لايزال قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، موضوعا مهيمنا على عدد من الصحف العربية، وأخذ بعضها يدعو إلى النظر في عواقب القضية مطالبين بكشف الحقائق.
ودعت صحف عربية السعودية إلى كشف الحقائق بشأن هذه القضية بكل شفافية، وشدد بعض الكتاب فيها على ما سموه ضرورة "إصلاح الذات" في أعقاب قضية مقتل خاشقجي، وإعادة هيكلة أجهزة الدولة، مثل الاستخبارات.
"سلاح الحقيقة"
ويقول صالح بن عبدالله السليمان في "رأي اليوم" اللندنية إن من حق المواطنين السعوديين أن يعلموا "الحقائق بكل شفافية وكل اخلاص".
ويقول الكاتب: "لا يهمني ماذا كسب الأعداء من قضية خاشقجي. يجب أن نبحث ماذا خسرنا نحن من هذه القضية، كيف وقعت ولماذا؟ وأين الخطأ؟ وكيف نتلافى وقوعه مجددا؟ إصلاح الذات أهم كثيرا من نقد المخالف، نقد المخالف لن يفيدك، نقد الذات يطورك وينفعك".
ويضيف السليمان أنه ينتظر "ومعي الملايين من الوطنيين وممن يعشق هذه الأرض إجابات واضحة بينة تخرس الأعداء. أعطونا سلاح الحقيقة وسندافع عن وطننا".
وتقول هيلة المشوح في "عكاظ" السعودية إن "ما حدث خطأ فادح قام به مجموعة أشخاص داخل مؤسسة تعد من أهم مؤسسات الدولة كـ(الاستخبارات)، ويفترض أنهم جيش يعكس صورة المملكة بنزاهتها وسجلها النظيف - وهذا الخطأ أحرج المملكة كثيراً كونه ينافى أخلاقياتها السياسية ويجعلها عرضة للحملات المغرضة".
وتثني الكاتبة على المبادرة بإعادة هيكلة جهاز الاستخبارات السعودي واصفة إياها "بالخطوة العظيمة".
وتضيف المشوح أن "هذه الأزمة ستمر كباقي الأزمات، سواء استثمرها المتربصون أو يئسوا من توظيفها، فالرهان على قوة وتماسك هذا الوطن وثباته وهو متماسك بالفعل وسوف يتجاوزها كما تجاوز أعظم منها وخرج أكثر قوة ومتانة، ومن ينتظر انحساراً لهذه الهجمة فهي ستنتهي لا شك سياسياً وقضائياً بالحقائق والأدلة وليس بهرطقات إعلام المناشير والمسالخ".
وتقول منى بوسمرة في "البيان" الإماراتية إن "الأيام سوف تثبت أن السعودية قوية بقيادتها وشعبها، ومعها كل العرب الشرفاء الذين يقفون إلى جانب المملكة، وفي مقدمتها دولة الإمارات، والعديد من الدول العربية والإسلامية، وتلك الدول العاقلة والمتزنة في العالم التي تنتظر نتائج التحقيق النهائي، لتحدد موقفها دون تسرّع، أو استغلال لقصة يتم النفخ فيها لغايات تتجاوزها بكثير".
"معاقبة المجرمين"
أما محمد عياش الكبيسي فكتب في "العرب" القطرية قائلاً: "الآن وبعد انكشاف الأمر، يتضح أن المواطن السعودي الذي كان ربما يدافع عن قنصليته بإخلاص هو أكثر المتضررين بما جرى في هذه القنصلية، إن سمعته وسمعة بلاده ليست كما كانت، ولن يكون سعيداً وهو يقابل الآخرين في أي بقعة من العالم، فهؤلاء المجرمون لم يعبثوا بحياة مواطن سعودي اسمه جمال خاشقجي فقط، بل عبثوا بسمعة السعوديين كلهم، وأهانوا العلم الأخضر المزيّن بـ (لا إله إلا الله محمد رسول الله)".
ويضيف الكاتب: "لذلك فالمواطن السعودي هو المعني أكثر من غيره بمعاقبة هؤلاء المجرمين، وإعلان البراءة من هذه الفعلة الشنيعة، وإن إخوانه من العرب والمسلمين مطلوب منهم أن يقفوا معه، لا أن يُظهروا الشماتة أو استعداء الآخرين عليه".
ويقول يوسف الديني في "الشرق الأوسط" اللندنية "على السعوديين اليوم إعادة تسويق منجزهم ومستقبلهم وموقعهم الجغرافي كقبلة للمسلمين وموقعهم الجيوسياسي في منطقة تغلي من حولهم، عبروا فيها تحدي الربيع العربي، وواجهوا الإرهاب وساهموا في استقرار دول عربية وإسلامية وخروجها من مآزق وجودية".
ويضيف الكاتب: "أدرك أن محاولة الحديث بعقلانية وصراحة في مناخ العاطفة والارتباك صعب ويساء فهمه، لكن عزائي أني لا أعرف من كل مَن أشير إليهم هنا سوى جمال الذي بكيته مرتين؛ مرة حين فقدناه في المساهمة في ما وصفه هو بالمستقبل الجديد، والأخرى حين رحل بطريقة لا يستحقها".