واصلت الصحف العربية بنسختيها الورقية والإلكترونية التعليق على قضية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي في تركيا.
ويرى كُتّاب أن طريقة "كبش الفداء" ربما ستكون مخرجاً من الأزمة بعد صفقة بين السعودية وأمريكا وتركيا، بينما يرى آخرون أنه مهما تكن النهاية فإن صورة ولي العهد محمد بن سلمان قد اهتزت، ما قد يدفع الأسرة المالكة إلى إعادة ترتيب أوراقها.
"كبش فداء"
وتعلّق ابتسام آل سعد في الشرق القطرية على تصريحات ترامب عن "قتلة مارقين" وراء قضية خاشقجي، قائلة: "هذه هي المسرحية السعودية الأمريكية المشتركة الذي يحاول محمد بن سلمان تمريرها من خلال البوق الأمريكي المتمثل في كبيرهم ترامب كمحاولة تبدو لي أخيرة للخروج من عنق زجاجة قتلهم لخاشقجي".
وتضيف أن "التحرك الدبلوماسي النشط لترامب في إيفاد وزير خارجيته بومبيو للرياض وأنقرة ربما لإنهاء حبكة هذا السيناريو الذي يمكن أن يغلب مفهوم الشفافية التي ينتظرها العالم من السلطات التركية التي نأمل أن تقدم الحقيقة على المصالح".
ويتساءل عبد الستار قاسم في صحيفة رأي اليوم الإلكترونية اللندنية: "هل ستتم ملاحقة المجرمين؟ هناك مصالح للدول، ولا أرى أن دولة ستغامر بمصالحها مع السعودية من أجل الخاشقجي. أمريكا لا تفرط بأموال السعودية ... وتركيا لها حجم تجارة مع السعودية يتصاعد كل سنة".
ويضيف: "هنا يأتي دور ميكافيللي الذي نصح الأمير بعد الاعتراف بسوء سلوك، البحث عن كبش فداء ليحمل المسؤولية وينال العقاب بدل المجرم الحقيقي".
ويقول محمد كريشان في القدس العربي اللندنية إنه "مهما تكن التخريجات السياسية التي سيتم التوصل إليها بعد انتهاء التحقيق الجنائي فإن لا شيء سيطمس في النهاية حقيقة أن ولي العهد السعودي أصيب في مقتل في صورته الدولية، وأن ما لحق به من اتهامات مشينة، صحت تماماً أم لم تصح، ستظل تلاحقه كظله فإما أن تزيحه من موقعه أو تبقيه فيه ضعيفاً منهكاً".
ويضيف: "الشيء الأكيد الذي سيترتب عما سبق هو سعي الأسرة المالكة في السعودية إلى إعادة ترتيب أوراقها في ضوء الزلزال الذي أصابها، خاصة وأن آلية تسلسل الوصول إلى الحكم قد اهتزت بعد تعيين الأمير محمد بن سلمان بخلاف الأعراف التي كانت سائدة لعقود، مما أثار الكثير من السخط داخل الأسرة التي وجدت كذلك في السياسات التي اعتمدها الأمير الشاب، وفي نوعية الأشخاص المحيطين به، ما عمق هذا التذمر المكتوم في الغالب".
المغرِّدون "القوة الناعمة"
من ناحية أخرى، واصلت الصحف السعودية الدفاع عن موقع بلدها من الأزمة، وأشاد مُعلِّقون بشكل خاص بموقف المغردين السعوديين على منصات التواصل الاجتماعي واعتبروهم "قوة ناعمة" للمملكة.
وفي صحيفة عكاظ، يشيد خالد السليمان بالمغردين السعوديين الذين "تسلحوا بوعيهم وسعة اطلاعهم وتصدوا في وسائل التواصل الاجتماعي للهجمات الشرسة التي تعرض لها وطنهم بكل جدارة واقتدار، وبرهنوا مرة أخرى أنهم جنود بواسل في ساحات الرأي التي لا تقل أهمية عن ساحات الحرب العسكرية".
وفي السياق ذاته، تشيد بينة الملحم في جريدة الرياض بالمغردين السعوديين، وترى أنهم شكّلوا "قوة ناعمة فعلية لسياسة المملكة وذراعاً إعلامياً قوية".
وفي عكاظ أيضاً، يؤكد هاني الظاهري على ثقته بأن السعوديين سيخرجون "من المسرحية وهم يضحكون، وستخرج السعودية من المسألة برمتها وهي أكثر قوة وإرعاباً لأعدائها".
وتقول الرياض في افتتاحيتها: "الأصوات العاقلة المتزنة التي اصطفت إلى جانب المملكة ضد الحملة الإعلامية التي نتجت عن قضية الإعلامي جمال خاشقجي تعرف أنها وقفت إلى جانب الحق وأن ذلك أمر مفروغ منه".
وتضيف: "من حاول أن يصطاد في الماء العكر وألقى التهم جزافاً يمنة ويسرة قبل الوصول إلى الحقيقة الدامغة إنما يدين نفسه قبل أي أحد آخر".
وفي صحيفة سبق الإلكترونية، يقول ماجد البريكان: "تتعامل حكومة المملكة العربية السعودية مع أزمة اختفاء جمال خاشقجي بالكثير من الحكمة والتعقل الممزوج بالحسم والحزم، وهو أسلوب يضمن للبلاد المحافظة على علاقاتها الخارجية المميزة مع دول الجوار، فضلاً عن الدول الكبرى، إلى جانب التأكيد لمن يلزمه الأمر أن المملكة لا ترضى بالتدخل في شؤونها الداخلية أو الضغط عليها مهما كانت الأسباب".
عن/ بي بي سي