ناقش بعض المعلقين في صحف عربية دعوة الولايات المتحدة الأمريكية للسعودية إلى وقف عاجل لإطلاق النار في اليمن، وقالوا إنها إحدى عواقب مقتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي الدولية.
وكان وزيرا الدفاع والخارجية الأمريكيان قد دعوا إلى وقف لإطلاق النار في اليمن وبدء محادثات سلام خلال 30 يوما.
"اللعبة في اليمن انتهت"
ويقول عبدالباري عطوان في "رأي اليوم" اللندنية: "إذا كانت هناك إيجابية واحدة لاغتيال الصحافي السعودي جمال الخاشقجي بطريقة دموية بشعة لا يمكن أن يقدم عليها بشر فإنها يمكن أن تتمثل في تزايد احتمالات إنهاء الحرب اليمنية وإعادة الاستقرار والأمن إلى هذا البلد الشقيق".
ويضيف عطوان أن الحكومات الأمريكية والفرنسية والبريطانية "كانت من أبرز المؤيدين لهذه الحرب والداعمين للتحالف السعودي الإماراتي بالسلاح والذخائر وقدمت الصفقات ... وما دفعها للتراجع عن هذه المواقف المخجلة هو إطالة أمد الحرب واقترابها من بداية العام الخامس دون تحقيق أي من أهدافها".
ويقول الكاتب "المسؤولون الأمريكيون الذين أفاقوا فجأة على الحرب في اليمن ويريدون إنهاءها في أيام معدودة لم ينطلقوا من الحرص على دماء الشعب اليمني وأرواحه وإنما لإيجاد مخرج للتحالف الذي تقوده السعودية من هذه المصيدة التي دمرت صورته أمام العالم واستنزفت ثرواته (تكاليف الحرب 9 مليار شهرياً) وباتت تهدد بإعطاء نتائج عكسية أبرزها تفكيك المملكة".
وفي افتتاحية بعنوان "ترامب للسعودية: اللعبة في اليمن انتهت!"، تقول "الأخبار" اللبنانية إن واشنطن لم "تجد ضيراً في إدامة العدوان ما دام يعود عليها بمنافع ... إلا أن جريمة قتل الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، جاءت لتكشف الصورة على حقيقتها الأكثر قتامة".
وتضيف الصحيفة "لم تكن تصفية خاشقجي إلا الدفعة التي أوصلت السيل إلى الزبى، ولو أن ابن سلمان استطاع تحقيق نصر سريع ونظيف في اليمن لما تسابق الغربيون على 'نهش لحمه' مثلما وقع عقب حادثة القنصلية".
ويقول خالد السليمان في "عكاظ" السعودية في تعليقه على دعوة واشنطن: "لا أحد يريد استمرار الحرب في اليمن إلى الأبد، والتدخل العسكري الذي قادته السعودية في اليمن هدف لمنع تهيئة ظروف لاندلاع حرب أكبر كانت ألسنة لهبها ستطال جميع دول المنطقة ... لذلك عندما يطالب المجتمع الدولي بوقف الحرب في اليمن، فإن عليه أن يحدد الأسس التي ستتوقف عليها الحرب، ورسم ملامح المستقبل الذي ينتظر الشعب اليمني، حتى لا تذهب تضحياته هباء منثورا كما ذهبت أرواح ضحايا الانقلاب الحوثي وأعماله الحربية في سعيه للاستيلاء على السلطة وإخضاع معارضيه".
ويضيف السليمان "إيقاف الحرب دون معالجة أسباب اندلاعها، ليس أكثر من هدنة هشة مؤقتة لن تمنع اندلاع حرب أخرى أشد ألما وأطول أمدا".
"تغيير مفاجئ" في موقف واشنطن
واهتم عدد من الصحف والمواقع اليمنية بالدعوة إلى إيقاف الحرب في البلاد.
ففي تقرير مطول، وصفت "الثورة" المبادرة بأنها "تغيير مفاجئ في الموقف الأمريكي من حرب اليمن"، مضيفةً أن "هذه الدعوة الأمريكية تأتي في وقت تخضع فيه السعودية حالياً لضغوط كبيرة بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي واستمرار التقارير الحقوقية التي تؤكد حدوث انتهاكات لحقوق الإنسان في اليمن نتيجة قصف مناطق مأهولة والحصار المفروض على المناطق الشمالية".
كما يقول موقع "اليمن نت" الإلكتروني إن الدعوة جاءت عقب "الضغط المتزايد من الكونغرس الأمريكي للتحرك قبل الانتخابات النصفية"، مشددةً على أن واشنطن "تأمل في استخدام رد الفعل العنيف على السعودية بشأن مقتل جمال خاشقجي للضغط على الرياض في محاولة لإنهاء النزاع، حتى أن بعض الدبلوماسيين تحدثوا عن حل وسط سعودي بحل أزمة اليمن كجزء من تحسين صورة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد مقتل خاشقجي".
ويتساءل محمد سعيد الزعبلي في "الأيام": "إلى متى ستستمر تلك الحرب اللعينة؟ وهل ستظل قيادة التحالف العربي في تقديم دعمها العسكري لما يسمى بقوات الشرعية اليمنية التي لم تحقق أي تقدم في هذه الحرب طيلة ثلاثة أعوام ونيف؟ وبالذات المملكة العربية السعودية التي تواجه اليوم حربا إعلاميه شعواء إقليمية ودولية، والتي تتسم بالاستفزاز والابتزاز نتيجة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول".