تصرفُ شاب موريتاني في العشرين من العمر أثار إعجابي(تفاصيل)

في بلد كل شيء فيه يثير السخرية والاستهزاء ,ويجعلك أحيانا لا تبالي بالامور والقضايا التي من شأنها أن تُحدث مشكلة كبرى في بلاد أخرى ,في بلد كهذا تكون الاستقامة شذوذا ,والطيش "والبلطجة" حضارة وتطورا ,والالتزام بالنظام تخلفا وجهلا ,خاصة من الشخصيات الوازنة وأبناء الطبقة الغنية.

مساء أمس السبت ,كنت وزميل لي نجوب بعض مناطق العاصمة ,والشوارع شبه خالية من المارة ومن حركة السيارات ,حين لفتت انتباهي سيارة V8 يقودها شاب يبدو من شكله أنه ما يزال في منتصف العشرينات من العمر ,حسن الهيئة والسمت ,لا يُرى عليه أثر التعب ولا تبدو عليه أماراتُ "الدخن" ــ حفظهم الله ــ يسير بروية وهدوء , عكس أقرانه في العمر والمنزلة.

توقف عند إشارة المرور الحمراء ,مع أن الشوارع خالية تقريبا من السيارات ,ولم يتحرك الا بعد أن تغير اللون إلى الاخضر ,تبعناه حتى نتأكد من هذا السلوك النادر ,فإذا هو كدأبه عند كل إشارة ,يتوقف حين يجب التوقف وينطلق بهدوء حين يؤذن له بالانطلاق.

أعجبت بهذا السلوك الغريب على بلادنا وشبابنا ,ومما زاد إعجابي ودهشتي أنه يستمع ويستمتع بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم ,يبدو أنه ـ بسببها ـ لا يهتم بشيء آخر ولا يعبأ بمَن حوله.

نعم!! لقد أثار هذا الشاب المستقيم إعجابي وغبطتي وتمنيت لو كان لدينا شباب يحملون نفس الرؤية ونفس الالتزام ونفس الاخلاق.

 

 

محمد محمود محمد الامين

(موقع الجواهر)