ناولت صحف عربية الإضراب الذي بدأه فلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة احتجاجا على قانون "يهودية الدولة" الذي أقره البرلمان الإسرائيلي (الكنيست).
وينص القانون الجديد على أن المواطنين اليهود فقط يملكون حق تقرير المصير في إسرائيل.
"يوم تاريخي"
وكتبت جريدة "الحياة" اللندنية تقول: "يرى كثير من السياسيين والمراقبين في الإضراب المشترك النادر بين الفلسطينيين على جانبي 'الخط الأخضر'، وهو خط وهمي يفصل بين إسرائيل والأراضي المحتلة عام 1967، مؤشراً إلى المنحى الجديد الذي يتخذه الصراع على أرض فلسطين التاريخية بين إسرائيل بصفتها دولة احتلال وتمييز عنصري، وبين الفلسطينيين عموماً الذين يعانون من سياسات الدولة العبرية القائمة على مصادرة ممتلكات وحقوق الفلسطينيين لمصلحة اليهود".
وتقول جريدة "القدس" الفلسطينية في افتتاحيتها إن يوم الإضراب كان "يوماً تاريخياً مشهوداً في العمل الوطني، وقد أضرب الفلسطينيون جميعاً من رأس الناقورة شمالاً حتى أم الرشراش في الجنوب، ومن البحر غرباً إلى النهر شرقاً وكانوا في موقف واحد ورأي واحد خلاصته الدفاع عن الأرض والحقوق وضد قانون القومية العنصري ولذكرى هبة الأقصى التي راح ضحيتها عدد كبير من الشهداء".
وعن آراء المنتقدين لتوقيت الإضراب ولطريقته، تقول الصحيفة إن هذه الآراء "لا تقلل أبداً من قيمة الوحدة الوطنية في وقفة الشعب الموحدة على اختلاف توجهاته السياسية ومواقفه الجغرافية".
وتضيف أنها كانت "وقفة تؤكد للقاصي والداني ولكل من يؤيد أو يعارض أننا شعب واحد موحد وملتزم بالقضية الوطنية".
"الوحدة هي الطريق"
وتحت عنوان "فلسطين تنتفض"، كتب رجب أبو سرية في جريدة "الأيام" الفلسطينية: "الإضراب الشعبي العام، يعني زج الشعب بكامله في أتون المواجهة، وعدم اقتصار المقاومة على النخبة المسلحة، كذلك يعني أن الشعب يقوم باستخدام الوسائل والأدوات غير العنيفة في المواجهة، ما يمنحه الدعم والإسناد الدولي".
ويرى أن الإضراب في مناطق 1948 "يشق في حقيقة الأمر الطريق لكفاح وطني، ويعيد ترتيب معادلة الصراع مع المشروع الصهيوني بأسره، فهو أولاً يفتح ملفاً كان مغلقاً، بعد أن تركز المشهد الإعلامي وحتى السياسي، على أن الصراع الفلسطيني/الإسرائيلي إنما هو محصور بين دولة إسرائيل وفلسطيني الضفة والقطاع والقدس، وأن سقف حله يتراوح بين دولة مستقلة على تلك الأرض وبين الحكم الذاتي لسكانها".
ويضيف أنه كذلك "يوحّد أولاً نحو مليوني فلسطيني داخل الخط الأخضر، في جبهة واحدة، من أجل منع تحول إسرائيل إلى دولة فصل عنصري، ومع تقدم الإضراب وتحوله إلى ثورة مدنية/اجتماعية، قد يضيف للعرب من مواطني دولة إسرائيل فئات أخرى، منهم اليهود العلمانيون الذين تضرروا سياسياً مع ترسخ التطرف واليمين في الحكم".
وقال منيب رشيد المصري في "القدس" الفلسطينية إن الإعلان عن هذا الإضراب الشامل جاء "تعبيراً، مقصوداً أو غير مقصود، عن حاجتنا إلى توحيد أنفسنا كشعب واحد شتته النكبات والاحتلالات والمؤامرات، وزاد من تفككه تمسكنا بمصالحنا الفئوية والفردية على حساب المصلحة الوطنية".
ويحذر الكاتب من خطورة الوضع الحالي في ضوء "صفقة القرن" وكذلك الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل و"تجفيف أموال الاونروا ومحاولة شطبها تمهيدا لشطب قضية اللاجئين".
ويؤكد أن "الوحدة هي الطريق" وأن منظمة التحرير الفلسطينية هي "المظلة"، مضيفاً أنه "بدون الوحدة وبدون إطار جامع (المنظمة) سنواصل السقوط وحين نصل لن يبقى شيء نتقاتل أو نتفق عليه".