هل يستغل ترامب قضية خاشقجي لـ"ابتزاز" السعودية أم هي "زوبعة إعلامية"؟

سبت, 13/10/2018 - 11:47

تناولت الصحف العربية التبعات المحتملة لاختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي بمدينة إسطنبول التركية على العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.

وبينما توقع بعض الكتاب أن تستغل واشنطن الحادث لـ"ابتزاز" المملكة، رأى آخرون أن القضية مجرد "زوبعة إعلامية" ستنتهي إلى لا شيء.

"ابتزاز الحلفاء"

ويرى محمد صالح المسفر في الشرق القطرية أن "عواصف سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية تهب على المملكة العربية السعودية من كل اتجاه"، وأخطرها "ابتزاز الحلفاء" الذي تمثل فيما وصفه بتهديد الرئيس الأمريكي لها.

ويقول: "نخاف على المملكة أن تغرقها الفتن بأسباب قرارات فردية وسلوك سياسي جامح، بيدك يا خادم الحرمين إصلاح ما تم اعوجاجه، بإصدار عفو عام عن معتقلي أصحاب الرأي، فهم لا يشكلون تهديدا لأمن وسلامة البلاد والنظام القائم، وإظهار قصة جمال خاشقجي ولو كانت محزنة، ورفع الحصار عن قطر، وإيجاد حل للأزمة اليمنية وإيقاف الحرب، وعودة الُّلحمة إلى مجلس التعاون".

ويحذر طارق ليساوي في رأي اليوم اللندنية من أن "حليف السعودية ترامب سيعمل ما في وسعه لحلب و ابتزاز ولي العهد السعودي في تكرار لما حدث للعقيد معمر القذافي في ما عرف بقضية" لوكربي"، فقد تم توظيف هذه القضية لإستنزاف ثروات ليبيا و الضغط على نظام القذافي وفي نهاية المطاف رأينا جميعا ما حصل".

ويتساءل أسامة أبو ارشيد في العربي الجديد اللندنية: "هل يكون جمال خاشقجي تلك "اللقمة الكبيرة" التي تورّطت بها المملكة العربية السعودية، ولن تقوى على مضغها وبلعها بسهولة؟ يبدو أن مسار الأحداث، حتى الآن، يشير إلى ذلك".

ويضيف: "بغض النظر عن مصير خاشقجي، إلا أن السعودية اليوم في وضعٍ لا تحسد عليه، دولياً، ولا حتى أمريكياً، وهذا هو الأهم بالنسبة لابن سلمان، فعلى فرض أن المملكة ستنجو من عقوبات أمريكية قاسية، بسبب دعم ترامب وتواطئه، إلا أن ذلك سيكون دافعاً أكبر له لابتزاز المملكة وإذلالها، مالياً وسياسياً، وعلى كل الصعد".

"زوبعة ستنتهي"

من ناحية أخرى، رأت بعض الصحف أن قضية خاشقجي تأتي في إطار تصعيد ضد السعودية، وأنها مجرد "زوبعة إعلامية" ستنتهي.

ويقول محمد آل الشيخ في الجزيرة السعودية: "أنا لا أزعم أن لدي تفسيراً لظاهرة اختفاء الخاشقجي، خاصة بعد أن مكن سمو الأمير محمد بن سلمان الحكومة التركية من تفتيش القنصلية، ولم يجدوه موجوداً فيها، إلا أنني على يقين لا يخالجه شك أن زوبعاتهم الإعلامية، وشائعاتهم، خاصة تلك المضحكة منها، ستنتهي إلى فاشوش (لا شيء)".

أما حمد اللحيدان في الرياض السعودية فيرى أن التصعيد ضد المملكة يقف وراءه مستفيدون مثل "إيران وحزب الله ونظام الحمدين والنظام السوري وإسرائيل، بالإضافة للدولة العميقة في تركيا وأجهزة مخابرات دول وأطراف أخرى والتي تسعى للإضرار بالمملكة".

ويضيف: "إن خطط إشعال الحرب في المنطقة تتم على قدم وساق، وهذا يحتاج بالطبع إلى تعظيم الاستقطاب والتنافر وضرب العمق الاستراتيجي للدول المستهدفة من خلال تفكيك أواصر الصلة والصداقة بين الدول الفاعلة، ومن ثم النفخ في النار حتى تشتعل. والتاريخ على مر العصور يشهد على نجاح مثل ذلك السيناريو إذا غابت الحكمة وبعد النظر".