بعد كل مرحلة من الحياة تستخلص النتائج و العبر، و بعد عقود من عمر الدولة و كذلك من السير في طريق الدمقراطية، يتوجب علينا، الوقوف وقفة المتأمل في ما تقدم بالنظر و النقد البناء، و ليس جلد الذات، علنا نفلح في ما تأخر.
لقد شكلت استحقاقات سبتمبر حقل تجارب و مسبارا لمخزون كل حزب سياسي، فظهرت جميعها بشحمها و لحمها لنتبين الغث من السمين.
بعد سقوط النظام السابق ظهرت مؤسسة المعارضة (التكتل أول الأمر ثم تواصل) و بعدها ما يطلق عليه جزافا أحزاب الأغلبية و زعيمها (حزب الفضيلة) درجت الألسن على نطق تلك العبارات التي تحمل شحنة قانونية تارة و عرفية تارة أخرى.
و بعد فرز سبتمبرالدرامي (بالنسبة لبعض الأحزاب) ظهرت حقيقة لابد من قولها:
الأغلبية لم تعد أغلبية بالفضيلة و غيره من أحزاب الصف الرابع في المولاة، بل أغلبية بكل حزب يمتلك كتلة برلمانية ترجح كفة على أخرى، و الكتلة الوحيدة الموالية هي التي حققها حزب UDP بمنتخبيه بعيدا عن مجاملة شخصيات سياسية فشلت في إحراز نتيجة مماثلة لما أحرزه هذا الحزب العريق.
عند غروب كل شمس تترسخ لدي حقيقة: تفوق جيل التأسيس على خلفه، فكل ما قدمه للبلاد ينفع الناس و يمكث في الأرض، حتى في السياسة و إن لم يؤسس المرحوم حمدي ولد مكناس UDP في حقبة الرعيل الأول، لكنه كان الحاضر الأبرز من أبناء الحزب الواحد في زمان التعددية.
ينبغي أن يثمن مجهود مناضلي و مناضلات UDP و علينا التمسك به موالاة و معارضة فهو مكسب سياسي أولا قبل التخندق.
لا أستطيع إخفاء فرحتي بهذه التعددية الزاهية: المعارضة و إن كانت بحزب واحد (تواصل) و الموالاة بحزبيها، قد لا يكون هذا طموح الجميع لكن الواقعية تفرض علينا تثمينه.