تناولت الصحف البريطانية الصادرة السبت عددا من القضايا من بينها تداعيات مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي وتأثيره على دور تركيا في المنطقة، وزيارات برلمانيين وقساوسة بريطانيين لسوريا وتأثير ذلك على موقف الرئيس السوري بشار الأسد.
البداية من صحيفة الفاينانشال تايمز، وتقرير للورا بيتيل من أنقرة وأندرو إنغلاند من لندن بعنوان "إردوغان يحول مقتل السعودية لخاشقجي لمصلحته".
ويقول الكاتبان إن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أعرب عن أساه الأسبوع الماضي لمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول، ووصفه بأنه جريمة "وحشية" ضد رجل وصفه بأنه صديق.
ويستدرك الكاتبان قائلين إن مقتل خاشقجي أيضا قدم فرصة للرئيس التركي للحصول على ميزة غير متوقعة في صراع الزعامة في المنطقة.
وتضيف الصحيفة أنه في جانب من الصراع في المنطقة يقف إردوغان، الذي ينتمي للإسلام السياسي، وقطر، التي تشاركه في تأييد لاعبين بنفس الفكر في المنطقة. وعلى الجانب الآخر، تقف السعودية والإمارات ومصر، وهي دول تعارض بشدة جماعات الإسلام السياسي، مثل الإخوان المسلمين، ويرونها تهديدا للاستقرار.
وقال سونر كاغبتاي، الباحث في مؤسسة واشنطن انستيتيوت البحثية، للصحيفة "اغتنم اردوغان الفرصة للتصدي لهذا التحالف الثلاثي، وقرر أن يتصدى لأضعف حلقاته".
وتقول الصحيفة إن الحلقة الأضعف هو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي ينظر إليه على أنه القوة الدافعة لعدد من أشد اجراءات السياسة الخارجية للملكة، والذي يشير إليه البعض بأصابع الاتهام في مقتل خاشقجي.
وتضيف أن المسؤولين الأتراك أوضحوا أن إردوغان يرى وريث العرش السعودي الشاب كقوة مدمرة ويريد استخدام مقتل خاشقجي ليوضح للغرب أن ولي العهد الشاب يمثل مشكلة.
وقال مسؤول تركي للصحيفة إن إبعاد الأمير الشاب عن منصبه سيكون له "تأثير ضخم" على اتجاه المملكة، ولكن الكاتبين يرجحان أن هذا الاحتمال مستبعد، وأن الفرصة أكبر لاستجابة المملكة للضغوط الغربية لكبح جماح الأمير الشاب.
وتقول الصحيفة إن مسؤولين أتراك يؤكدون أنهم ملتزمون بكشف الحقيقة الكاملة عن مقتل خاشقجي، ولكن الكثير من المحللين والدبلوماسيين يرون أن تركيا في نهاية المطاف ستستخدم ما لها من يد عليا في القضية لعقد صفقة أو اتفاق مع الرياض وواشنطن، أقوى حلفائها الغربيين، لضمان عدم الكشف عن الأدلة الأكثر إدانة للملكة.
صحفيون أتراك غير مقتنعين ببحث اردوغان عن الحقيقة
ننتقل إلى صحيفة الغارديان، وتقرير لبيثان ماكرنان بعنوان "الصحفيون غير مقتنعين ببحث اردوغان عن الحقيقة". وتقول الكاتبة إن مقتل خاشقجي كان صادما للعالم بسبب الوحشية التي دُبر بها، ولكن الكثير من الصحفيين الأتراك مصدمون أيضا لتعامل الرئيس التركي مع القضية.
وتقول الكاتبة إن الكثير من الصحفيين يشعرون بدهشة كبيرة لأن اردوغان، الذي تصفه بأنه سجن أكبر عدد من الصحفيين في العالم، يمكن من أن يصور نفسه للعالم كباحث عن الحقيقة والعدالة,
وقال إلهان تانير، وهو صحفي تركي يقيم في المنفى الاختياري في واشنطن للصحيفة "يبدو أن اردوغان الآن متفوق أخلاقيا على السعودية، ولكنه منذ الانقلاب (المخفق عام 2016)، سجن آلاف الصحفيين وفقد الكثير من الصحفيين وظائفهم. فقد أغلق صحفا أو حولها لأبواق للحكومة. والآن علينا أن نصدق أنه مهتم بمقتل صحفي واحد".
وتقول الصحيفة إن تانير، الذي كان رئيسا لتحرير موقع اخباري محظور ينتقد الحكومة، يعلم المخاطر التي يتعرض لها الصحفيون في تركيا أكثر من غيره، ففي الأسبوع الماضي أصدرت إنذارا أحمر للانتربول للمطالبة باعتقاله.
وتقول الصحيفة إن تركيا تأتي في المرتبة 157 في قائمة تضم 180 دولة في المؤشر الدولي لحرية الصحافة.
"مقدمو الدعم لنظام فاسد"
وجاءت افتتاحية صحيفة التايمز بعنوان "المدافعون عن الأسد: قساوسة بريطانيون وبرلمانيون لديهم أفكار مضللة عن المسؤولية الأخلاقية عن الصراع في سوريا يقدمون الدعم لنظام فاسد"
وتقول الصحيفة إن الهجوم الذي لا رحمة فيه الذي يشنه الرئيس السوري بشار الأسد على الشعب السوري مستمر حتى الآن لمدة تزيد عن الحرب العالمية الثانية بعام كامل. وتضيف أن وصف حرب أهلية ليس دقيقا لوصف ما يجري في سوريا، فالحرب تتطلب جانبين متكافئين، حيث يحارب "ديكتاتور لا يرحم" شعبا أسيرا.
وتقول الصحيفة إن الأسد لقي دعما غير متوقع من أعضاء في مجلس اللوردات وقساوسة الذين زاروا سوريا، وبعضهم كان ساذجا في نواياه أو ما هو أسوأ من ذلك.
وتضيف أن عددا من أعضاء مجلس اللوردات زاروا سوريا "لتقصي الحقائق"، وزارها عدد من القساسة البارزين في الكنيسة الانغليكانية، ولكن ليس لدى أي منهم خبرة في الدراسات الاستراتيجية أو سياسة الشرق الأوسط أو "بالأساليب الوحشية" المستخدمة في الصراع في سوريا.
وتقول الصحيفة إنه وردت تقارير عن أن القس أندرو أشداون، الذي كان على رأس الوفد غير الرسمي لأعضاء مجلس اللودرات ورجال الدين إلى سوريا، أنحى باللائمة على بريطانيا "في الكثير من القتلى" ووجه اعتذارا لمن فقدوا ذويهم وأقاربهم. وتضيف أن الصحافة الرسمية السوررية ووسائل الإعلام السورية استغلت كلمات القس وروجتها على أنها تصريح رسمي بريطاني، وليس مجرد تصريح اشخاص لا يتمتعون بصفة رسمية.