اقرأ نص الرسالة التي تركتها أمٌّ بعد موتها لابنها العاق(رسالة مُبكيّة)

اثنين, 22/10/2018 - 20:23

 

كان لإحدى الأمهات عينٌ واحدة , وبسبب ذلك كرهها ابنها الوحيد نظراً لِما كانت تسببه له من إحراج أمام زملائه حسب رأيه ، فكان يرى شكلها مقززا ، وكانت هذه الأم تعمل طاهيةً في مقهى صغير داخل المدرسة التي يدرس هو فيها ولده لتُعيله وتُساعده على إكمال دراسته.

أما هو فكان دائماً يحاول أن يخفي عن أصحابه أن تلك الطاهية أمه خوفاً من تعليقاتهم و خجلاً من شكلها.

 في أحد الأيام صعدت الام إلى فصل ابنها كي تسأل المعلمين عنه وتطمئن على تحصيله الدراسي.

 أحسَّ الولد بالإحراج والضيق الشديد نتيجة لِما فعلته أمه ، فتجاهلها ورماها بنظرة مليئة بالكره والحقد , وفي اليوم التالي أبدى أحد التلامذة سخريةً من ذلك الولد قائلاً له : يا ابن الطاهية ذات العين الواحدة ، حينها اشتد ضيقه كثيراً وتمنى لو كان بإمكانه ان يدفن نفسه أو يدفن أمه ليتخلص من العار والخجل الذي يسببه له شكلها ومهنتها.

وفي البيت واجهَ الولد أمه بعد السخرية التي تعرض لها من زميله قائلاً لها : متى ستموتين أوتختفي نهائيا من حياتي كي أتخلص من الإحراج الذي أتعرض له بسببك؟ فقد جعلتِ مني أضحوكةً و مهزلةً بين زملائي.

 سكتت الأم حينها لكن دموعها غلبتها بينما غادر هو المكان دون أن يأبهَ لمشاعرها , وكان يكرر ذلك التوبيخ لأمه كثيراً.

وبعدما أنهى دراسته الثانوية ، حصل على منحة دراسية لإكمال تعليمه في الخارج ، فذهب هناك ودرس و تزوج و كان سعيداً في حياته بعد عن ابتعد عن أمه التي كانت مصدر الضيق الوحيد في حياته.

 بعد بضع سنين قررت الأم أن تُوفر بعض النقود لتحصل على ثمن التذكرة وتسافر إلى ذلك البلد لترى ابنها وأحفادها الذين لم تقابلهم منذ ذهاب ابنها، لكنها تفاجأت كثيراً بعد وصولها من ردة فعلهم ، فقد سخر منها بعض أحفادها، و آخرون خافوا منها و بدءوا بالبكاء فانزعج الابن من أمه وأمرها بأن تخرج فورا من بيته خوفاً وحرصا منه على أبنائه ، فخرجت دون أن تبدي أي تعليق والحزن يملأ قلبها والحسرة تُقطّع نفسها ثم غادرت عائدة الى وطنها.

 و في يوم من الأيام ,اضطر الابن للذهاب إلى البلد الذي عاش فيه طفولته مع أمه في مهمة عمل , ومن باب الفضول قرر أن يزور بيته القديم ، و ما إن وصل إليه حتى أخبره الجيران بأن أمه قد توفيت ، لم يذرف الابن أي دمعة و لم يحرك ذلك الخبر ساكناً فيه.

كانت وصية الأم لأحد الجيران أن يقوم بتسليم ابنها ظرفاً إن قُدِّرَ له أن يراه في يوم من الأيام ، فقام ذلك الجار بتسليم الظرف للابن حينها ، و لما فتحه وجد فيه رسالةً كتب فيها :

ابني الحبيب لقد أحببتك كثيرا و طالما أحببت أن تعيش معي و أرى أحفادي يلعبون من حولي في هذا البيت الذي عشتُ وحيدةً فيه وكانت الوحدة تقتلني كل لحظة.

 ابني الحبيب في داخلي شيء لم أُخبر به أي أحد في حياتي ، و ستكون أنت الوحيد الذي سيعرفه ، فبعدما تُوفي.....

اضغط هنـــــــا للمتابعة