تناولت الصحف العربية الحملات الإعلامية الدائرة منذ اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي في تركيا.
وبينما اتهم بعض الكتاب وسائل إعلام قطرية بشن "حملة معادية" على الرياض، رأى آخرون أن الإعلام السعودي والمصري اتسم بـ"الابتذال" وهو يتناول قضية خاشقجي.
ولم يظهر خاشقجي منذ دخوله القنصلية السعودية بإسطنبول في الثاني من الشهر الحالي.
حملات إعلامية "قذرة"
انتقد عبد العزيز الجار الله في صحيفة الجزيرة السعودية الإعلام القطري حيث قال: "قطر جاءت كالعادة بقناة الجزيرة لتشعل حرائقها، وسخرت المحطة وقنوات لهذه القضية لمصادمة السعودية وبث سمومها وكراهيتها وجانبها النتن والبغيض لتتصدر الموقف الإعلامي، لكنها جوبهت بقوة السعودية وصلابة الموقف السياسي والدبلوماسي وإدارتها الذكية لأزمة خاشقجي".
وأشادت افتتاحية الرياض السعودية بـ"الهبة الشعبية العربية المساندة للمملكة في مواجهة الحملة الإعلامية التي حاولت دون فائدة أن تنال من المملكة عبر قضية اختفاء جمال خاشقجي... فوسائل التواصل الاجتماعي ضجت بالواقفين في صف المملكة شاجبين لحملة إعلامية رخيصة لا تبحث عن الحقيقة بقدر ما وجدت متنفساً تهاجم فيه المواقف السعودية المتزنة وتحاول أن تجد ثغرة تنفذ منها دون جدوى".
ودعا محمد فايع في الوطن السعودية إلى "استثمار الإعلام لمواجهة الحملات الإعلامية القذرة الموجهة ضد بلادنا، والوقوف بوجه اصطفاف الفضائيات الغربية والعربية التي لا تحمل لنا إلا النوايا السيئة... نريد إعلاما وطنيا بلغات إنجليزية وفرنسية وغيرها موجها للخارج... لمواجهة كل متطاول على بلدنا أو رموزنا السياسية أو الدينية أو مؤسساتنا الحكومية، والعمل على 'إخراسه' بالحقائق والأدلة".
وفي سياق متصل، دافع أحمد عرفة في صحيفة صوت الأمة المصرية عن موقف الرياض حيث قال: "منذ بداية الحملات الإخوانية والقطرية ضد المملكة العربية السعودية بعد واقعة اختفاء خاشقجي، اتخذت وسائل الإعلام الأمريكية موقفاً مريباً من هذه الواقعة، حيث انحاز معظمها للأكاذيب القطرية الإخوانية، وبدأت هي الأخرى تشن حملات ضد المملكة عبر الموضوعات التي تتضمن اتهامات دون دليل ضد الرياض".
وفي صحيفة الاتحاد الإماراتية، اعتبر أحمد مراد قضية اختفاء خاشقجي "فضيحة مدوية لسقطات وأكاذيب الإعلام القطري، المقروء والمسموع والمرئي، حيث تعمدت تجاوز أبسط القواعد والأعراف المهنية، وأصبح مجرد 'بوق' مغرض لا يهمه سوى إطلاق الإشاعات والافتراءات، ونشر التقارير المفبركة والأخبار المضروبة للنيل من سمعة المملكة العربية السعودية".
"ابتذال وسطحية"
وعلى النقيض، انتقد محمد المري في صحيفة الوطن القطرية موقف الدول الداعمة للسعودية الذين "صمتت قنواتهم وتوقفت تصريحاتهم وتلخبطت تغريداتهم.. فيما أجهزتهم على الصامت وبعضهم 'على الهزاز'.. لأن من بينهم من يسره الصدام السعودي- التركي".
ووصف حسين لقرع في صحيفة الشروق الجزائرية الإعلام السعودي والمصري بـ"الابتذال والإسفاف والبلادة وهو يتناول قضية 'اختفاء' خاشقجي ... بكثيرٍ من السطحية ولغة الخشب الممجوجة الذي ذكّرتنا بحقبة الستينيات والسبعينيات".
وفي صحيفة رأي اليوم اللندنية، أشار خالد الجيوسي إلى "ظهور حملات منظّمة لمقاطعة السياحة التركيّة [عبر وسائل التواصل الاجتماعي]، وحملات تُهاجم الرئيس (التركي رجب طيب) أردوغان، وحملات تدعو للدفاع عن الوطن المستهدف، وهذه الحملات الافتراضيّة التي عهدناها من الجيوش الإلكترونيّة، ربّما تُدين المملكة، أكثر ما تُبرِّءها".