عكست الصحف العربية حالة الجدل والتباين الشديد في المواقف حيال قضية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وصعدت الصحف السعودية خصوصاً من نبرتها ضد ما تصفه ب"الاتهامات الإعلامية الزائفة" ضد السعودية.
تحت عنوان "نعلو عزاً.. ويزيدون وقاحة"، قالت صحيفة عكاظ السعودية: "على الرغم من أن كثيرا من المواقف الدولية حيال لغز اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول منذ الثاني من أكتوبر الجاري مبنية على مزاعم ورويات كاذبة لا تستند لأي حقائق، إلا أن مراقبين يرون الحملة المسعورة لا تبحث عن أي حقيقة بقدر محاولة الإساءة إلى المملكة".
وأبرزت الشرق الأوسط اللندنية استنكار السعودية لما وصفته ب"اتهامات إعلامية زائفة" على خلفية اختفاء خاشقجي.
وكتب سلمان الدوسري قائلا إن "الحملة الشرسة غير المهنية التي تخوضها وسائل الإعلام الغربية في هذه القضية، ستكون لها تأثيراتها الخطيرة جداً في تعميق الهوة بين الشرق والغرب، وإيجاد منفذ يدخل منه الذين يبحثون عن هذه الثغرات لإنفاذ سمومهم".
كذلك أشارت العرب اللندنية إلى نفي السعودية "الاتهامات الموجهة لها بشأن قضية خاشقجي". وقالت الصحيفة إن "الحملة الإعلامية تفشل في تأجيل مؤتمر دولي عن الاستثمار في الرياض".
ترى صحيفة الرياض في افتتاحيتها أن "الحملات الإعلامية التي تستهدف المملكة حالياً وبما تحمله من إساءات واتهامات باطلة، وأكاذيب ليست نتاج عمل آني تم في إطار تعليقات على أحداث طارئة، بل تمثل مرحلة متقدمة من استراتيجية عمل ضد المملكة تعددت فيها الأطراف وتوزعت فيها الأدوار".
كما ترى الصحيفة أن تلك الحملات "لا تخرج عن سياق تصفية الحسابات والابتزاز المرفوض".
وفي مقاله بعنوان "المتاجرة باختفاء جمال خاشقجي"، يقول عبدالله العتيبي في الشرق الأوسط اللندنية إن خاشقجي "صحافي فقد رئاسة التحرير مرتين، وأدار فضائية إخبارية أُغلِقت بعد ساعاتٍ قليلةٍ، وكان ذلك بسبب عدم إدراك للواقع ومعطياته، وفقدان لوعي مهمٍ بحساسيات المجتمعات. وأثناء الربيع العربي، اعتقد أنه سيكون وسيطاً بين السعودية ومصر الإخوانية، ولم ينجح، وبعد فشل الربيع العربي بشكل كاملٍ كان ضمن أقلية ضئيلةٍ أصرت على نجاحه".
"محاولات التكتم"
على الجانب الآخر، ترفض الراية القطرية في افتتاحيتها ما تصفه بـ"محاولات التكتم على قضية خاشقجي وتضييع الوقت لتمييع القضية قبل تقديم الحقائق الكاملة للعالم".
وتقول الصحيفة إن "السعودية مطالبة بكشف الغموض عن اختفائه بالنظر إلى الشبهات التي ارتبطت بهذه القضية... (بعدما) أصبحت قضية اختفاء أو اغتيال خاشقجي قضية رأي عام دولي وليست قضية محلية تخص السعودية وحدها".
وترى الأخبار اللبنانية أن قضية خاشقجي جعلت "طموحات بن سلمان على المحك"
تقول الصحيفة إن السعودية "تسعى إلى إظهار تعاونها مع سلطات أنقرة من دون أن تترجم ذلك على الأرض، خشية كشف الحقيقة... في محاولة لمواجهة ضغوط سياسية واقتصادية غير مسبوقة بسبب الغموض الذي لا يزال يكتنف مصير جمال خاشقجي".
ويتساءل صبحي حديدي في الحياة اللندنية: "هل كان بن سلمان على درجة من الغباء، غير معقولة وغير ممكنة أصلاً، حتى يأمر بتنفيذ جريمة كهذه دون أن يتوقع افتضاح تفاصيلها، وفي بلد مثل تركيا تحديداً؟"
تقول الشرق القطرية إن "لعنة خاشقجي تصيب مؤتمر الرياض الاستثماري" المقرر انعقاده في المملكة خلال الفترة بين 23 و25 أكتوبر الجاري
يقول فيصل القاسم في نفس الصحيفة: "لا تتوقعوا تحقيق العدالة لا للحريري ولا لخاشقجي ولا لضرّاب السخن. هذه القضايا ليست سوى سلعة للمتاجرة والابتزاز والمقايضات؟ ".
ويرى حازم عياد في السبيل الأردنية أن "التطورات والتفاعلات السريعة في الساحة الأمريكية تشير بوضوح إلى أن الرياض باتت بحاجة إلى معالجة سريعة وجريئة لملف اختفاء خاشقجي، فالوقت بات عنصرا خطرا مهددا بانضمام لاعبين جدد؛ مسألة تحتاج إلى مبادرة سريعة تنهي الازمة، وتجيب عن الاسئلة المقلقة".
ينتقد أنيس الخصاونة في رأي اليوم اللندنية "صمت النقابات الإعلامية والصحفية العربية عن شجب واستنكار جريمة اغتيال الصحفي الكبير جمال الخاشقجي".
يقول الكاتب: "لا أعلم كيف يمكن أن يمر اختفاء واغتيال صحفي كبير بوزن جمال الخاشقجي دون تصريح من حكومات عربية تعبر عن أسفها أو حتى انزعاجها الخجول من هذا الانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان وقيم الحرية والتعبير وحقوق المواطنة؟".