اقشت صحف عربية مدلولات لقاء وزيري الخارجية البحريني الشيخ، خالد بن أحمد آل خليفة، ونظيره السوري، وليد المعلم، في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتساءلت صحف عدة حول إمكانية عودة الدفء للعلاقات بين دمشق ومحيطها العربي.
ترى الأيام البحرينية أن هناك "تحولات عربية إيجابية في الموقف من سوريا".
وتقول الوطن السورية إن وزير خارجية البحرين هو من بادر بمصافحة المعلم، وتشير إلى "تساؤلات عن الرسائل السعودية وراء قبلات وزير خارجية البحرين".
وتشير الصحيفة إلى أن هذه "المصافحة التاريخية ... جاءت بعد أسابيع من تبدل في الموقف السعودي تجاه سورية وترحيب دمشق بذلك".
ويرى عبدالباري عطوان في رأي اليوم اللندنية أن "البحرين لا يُمكِن أن تُقدِم على خُطوَة كهَذهِ دُون أخذ الضَّوء الأخضَر من المملكة العربيّة السعوديّة ودولة الإمارات العربيّة المتحدة".
يقول: "القِيادَة السوريّة في دِمشق تَعيش أفضَل أيّامها، فقَد تَمكَّنت مِن استعادَة أكثَر مِن ثمانين في المِئة مِن الأراضِي إلى سِيادَة الدَّولة السوريّة، ورَمت بَلْغَم إدلب شديد الانفجار إلى أحضان خَصْمِها أردوغان بِدَهاء روسي، وها هِي دُوَل الخليج التي قادَت تمويل الفصائِل المُسلَّحة للإطاحَة بِها ونِظامها، تُحاوَل كسب ودّها، وتَعرِض عليها العَودة إلى الجامِعة العربيّة فتَرفُض وتتَدلَّل".
لكنه يرى أنه "من غير المُفيد الإغراق بالتَّفاؤل، وتَوقُّع مُصالَحة وشيكة بالتَّالي، لأنّ الولايات المتحدة باتَت هِي صاحِبَة القرار الأهَم في مُعظَم دُوَل الخليج، والسعوديّة والإمارات خصّيصا، ومِن الحِكمَة انتظار مَعرِفَة ما تطبخه إدارة ترامب للمِنطَقة تحت ما يُسَمَّى التحالف الاستراتيجيّ في الشرق الأوسط (الناتو العربي) ضِد إيران".
أيضاً تتساءل الخليج أونلاين: "هل فتحت البحرين باب عودة علاقات خليجية مع الأسد؟"
وتقول إن "المصافحة الحارة والابتسامات العريضة بين وزيري خارجية البحرين وسوريا... لفتت الأنظار، خاصة أنها جاءت بعد سنوات من القطيعة والجفاء".
"ناتو عربي" ضد إيران
يعلق تركي صقر في صحيفة تشرين السورية، على اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "بإقامة ناتو عربي أو حلف ناتو العربي- الأمريكي ويضم دول الخليج العربي الست، إلى جانب مصر والأردن، هدفه الأساسي التصدي لإيران".
وفي مقاله بعنوان "ناتو عربي بوصفة إسرائيلية"، يقول الكاتب: "يبدو أنه وصفة إسرائيلية، بدأ يتبلور تنفيذها، وينتقل من خانة المقترحات والأفكار إلى ميدان التطبيق العملي، سواء في منطقة الخليج أو الولايات المتحدة نفسها".
يضيف: "هذا الناتو هو أولاً للنصب والاحتيال على الحكام الأغبياء لسلب كل ثروات بلدانهم تحت ذرائع ومخاوف وهمية، وإذا ما أبصر النور فلن يكون من دور أساسي في تحريكه إلا للكيان الصهيوني سراً أو علناً، وبالتأكيد ستنشب المخالب الإسرائيلية من خلال هذه المنظومة الجديدة لتنهش فيما تبقى من الجسد العربي المدمى بالحروب التدميرية الإرهابية".
ويقول صالح عوض في الشروق الجزائرية إن "نتنياهو سيكون في قلب هذا التحالف عمليا بتزويده بالمعلومات وبالأهداف ومشاركته لوجستيا وفعليا في استهداف كل نقاط الخطر التي يرى فيها تهديدا لأمنه.. وسيستمر التعاون "الإسرائيلي-العربي" من أجل القضاء نهائيا على المعارضين للسياسة الأمريكية والصهيونية في المنطقة ومن أجل تحويل المنطقة إلى بقرة حلوب للأمريكان ولقطع أرجل الروس في المنطقة او تحويل وجودهم إلى لعنة عليهم".
ويشير الكاتب إلى أن "هذا الحلف الجديد هو الحلف الوحيد الذي لن تدفع فيه أمريكا فلسا واحدا وسيتكفل بعض حكام العرب بتمويله كاملا.. ولكي تضمن أمريكا مزيدا من ضخ السلاح وتطويق الروس ومحاصرة إيران واستنزافها على أمل من أمريكا بتقويض نظامها المعادي.. من أجل ذلك كله ستفجر أمريكا نزاعات إقليمية حول قضايا مزمنة في المنطقة".
ويعلق السيد زهره في أخبار الخليج البحرينية على تصريحات للرئيس الإيراني حسن روحاني عن الجماعات الموالية لطهران في المنطقة. إذ يقول: "الأمر في تقديرنا أن ما قاله روحاني هي رسالة إلى الإدارة الأمريكية.. رسالة مؤداها أن إيران مستعدة للتضحية بالقوى والجماعات العميلة لها في المنطقة والتخلي عنها، ولكن بشرط أن يكون الثمن مناسبا".
أما، عبدالوهاب بدرخان، فيقول في الاتحاد الإماراتية إن ما يتعرض له الاقتصاد الإيراني لن يساعد إيران في الحفاظ على نفوذها وأدوارها في المنطقة "لكنه قد يقودها إلى أسوأ المغامرات وأخطرها".
ويرى الكاتب أن "لا أحد يعتقد بأن العقوبات ستجبر نظام الملالي على الرضوخ، ولا أحد يتوقّع مواجهة حربية مباشرة تطال الأراضي الإيرانية، لكن الترجمة العملية للعقوبات وتوتّراتها ستكون أياماً صعبة للشعب الإيراني".