العسكرية داخل اليمن، خصوصا تلك التي تقودها الإمارات لم يكن سوى ردة فعل على استهداف الداخل الإماراتي، إضافة الى الحاجة لدى دول التحالف بضرورة تحقيق إنجاز ميداني قبل أي عملية تفاوضية يفرضون توقيتها ومسارها وأبعادها ونتائجها".
من جانبها، تقول "الاتحاد" الإماراتية إن من التحديات التي تواجه المفاوضات في اليمن هو "استمرار الدعم الإيراني للحوثيين سياسيا واقتصاديا وعسكريا ضد الشعب والحكومة في اليمن، وهذا مخالف للقوانين والمواثيق الدولية، ذلك الدعم العلني، والذي لا تبالي من خلاله طهران باستمرار الأزمة في اليمن".
تقول "العربي الجديد" اللندنية إن "الجوع بات أخطر من الحرب نفسها في اليمن. هو نتيجة أكيدة لها، لكن البلاد لطالما عانت من مشاكل في الأمن الغذائي. وبينما تتهدد البلاد مستويات خطيرة من سوء التغذية فالخطر الأكبر يستوطن الحديدة".