لم يكن القوم يرغبون في المشاركة في تلك الصلاة. غير أن حساباتهم التكتيكية أملت عليهم القيام بما لا تشتهيه أنفسهم، حسب المبررات التي قدمها محمد غلام ولد الحاج الشيخ النائب السابق في البرلمان وأحد قيادات حزب تواصل المحسوب على تيار الإخوان المسلمين- فرع موريتانيا.
فصلّوا جميعا خلف الزعيم اللليبي. كان ذلك في نواكشوط بداخل الملعب الأوليمبي في مارس 2010، حيث أَمَّ آنذاك معمر القذافي رحمه الله جمهور المصلين الذي ضموا "النخبة الوطنية كاملة بقضها وقضيضها وأحزابها السياسية" حسب تعبير محمد غلام. وهذا ما دعاه هو وزملاءه إلى أن لا يتغيبوا عن الحدث والركب "حتى لا نوصف بالتطرف"، على حد قوله.
لكنه فيما يبدو وجد ملاذا فقهيا يقوم على تفريغ تلك الصلاة من "أي تقية" كما بين.. ويحولها إلى لعبة سياسية. وقد أسر بالأمر آنذاك رغم أنه ربما كان من الأجدر به أن ينبه عليه قومه ليجدوا فيه هم أيضا مخرجا شرعيا لصلاتهم التكتيكية.
و يتمثل الملاذ في تركه شرطا أساسيا من شروط الصلاة وإثنين من أركانها.. وهذا قصدا منه لا سهوا. وقد فصَّل منذ وقت قليل ما تركه حين خاطب محاورته على الواتساب، قائلا:
"سأبوح لك الآن بشيء خاص جدا...
يعلم الله عز وجل أنني لم أكن على وضوء.. وأتذكر أنني لم أكبر، ولم أسلم.."
(...)
تُرى ما هو رأي "الإسلاميين" الآخرين في هذا النوع من الصلاة الباطلة التي يبتغي "المصلي" من ورائها إرضاء مخلوق يحتسبه "كافرا ظالما" أو على الأقل "عاصيا" لله تعالى؟
وما هو موقف الفقهاء التابعين، سياسيين كانوا أم غير سياسيين، من هذا الاستخدام الغريب- الذي قد يحسبه أناس كثيرون تلاعبا بأم العبادات وبشعائر الله عز وجل بشكل عام ؟
البخاري محمد مؤمل