يتذكر بعض مسني ومشايخ مدينة أطار العام 1959 تاريخ زيارة الرئيس الاسبق للجمهورية
الاسلامية الموريتانية الجنرال شارل ديكول رئيس الجمهورية الفرنسية يومها لمدينتهم حيث كانت موريتانيا في ذلك الوقت خاضعة للانتداب الاستعماري الفرنسي..
لقد جاء الاستعماري ديكول يومها ليتفقد أحوال رعيته رفقة بعض أعوان المستعمر المحليين كان يومها ينوي منح استقلال شكلي لموريتانيا عن الدولة الفرنسية وليوهم الناس ان الاستقلال منحة سخية يجود بها تكرما منه لهذا الشعب وليس بفضل تضحيات وجهاد ابناء الوطن ممن خاضوا المعارك وقدموا الشهداء في سبيل هذا اليوم...
لقد صفق الكثيرون يومها لتلك الزيارة وأرخ لها المؤرخون بوصفها منعطفا حاسما في تاريخ الكيان الموريتاني الوليد..
وتشيئ الأقدار انه بعد ذالك بخمسة عقود من الزمن يقف في مكانه احد أبناء البلد في مناسبة اخرى للاستقلال الوطني لكن ليس للاستمرار على النهج الذي رسمه سلفه ديكول والذين اتوا من بعده من رؤساء وانما ليعلن القطيعة مع ذالك الزمن البائد وليدشن لعهد الاستقلال التام الحقيقي الناجز بعد سنوات من التبعية والسير على الخطوات التي رسمها المستعمر لحكام البلد من بعده...
اليوم يقف ابن البلد ورمز مجدها السيد محمد ولد عبد العزيز ليكرم مقاومة البلد وينفض عنها غبار النسيان الذي تعرضت له ولينصف المجاهدين المقاومين الابطال الذين قدموا أرواحهم زكية من اجل كرامة واستقلال وعزة موريتانيا وحتى تكتمل المعاني الحقيقية للاستقلال...
لقد سعى الرئيس محمد ولد عبد العزيز منذ اللحظات الاولى لتوليه مقاليد السلطة الى تكريم المقاومة والاشادة بها والتنويه بما بذله الشهداء من تضحيات جسيمة.. وقد دعا مؤخرا الى اعادة كتابة تاريخ هذه المقاومة بشكل صحيح وبعيدا عن الرواية الفرنسية التي غرست في اذهان الكثيرين..
السيد الرئيس وهو يسير على هذا الخيار.. لم يغفل الجانب التنموي ففي ظله احتدمت المواجهة الحقيقية مع التخلف والرشوة والفساد وحققت البلاد في ظرف وجيز عشرات المشاريع الاستراتيجية الضخمة على طريق البناء وعمت الورش جميع مناطق البلاد.. والاهم من ذالك هذا الوعي المتزايد بضرورة مشاركة الجميع في معركة البناء و تحمل اعبائه ..
محفوظ الجيلاني