تناولت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية انتخاب البرلمان العراقي ﻟبرهم صالح، القيادي في "الاتحاد الوطني الكردستاني"، رئيساً جديدا للعراق في عدد من مقالات الرأي والتحليلات فيها.
وتباين كتاب هذه الصحف في النظرة إلى انتخاب صالح، إذ رأى البعض أنه سيعزز من "نفوذ طهران في المنطقة"، بينما رأى آخرون أن الرئيس الجديد سيتمكن من "موازنة النفوذين الأمريكي والإيراني في العراق".
وكان انتخاب الرئيس جرى في جولتين، بعد أن أسفرت الجولة الأولى عن عدم حصول أي من المرشحين على أغلبية الثلثين من عدد أعضاء البرلمان البالغ عددهم 329 نائباً.
وحصل صالح على 219 صوتاً، مقابل 19 صوتاً لمنافسه فؤاد حسين من "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، ليصبح بذلك الرئيس التاسع للعراق.
"شمعة في الظلمة العراقية"
يقول خير الله خير الله في الرأي الكويتية: "يكفي أن يكون برهم صالح الكردي الذي يضع عراقيته فوق أي اعتبارات أخرى، رئيساً للجمهورية للقول إن شمعة أُضيئت في هذه الظلمة العراقية"
بيد أنه يستدرك قائلا "لكن شخص برهم صالح وحده، بكل ما يمتلك من كفاءات وحسن نيّة ونزاهة وواقعية، لا يكفي لإخراج العراق من الدوامة التي أصبح في أسرها".
ويبرر استنتاجه بالقول "خصوصا أن صلاحيات رئيس الجمهورية محدودة بموجب الدستور الجديد. معظم الصلاحيات في يد رئيس الوزراء الشيعي الذي يمارس دور القائد الأعلى للقوات المسلّحة أيضاً".
من جانبه، يقول براء الشمري في صحيفة العربي الجديد اللندنية إنه "لا يترتب على منصب رئاسة الجمهورية العراقية أي صلاحيات تنفيذية، إذ يحصر الدستور العراقي الصلاحيات كافة في يد رئيس الوزراء. وللعلم، فإن مديراً عاماً في أي وزارة عراقية يملك صلاحيات تفوق بكثير تلك التي يملكها رئيس الجمهورية، إلا أن المنصب يعدُّ فخرياً، وله ثلاثة نواب، لا سلطة أو صلاحيات لهم أيضاً".
أما شامل عبد القادر، فيشيد في صحيفة المشرق العراقية ﺑ "شفافية" الانتخابات العراقية، ولكنه ينبه في الوقت نفسه إلى أن "العراقيين بانتظار الأفعال لا الأقوال التي شبع منها الخمسة عشرة سنة الماضية. المطلوب تحويل الوعود من مجرد كلام الى خطط عمل وتنفيذ لإنقاذ العراق مما هو عليه الآن من تخلف وبؤس وجهل وأمية!"
"توافق أمريكي إيراني نادر"
ويقول إبراهيم حاج عبدي في موقع إرم نيوز الإماراتي: "عزز فوز برهم صالح برئاسة العراق نفوذ طهران في البلد "المضطرب"، بينما أصيب الحالمون باستقلال كردستان بنكسة قد تتحول حربًا بين الحزبين التقليديين اللذين يتقاسمان النفوذ في كردستان العراق: الاتحاد الوطني الكردستاني، والحزب الديمقراطي الكردستاني".
ويضيف: "لا يخفي برهم صالح إعجابه بإيران، إذ يحفل سجله السياسي بإظهار الكثير من الود لطهران، وهو ما مهد لحصوله على نسبة عالية من أصوات غالبية النواب الشيعة الذين يدورون، بدورهم، في فلك السياسة الإيرانية".
ويوضح "وبدا لافتاً أن صالح، الذي يحظى بثقة طهران، استطاع، كذلك، أن يحصل على ضوء أخضر أمريكي ليتبوأ المنصب، وهو توافق نادر لا يستطيع تحقيقه إلا سياسي من طراز صالح يتقن انتهاز الفرص، بحسب المقربين منه".
وتشير العرب اللندنية إلى أن برهم صالح يوصف بأنه صديق الولايات المتحدة وإيران "معاً وبالدرجة نفسها"، وتقول: "يمكن لهذا الوضع، أن يمنح صالح فرصة لضمان ساحة عراقية هادئة إلى حد ما، حتى في ظل تفجر النزاع بين طهران وواشنطن".
من ناحية أخرى، يتساءل زياد العرار في العالم العراقية: "بين فوز صالح وتكليفه لعبد المهدي، جداول من التساؤلات أبسطها: هل خسر مسعود البرزاني شركاءه واتفاقاته مع البناء، ومع الإصلاح ومع أصدقاء الأمس، أم أن الأمر يتعلق بتدبير خارجي، يقال إنه يدور برحى شبيهة بالحرب بين واشنطن وطهران؟ أم أنها إرادة سياسية فرضها نواب البرلمان الجديد، بتمرد صريح على زعماء الواقع السياسي في العراق؟".