أبرزت صحف عربية التوتر المتصاعد بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، وذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من على منصة الأمم المتحدة سعيه لإنشاء تحالف أمني مع دول الخليج الست إضافة لمصر والأردن، لمواجهة النظام في طهران.
ودول الخليج الست هي السعودية والإمارت والكويت وقطر وسلطنة عمان والبحرين.
وتساءل بعض الكُتّاب حول جدوى ذلك التحالف المزمع، وقال عمر عياصرة في السبيل الأردنية إنه "على ما يبدو أن في جعبة واشنطن أفكارا جديدة لمواجهة إيران" من خلال السعي لإنشاء هذا التحالف.
ويضيف الكاتب: "أدرك ضيق خياراتنا، لكنه قدرنا الذي يجب التكيف معه بشكل متوازن وذكي، ويحق لنا أن نعرف عن أي تحالف يتحدثون، وما هي الفوائد المرجوة، وما هو موقع مصالحنا الحيوية فيه".
ويقول وليد شقير في الحياة اللندنية: "على رغم حديثه عن التحالف الاستراتيجي مع دول الخليج ومصر والأردن، من يضمن ألا يخفف ترامب من ضغوطه على إيران وتدخلاتها في المنطقة إذا أعطت طهران ضمانات مباشرة لأمن إسرائيل، الذي هو الهم الرئيس لحاكم البيت الأبيض؟ ومقابل التهديدات لطهران بالمواجهة العسكرية، لردعها عن استخدام مؤيديها لضرب المصالح الأمريكية، فإن الساحات التي يمكن طهران أن تفتعل لواشنطن ضربات فيها بالواسطة، لا تحصى".
ويرى شفيق ناظم في القدس العربي اللندنية أن "حالة الادمان التي يعيشها ترامب تجاه فرض العقوبات يعكس ضعفا".
ويضيف: "العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على كوبا الدولة الصغيرة التي تبعد عن فلوريدا بضعة اميال لم تأت بأية نتائج، وهذا يعني أن العقوبات على إيران وغيرها من الدول بما فيها روسيا لن تخدم أهداف السياسة الأمريكية. فإن كان هدف العقوبات أن تنسحب إيران من الإقليم، فمن الواضح أن العقوبات ستجعلها تتورط أكثر من الإقليم وستجعلها تعتقد بأن وجودها في الإقليم وانتشار قوتها ضمانة لعدم التعامل معها كما تم التعامل مع العراق في 2003، وإن كان الهدف من العقوبات على إيران جعلها تعود للتفاوض فمن الواضح أن إيران ستنتظر لحين ذهاب ترامب من المشهد قبل العودة للتفاوض. وهذا يعني أنه أمام إيران ودول أخرى أن تنتظر للعام 2020 وربما للعام 2024".
لكن خيرالله خيرالله يرى في العرب اللندنية أن العقوبات الأمريكية ضد إيران "أدت إلى تحقيق جانب من المطلوب، فقد أفهمت الإيرانيين أنّ بلدهم ليس قوّة اقتصادية قادرة على الدخول في مواجهة مع الولايات المتحدة، ولعل أكثر ما يدل على ذلك انخفاض سعر العملة الإيرانية إلى رقم قياسي بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على إلقاء ترامب خطابه في الأمم المتحدة".
ويضيف الكاتب: "بالاستناد إلى كلّ الخطب التي ألقاها ترامب منذ دخوله البيت الأبيض، تبدو المواجهة مع إيران آتية لا محال. لا يمكن بالطبع استبعاد حركة دراماتيكية من الرئيس الأمريكي في مرحلة معينة، لكنّ تجارب الماضي القريب تظهر أنّه ليس رئيسا اعتباطيا كما يقول الذين ينتقدونه".
إيران "بين فكي كماشة"
تقول الخليج الإماراتية في افتتاحيتها إن إيران صارت "محاصرة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، فمواقفها غير المسؤولة تجاه الأزمات الساخنة التي تشهدها المنطقة لا تزال تلقي بظلالها على المشهد".
تضيف الصحيفة: "موقف إيران المزعزع للاستقرار في المنطقة لم ينل رضا بعض حلفائها الأوروبيين، فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أحد المدافعين عن علاقة كاملة مع طهران- رغم الموقف الأمريكي من النظام الإيراني، وانسحابه من الاتفاق النووي-، وجه مؤخراً سلسلة من الانتقادات الصريحة لمواقف إيران المتصلة بتزويد الحوثيين وحزب الله بالصواريخ؛ إذ وصف السلوك الإيراني بأنه تحدٍ خطر للمجتمع الدولي".
وتقول الرياض السعودية في افتتاحيتها إن النظام الإيراني "يعيش أحلك أيامه، وهذا أمر واضح للعيان، فلا هو استطاع تحقيق أوهامه التوسعية في الوطن العربي، ولا هو استطاع تنمية الداخل، فأصبح بين فكي كماشة، لن يستطيع الافتكاك منها، ومما زاد الطينة بلة الحصار الاقتصادي المفروض عليه نتيجة عدم التزامه بالاتفاق النووي".
وتضيف: "النظام الإيراني في موقف أكثر من صعب، وإذا حاول الاستمرار في انتهاج سياسة الهروب إلى الأمام، فإن ذلك سيضعه في مواقف أكثر صعوبة مما هي عليه الآن".
من جانبه، يقول جمال زهران في القدس الفلسطينية إن ترامب "جاء ليمارس الغطرسة بشدة ويزيد من إغراق المنطقة بالحروب أو التهديد بها ضد إيران، حتى أصبحنا في واقع مأساوي لا ينم عن استقرار يمكن أن يتحقق في وقت قريب أو عاجل".