قالت الوكالة الوطنية للكوارث في إندونيسيا إن 832 شخصا على الأقل قتلوا جراء الزلزال المدمر وتسونامي اللذين ضربا جزيرة سولاوسي.
وأضافت الوكالة أن المساحة المتضررة أكبر مما كان يعتقد في البداية.
وقال، سوتوبو بورو نغروهو، المتحدث باسم الوكالة إن الكثيرين مازالوا عالقين تحت ركام الأبنية المنهارة جراء الزلزال الذي وقع يوم الجمعة بقوة 7.5 على مقياس ريختر.
ويستخدم عمال الإنقاذ أدوات تنقيب يدوية في بحثهم عن ناجين من الكارثة في مدينة بالو.
وقال، محمد سايوغي، رئيس الوكالة الوطنية للتفتيش والإنقاذ لوكالة الأنباء الفرنسية: "ما نحتاجه بشكل ملح هو معدات وآلات ثقيلة لجرف الركام، إن فريقي يعمل على الأرض لكن من المستحيل الاعتماد على قوتهم البدنية فقط".
وانتشرت جثث القتلى في شوارع المدينة، بينما يعالج المصابون في خيام بسبب الأضرار التي لحقت بالمستشفيات.
ولقي مراقب جوي في مطار بالو في زلزال مصرعه بعد بقائه في برج المراقبة وحده للتأكد من سلامة إقلاع إحدى الطائرات وقت وقوع الزلزال، الجمعة.
وقضى الناجون في مدينة بالو ليل السبت مستلقين على أسرّتهم في الهواء، وحث المسؤولون السكان على عدم العودة إلى منازلهم كإجراء احترازي. وسويت بعض المنازل في المدينة بالأرض.
وتتعرض أندونيسيا باستمرار للزلازل لوجودها في منطقة "طوق النار"، وهي حزام من سلسلة من الزلازل المتواصلة والثورات البركانية التي تحيط بسواحل المحيط الهادي.
وفي عام 2004، ضربت أمواج عاتية في أعقاب زلزال شديد جزيرة سومطرة الأندونيسية، وقتلت 226 ألف شخص في أنحاء المحيط الهندي، من بينهم أكثر من 120 ألفا في أندونيسيا.
"لا نعرف مصيرهم"
ريبيكا هينشكي، بي بي سي نيوز، سولاوسي
أثناء سفرنا إلى المنطقة المنكوبة التي ضربها الزلزال والأمواج العاتية، قابلنا في طريقنا من يبحثون باستماتة عن ذويهم المفقودين.
وقال لي رجل في الطريق: "أعلم أنني فقدت ثلاثة من أفراد العائلة... منهم اثنان من المسنين والثالث أب لا يزال شابا".
ولا يزال آخرون من أفراد عائلته في عداد المفقودين. ويمضي قائلا لي: "لا نعرف مصيرهم".
وكانت صور الدمار في مدينة بالو مألوفة بشكل مخيف لدى عدد كبير من الأندونيسيين. فهي تغيد للأذهان ذكرى أمواج المد العاتية (تسونامي) التي ضربت إقليم آتشيه عام 2004.
لماذا قتل عدد كبير الجمعة؟
وقع زلزال شديد بلغت قوته 7.5 بمقياس ريختر على مسافة قصيرة بلغت 10 كيلومترات قبالة سواحل جزيرة سولاوسي في الساعة 18:03 (10:03 بتوقيت غرينتش)، بحسب المراقبين الأمريكيين.
وأطلقت السلطات تحذيرا بوقوع تسونامي، لكن التحذير ألغي بعد وقت قصير.
وواجهت وكالة الأرصاد الجوية الإندونيسية انتقادات شديدة بسبب تعاملها مع الحادث، لكن مسؤولين يقولون إن الأمواج العاتية ضربت الجزيرة أثناء سريان التحذير.
وكان كثيرون، من بينهم عدد من الراقصين، لا يزالون منشغلين على شاطئ بالو، التي يبلغ عدد سكانها 335 ألف نسمة، استعدادا لأحد المهرجانات، لكنهم علقوا عندما اجتاحت الأمواج التي بلغ ارتفاعها ثلاثة أمتار الساحل.