أبرزت صحف عربية المواقف الداعمة للسعودية في مواجهة الاتهامات الموجهة للرياض بالمسؤولية عن اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وتقول "المصريون" إن هناك "انتفاضة عربية وإسلامية تضامنًا مع السعودية" بسبب أزمة خاشقجي.
ويقول يوسف عبدالله في "عكاظ" السعودية إن "المملكة العظمى تنافح عن الحق في وجه كل العالم، دون اكتراث لما يواجهها، معتمدة على قوتها المستمدة من عقيدتها ودينها".
ويشدد الكاتب على أن الرياض "لن تنثني أمام أي موجة هوجاء للنيل منها، إذ إن الصمت أمام أي اتهامات أو ضغوط لم يعد من الحكمة، فلغة القوة هي السبيل لإثبات المكانة العالمية التي بدأت المملكة انتهاجها في سياستها لتثبت أنها قوية ومؤثرة، لا متأثرة".
وتقول "الرياض" السعودية إن المملكة "تستطيع الذود عن نفسها وأن تجابه كل من يحاول النيل منها مجابهة لا هوادة فيها، وأنها سترد على أي إجراء ضد مصالحها الرد المناسب اللائق بكونها الدولة الرائدة في العالمين العربي والإسلامي وكعضو فاعل جداً ومؤثر في المجتمع الدولي".
وتنتقد "اليوم" السعودية في افتتاحيتها ما تصفه بـ"تسييس اختفاء الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي وتوظيفه لكيل الاتهامات الباطلة ضد المملكة، هي محاولة فاشلة للنيل من الحقائق وقلبها".
وتقول الصحيفة: "سوف تتكسر أباطيل تلك الأبواق الإعلامية المأجورة على صخرة الواقع والحقيقة، وسوف يكتشف العالم بأسره أضاليل تلك الفئة التي باعت ضمائرها لشياطينها وأبت إلا ممارسة التزييف وقلب الحقائق ودس السم في العسل".
ويقول خالد المالك في "الجزيرة" السعودية إن "كثيراً من وسائل الإعلام الأجنبية انساقت وراء هذا الدجل الإعلامي القطري، وتورطت، كما تورطت قناة الجزيرة، في التخلي عن أي مصداقية إعلامية في هذا الحدث الإجرامي، الذي ربما تكون قطر نفسها طرفاً مسؤولاً عن هذه الجريمة".
وترفض "الخليج" الإماراتية ما تصفه بـ"حملة شرسة على المملكة العربية السعودية الشقيقة، يطغى عليها التحريض وتسييس موضوع إنساني".
ويقول محمد صلاح في "الحياة" اللندنية إن "جيوشا من اللجان الإلكترونية الإخوانية تعمل ليل نهار على خداع العالم وترسيخ أكذوبة تورط المملكة في قضية خاشقجي".
ويرى غسان شربل في "الشرق الأوسط" اللندنية أن "ثمة فارقاً كبيراً بين تحري الحقيقة في موضوع اختفاء جمال خاشقجي وانتهاز فرصة وقوع الحادث للانطلاق في هجوم يستهدف إضعاف السعودية".
ويشدد الكاتب على أن "السعودية ليست في وارد الرضوخ للضغوط وهذا أسلوب دائم لديها. وليس من عادتها قبول إملاءات أو عقوبات من دون الرد عليها".
"عواقب خطيرة"
ويرى علي سعادة في "السبيل" الأردنية أن "جميع وسائل الإعلام التي ضخت فيها السعودية الملايين تقف عاجزة عن فعل أي شيء أو الرد على سيل التسريبات والتصريحات التي تصدر كل دقيقة" حول اختفاء خاشقجي.
ويشير الكاتب إلى أن "السعودية مقبلة على أزمة سياسة ومالية لا تعرف نتائجها حتى اللحظة".
ويقول: "وضع الأشقاء في السعودية صعب، لكنه ليس مستحيلا، وموضوع اختفاء أو إخفاء جمال خاشقجي ستكون له عواقب خطيرة على السعودية والمنطقة، ولن يمر الأمر دون سقوط رؤوس كبيرة".
ويقول عبدالله العبد الرحمن في "العرب" القطرية إن "الخطر الحقيقي هو أن يستمر النظام السعودي على هذا المنوال ... الذي سوف تمتد تبعاته على المنطقة بكاملها، ويسقط أقوى نظام يمثّل الإسلام والمسلمين، وتضعف بعد ذلك شوكة المسلمين في العالم".
ويرى ربيعة الكواري أن أزمة اختفاء خاشقجي ربما تكون "بداية النهاية للمتآمرين على الخليج ووحدته".
ويقول: "العالم كله يضغط على السعودية. لأنها أصبحت ضليعة في هذه اللحظة التاريخية بقتل نفس بريئة بلا أي ذنب".
ويرى خليل كوثراني في "الأخبار" اللبنانية أن ولي العهد السعودي تلقى "أول صفعة أمريكية من نوعها، وقرّر للمرة الأولى عدم السكوت".
ويقول إن "النظام السعودي يتصرف في أكثر من ملف على أنه يؤثّر في الموقف الأمريكي".
ويضيف: "الخطر على السياسة السعودية ليس أن علاقتها بواشنطن بهذه الهشاشة، وأنها حب من طرف واحد، فحسب، الأدهى أن صاحب القرار في الرياض، كما بينت مرة جديدة موقعة القنصلية في اسطنبول، يتصرف على خلاف هذه الحقيقة ويبالغ في التدلّل والتحرك مطلق اليد".
ويرى غسان زقطان في "الأيام" الفلسطينية أن "الأتراك قادوا الأزمة ببراعة حقيقية، تجاوزوا الانفعال السطحي واستخدموا لغة دبلوماسية واضحة، كانت مطالبهم مهنية".
ويتوقع الكاتب "زلزالاً سينعكس على المنطقة وعلى التحالفات والخطط المرسومة لمصيرها ومصائر لاعبين رئيسيين، ولكن الحقيقة التي يمكن احتسابها - إلى أن يتضح المشهد - هي السقوط المدوي للإعلام العربي".