ناقشت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية أبعاد زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى دولة الكويت، وهي زيارته الرسمية الأولى لها منذ توليه منصب ولي العهد والثانية منذ تولي الملك سلمان سُدَّة الحكم في المملكة.
وكتب محرر جريدة القبس الإلكترونية الكويتية: "تأتي زيارة ولي العهد السعودي تأكيداً على حرص قيادة البلدين الشقيقين على التشاور المستمر حول مختلف القضايا والموضوعات وسبل تدعيم التعاون المشترك في مختلف المجالات والميادين".
ونقل موقع سبق الإلكتروني السعودي عن السياسي الكويتي فهد الشليمي قوله إن زيارة بن سلمان "غير عادية".
وأضاف متحدثا للموقع: "بالنسبة للزيارة فهي مهمة، وذلك للتعرف على ولي العهد السعودي عن قرب وخطته ورؤيته لتنمية المنطقة والسعودية خاصة، وولي العهد السعودي لديه خطة ومشروع ولا تستطيع معرفته حتى تجلس معه وتتباحث معه، ولابد من معرفة الشخصية المحرّكة لخطة التنمية بالسعودية ومعرفة رؤيته".
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية عن نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله قوله إن الأمير محمد بن سلمان "سيبحث مختلف ملفات المنطقة مع القيادة الكويتية"، مشيرا إلى أن "العلاقات الكويتية السعودية كبيرة وتشهد تطوراً ملحوظاً، وستحظى هذه العلاقات بنصيب وافر من المباحثات من أجل العمل على تعزيزها".
نفط المنطقة المشتركة
وتقول صحيفة رأي اليوم الإلكترونية اللندنية إنّ ملفين ربما يستحوذان على الزيارة؛ الأولى هي الأزمة القطرية الثانية هي الخلاف النفطي بين البلدين.
وتضيف الصحيفة أنه بالنسبة للأزمة القطرية، ربما ستبحث الزيارة "كيفية إيجاد حلول لها للتفرغ إلى تسهيل الجهود الأمريكية لإقامة الحلف الأمني السياسي والعسكري والاقتصادي المذكور، وتوحيد المواقف الخليجية في مواجهة إيران".
أما بالنسبة للملف الثاني، تقول الصحيفة إن الزيارة ستتطرق إلى "بحث الخلاف النفطي الكويتي السعودي في المنطقة المشتركة واستعادة الإنتاج من حقليّ الوفرة والخفجي".
وتضيف أنه بعد توقف الإنتاج من الحقلين عام 2015، "فشلت المفاوضات في الوصول إلى حل يرضي الطرفين، وطالبت الكويت باللجوء إلى التحكيم الدولي، وهو ما رفضته السعودية".
وتنقل الصحيفة عن الخبير النفطي الكويتي عبد الصمد العوضي ترجيحه أن يكون سبب الزيارة هو الملف الثاني "أي محاولة تسوية الخلاف النفطي الكويتي السعودي".
وعزا العوضي ذلك إلى عدم قدرة السعودية على تلبية جميع مطالب الرئيس الأمريكي بزيادة الإنتاج بحوالي مليوني برميل يومياً، مشيراً إلى أن الحقلين المتوقفين ينتجان وحدهما 500 ألف برميل يومياً.
ويقول رئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية أحمد الجارالله إنه بحسب المعلومات التي تحصَّل عليها فإن الجانبين سيبحثان "ملفات إقليمية عدة في صدارتها الأزمة الخليجية، والأوضاع في اليمن، بالإضافة إلى الملف الإيراني، وأن 'نتائجها ستنعكس إيجاباً على منطقة الخليج ودول مجلس التعاون مع نهاية العام الحالي'".
ويضيف أنهما سيناقشان كذلك "سبل تفعيل مجلس التنسيق السعودي الكويتي المشترك الذي تأسس في يوليو الماضي، ووضع خطط للعمل وأجندة بالقضايا والملفات التي سيناقشها خلال الفترة المقبلة ... وسط تفاؤل بأن 'يتم الإعلان عن استئناف إنتاج النفط في المنطقة المقسومة'".
ويشير أن المعلومات ذاتها ترجِّح أن يبحث الجانبان في "ترتيبات الأوضاع في المنطقة في فترة ما بعد تطبيق العقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران المتوقع أن تبدأ في نوفمبر المقبل".