اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الاثنين بالأوضاع في سوريا واليمن والعراق، ومفاوضات تشكيل الحكومة في لبنان، وبرنامج الإصلاحات الاقتصادية الذي تنفذه الحكومة المصرية، وقمة دول مجلس التعاون الخليجي في البحرين الشهر القادم ، وانعكاسات نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية وفوز دونالد ترامب فيها على العلاقات بين الولايات المتحدة الامريكية والمنطقة العربية.
ففي مصر تناولت صحيفة "الاهرام " في افتتاحيتها استعداد مصر لمواصلة برنامجها للإصلاح الاقتصادى ، مؤكدة أن هذا الإصلاح يستهدف "علاج التشوهات وحل المشكلات التى تعرقل النمو الاقتصادى".
وأشارت في هذا الصدد إلى أنه من المقرر أن يستكمل البنك الدولى حزمة تمويلات تم تخصيصها لمصر بمبلغ 8 مليارات دولار، مؤكدة أن "الخطوات تأتي متلاحقة من جانب الحكومة لاستعادة الاستقرار الاقتصادي، واستمرار التنمية المستدامة والشاملة (...)".
وفي نفس السياق نشرت صحيفة ( الأخبار ) عمودا عن قرار الحكومة المصرية بتحرير سعر الصرف و تعويم الجنيه المصري ، يؤكد فيد الكاتب الصحفي محمد بركات أنه "كان المتصور والطبيعي ، أن تكون الحكومة قد أعدت للأمر عدته، وأن تكون قد بحثت ودققت في كل التطورات والتداعيات والتأثيرات الناجمة عن تحرير سعر الصرف وتعويم الجنيه( ...) بوصفه العلاج اللازم للنهوض بالاقتصاد المصري المريض".
ولكن للأسف – يقول كاتب العمود – تبين أن الحكومة "لم تعد للأمر عدته بالقدر الواجب واللازم" وخاصة في الجانب المتعلق بارتفاع أسعار المواد الخام اللازمة للتصنيع والمستوردة من الخارج، وارتفاع أسعار جميع المنتجات والسلع غير المتوافرة محليا والمستوردة أيضا، سواء كانت منتجات غذائية لازمة وضرورية، أو كانت مواد وسيطة، أو كانت أدوية ومستلزمات طبية، أو غيرها، بدليل ما تشهده الآن من أزمة في الأدوية وبعض السلع الأساسية بالإضافة إلى مظاهر أخري كثيرة".
وتحت عنوان " حماية متكاملة للمستهلك " قالت صحيفة (الجمهورية)في افتتاحيتها أن التحذير الذي ورد على لسان الرئيس المصري من "استمرار محاولة البعض تخزين السلع لبيعها فيما بعد بأسعار أعلى لتعطيش السوق جاء في الصميم ليلفت نظر الحكومة وأجهزتها الرقابية للتصدي لظاهرة ربما تنفرد بها الأسواق المصرية وتشكل عبئا على المواطن، وتفتح بابا لشائعات الاختفاء أو النقص الشديد، مما يمهد المجال للسوق السوداء، والتجار الجشعين لمزيد من استغلال المواطنين وزيادة الضغوط علي الأسر البسيطة.. لتزيد مما يلاقونه من مصاعب لتوفير احتياجاتهم الأساسية والبسيطة".
وكتبت أن هناك كذلك للمواطن دور في "الاستجابة للتحديات وترشيد الاستهلاك ما أمكن، والابتعاد عن السلع الاستفزازية" الأمر الذي يشكل "حائط صد يضمن العبور إلى ثمار التنمية ويجلب الاطمئنان لمحدودي الدخل والبسطاء".
وتناولت الصاحف المصرية كذلك ضمن اهتماماتها اليوم بلاغ وزارة الخارجية المصرية التي نفت وجود قوات مصرية على الأراضي السورية، وما كشفته عنه تحقيقات أمن الدولة في قضية 12 داعشيا بدأت محاكمتهم أمس، ومطالبة حقوقيين بإلغاء مادة العقوبات في قانون التظاهر، وبدء البرلمان المصري مناقشة تعديلات في قانون الإجراءات الجنائية .
وبلبنان، واصلت الصحف اهتمامها بمشاورات تشكيل الحكومة، إذ اعتبرت (الجمهورية) أن التعثر في ولادة الحكومة يستمر نتيجة تمسك كل فريق سياسي بشروطه أو مطالبه، و"رفض البعض أو الجميع تقديم تنازلات" تؤدي الى ساحة تفاهم مشترك يخرج الحكومة الى النور. وقالت الصحيفة إن علامات استفهام كبيرة بدأت ترتسم في الافق حول خلفيات هذه المواقف التي غالبها غير مقنع بأنها وحدها ما يعوق تشكيل الحكومة، وكذلك حول مصير قانون الانتخابات ومصير الاستحقاق الانتخابي النيابي المقرر في يونيه المقبل برمته.
أما (النهار)، فاعتبرت أن تشكيل الحكومة "عالق بين مطالب ظاهرها حقائب وزارية وباطنها صراع سياسي لا سيما على قانون الانتخابات والاستحقاق النيابي المقبل"، من جهتها اهتمت (السفير) بالوضع بمدينة حلب السورية ، مبرزة أن سيطرة الجيش السوري على الجزء الشمالي من شرق المدينة الذي تتحصن فيه (جبهة النصرة)، ستمكن من طرد المسلحين، على الأرجح، الى الأرياف مجددا، ومن حيث أتوا، معلقة أن ذلك يعد "نهاية حقيقية لمعارك المدن الكبرى في سوريا، ودفع المسلحين نحو الأطراف الريفية، لا سيما في إدلب، والتحضير فيها لمعارك أقل كلفة".
واعتبرت أنه "الانتصار الحلبي" كان يمكن أن يغلق الجزء الأكبر من الأزمة السورية، ويحول دمشق مجددا ونهائيا الى مركز القرار، ويمنح الحل السياسي قاعدة داخلية قوية، لولا دخول اللاعبين الإقليميين والدوليين مباشرة الى الارض السورية.
وفي السعودية واصلت الصحف الصادرة اليوم اهتمامها بالزيارة التي يقوم العاهل السعودي إلى المنطقة الشرقية، فكتبت صحيفة (الرياض) أن إطلاق خادم الحرمين الشريفين لمشروعات تنموية واقتصادية واجتماعية في هذه المنطقة يؤكد على أمن واستقرار المملكة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وأمنيا. وقالت إن المملكة "تنعم بالأمن والاستقرار والتنمية الشاملة رغم الظروف التي يعيشها العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، وهي الظروف التي قد تنتج عنها أحداث غير متوقعة في ظل غموض المسارات وضبابية الرؤى".
واعتبرت أن الأمن والتنمية بالمملكة عنصران مترابطان، ذلك أن عجلة التنمية ودورانها في أي مجتمع رهين بعنصري الأمن والاستقرار إضافة إلى توافر عناصر التماسك القوي للدولة وكيانها والمرتكزة على القيم والعدالة الاجتماعية.
ومن جهتها كتبت صحيفة (الشرق) في افتتاحيتها تحت عنوان "تلاحم الشعب والقيادة" أن الزيارات التي يقوم بها ملوك السعودية إلى مدن ومناطق المملكة تؤكد التلاحم القوي بين الشعب وقيادته، معتبرة أن جولة خادم الحرمين الشريفين إلى المنطقة الشرقية تعكس هذا التوجه من خلال لقائه بأبناء المنطقة وتدشينه لمشاريع تنموية كبرى بالمنطقة.
وتحدثت الصحيفة عن المشاريع الثقافية والعلمية التي يدشنها خادم الحرمين بالمنطقة للارتقاء بالمستوى العلمي والأكاديمي لشبابها، إضافة إلى عدد من المنشآت الاقتصادية والاجتماعية التي تعود بالنفع على أبناء المنطقة بكل طوائفها.
وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة (اليوم )أن الحروب الطائفية في العراق وسوريا تقف خلفها دول إقليمية مثل إيران وبعض الدول الكبرى سعيا لتحقيق مصالحها، محذرة من الوقوع ضحية "الأخبار المفبركة التي يجري تعديل مشاهدها في مختبرات إعلامية تابعة لهذه الدول بهدف المساس بوحدتنا الوطنية والإساءة لتجربتنا الرائدة في الأمن والاستقرارين السياسي والاقتصادي".
وفي البحرين، أبرزت صحيفة (أخبار الخليج) تأكيد وزير شؤون مجلسي الشورى والنواب، غانم البوعينين، أن ملف الاتحاد الخليجي سيكون حاضرا في قمة دول مجلس التعاون التي ستنعقد في البحرين الشهر المقبل، وأن الاتحاد قد يتم من دون سلطنة عمان لأن موقف الأخيرة معروف ويتم احترامه، وقد يكون هناك اتحاد ويبقى مجلس التعاون موجودا لمن يرغب.
وشددت الصحيفة على ضرورة تطوير التعاون خاصة بالنظر إلى التحديات التي تواجه المنطقة والتي تتطلب درجات أعلى من التنسيق والتنظيم بين دول مجلس التعاون، موضحة أنه إذا كانت هناك دول لا تريد أن تتعدى صيغ التعاون في ما بينها صيغة دول مجلس التعاون فلتبق على ما هي عليه لكن من المهم بالنسبة للآخرين الراغبين في تطوير علاقات التلاحم في ما بينهم أن يتحركوا إلى الأمام وحتى لو تم البدء بدولتين مستعدتين لقيام الاتحاد بينهما، على أن تتبعهما الدول الأخرى كل حسب استعدادها.
وعلى صعيد آخر، قالت صحيفة (الوطن) إنه بعد 54 يوما من اليوم سيعود الجمهوريون من جديد إلى البيت الأبيض بتنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب، موضحة أنه من المتوقع جدا أن تكون اهتمامات الإدارة الأمريكية الجديدة على القضايا الخارجية، خصوصا مع الإعلان عن تفاصيل خطة العمل خلال الفترة الماضية.
وترى الصحيفة أن حكم الجمهوريين للولايات المتحدة لن يكون جزرا بل سيكون مدا، وقد يكون مدا متطرفا في بعض الأحيان، وأنه من المرجح جدا أن تؤثر شخصية الرئيس الجديد المثيرة للجدل في مزاج السياسة الأمريكية لأنه يبحث عن الصفقات دائما باعتباره رجل أعمال، ومبررات الصفقات ستكون المصالح الأمريكية بالدرجة الأولى، مبرزة أنه لذلك على الشرق الأوسط، ودول مجلس التعاون الخليجي، ومن بينها البحرين "انتظار حالة المد التي ستبدأ مع منتصف الشتاء، وقد نشعر بها في الربيع المقبل".
وفي قطر ، نقلت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، عن وزير الاقتصاد والتجارة القطري، الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني، في كلمة افتتاحه المؤتمر السنوي السادس عشر حول "التنافسية.. الفرص والتحديات أمام الدول العربية في السنوات العشر القادمة"، الذي تحتضنه الدوحة، تأكيده على الأهمية القصوى التي توليها بلاده، "لتبني سياسات اقتصادية متكاملة للوصول إلى قائمة الدول العشر الأفضل من حيث مؤشر التنافسية العالمية"، موضحة أن من أبرزها اتخاذ "خطوات واضحة للارتقاء بجودة السلع والخدمات، وتعزيز كفاءة الأسواق، ودعم نشاطات الإبداع والابتكار، إضافة إلى تطوير بنية تحتية متطورة مستدامة".
وتحت عنوان " التنافسية.. قطر على الطريق الصحيح"، سجل كاتب الافتتاحية أن اعتماد دولة قطر على المعايير الدولية في مشاريعها، بوأها صدارة التصنيف في عدد من التقارير الدولية كتقرير التنافسية الدولية الصادر عن المنتدى الاقتصادي دافوس في عام 2015/ 2016 .
ومن جهتها، توقفت صحيفة (العرب)، في افتتاحية تحت عنوان "برلسكوني أميركا"، عند أوجه التقارب الشديدة في مساري الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الايطالي السابق، سيلفيو برلسكوني من حيث بناء الثروة الشخصية ودخول المعترك السياسي، مسجلة أن ترامب كما هو شأن برلسكوني "تحدى كل التوقعات، حيث لم يتنبأ الكثيرون أنه سيفوز حتى بترشيح الحزب الجمهوري. ومع ذلك ما زال العديد من المراقبين يتوقعون سقوطه الوشيك".
واتعاظا بسيرة برلسكوني الذي ظل، بالرغم من تكهنات البعض بسقوطه السريع لعدم خبرته وجهله بكثير من الأمور، "واحدا من جبابرة السياسة الإيطالية في السنوات 22 الماضية، وفاز في ثلاثة انتخابات عامة وشغل منصب رئيس الوزراء لمدة تسع سنوات"، دعا كاتب الافتتاحية نقاد ترامب وجميع المراقبين في الولايات المتحدة، الى "عدم الاستخفاف" بالرجل وأخذ ما تمت الإشارة إليه بعين الاعتبار.
وعلى صعيد آخر، ارتأت صحيفة (الراية) ألا تكون عودة المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أمس الأحد، إلى العاصمة السعودية الرياض في إطار جولة تشمل أيضا صنعاء ومسقط، من أجل العمل على استئناف مشاورات السلام اليمنية "مجرد تكرار للمحادثات السابقة والتي فشلت حتى الآن في حل الأزمة"، داعية إياه، بدلا من ذلك، إلى "الاستفادة من تجارب الزيارات السابقة مع التأكيد على ضرورة التمسك بخريطة الطريق التي تقوم على القرار الأممي رقم 2216 والمرجعيات الثلاث والمبادرة الخليجية".
وتحت عنوان "جولة المبعوث الأممي الجديدة إلى اليمن"، دعا كاتب الافتتاحية المبعوث الأممي الى ضرورة التفطن إلى أن "التمسك بالأطروحات الأمريكية المرفوضة من الحكومة اليمنية لن يؤدي إلا لمزيد من التعقيد، خاصة وأن موقف الحكومة واضح ومدعوم خليجيا وعربيا وأنه لا يمكن المساواة بين الحكومة الشرعية والمتمردين"، وأيضا إلى أن "قضية استعادة الشرعية لسلطتها على الدولة اليمنية كلها قضية محورية ليس للحكومة والشعب اليمني فحسب وإنما للتحالف العربي ودول مجلس التعاون الخليجي".
وبالأردن، اعتبرت صحيفة (الرأي)، أن الحديث اليوم عن عراق موحد "يقع في إطار التخيلات النظرية وفي صليب الرومانسية السياسية "ذلك أن عراق ما بعد الاحتلال "قام على التلاعب بمكونات المجتمع ومؤسسات الدولة"، مبرزة أنه "إذا كانت أمريكا عمدت إلى تفكيك العراق الموحد وأعادت تركيبة لإنتاج مكونات هوياتية سياسية هشة وضعيفة قادرة على التحكم فيها والسيطرة عليها دون عناء، فإن ما حدث أدى في نهاية المطاف إلى نتائج كارثية قادت لإعادة التموضع الأمريكي في الشرق الأوسط" .
وأشارت إلى أنه بعد مرور عشر سنوات على احتلال العراق "تشكلت مفارقة مذهلة، إذ أنه بدل أن يكون العراق بوابة لمحاصرة إيران وتقويضها بات في قبضتها وأصبح محورا رئيسيا في المنافسة الإستراتيجية بين واشنطن وطهران"، معتبرة أن السياسات الأمريكية الخاطئة في العراق أدت إلى تنامي الإرهاب من جهة وصعود إيران من جهة أخرى، "وقاد الإنسحاب الأمريكي من العراق إلى بروز نمط من دولة المليشيات التي تتبع إيران".
وعلى صعيد آخر، كتبت صحيفة (الدستور)، أن الآراء تختلف حول سياسة الرئيس الأمريكي المنتخب (دونالد ترامب) تجاه الشرق الأوسط، وأبرزت أن الاتجاهات تشير إلى أن أولى مجالات السياسة الأمريكية اهتماما، ستكون (اتفاقية إيران) على الرغم من أنها متعددة الأطراف، "مما يزيد العلاقات الأمريكية - الشرق أوسطية تعقيدا"، مشيرة من جهة أخرى إلى مواقفه المتناقضة تجاه (حل الدوليتين) بين الموقف الحيادي من جهة، وتفعيل عملية السلام من جهة أخرى، دونما ممارسة أي ضغوطات على إسرائيل مع شعاره السابق حول "تأكيد إسرائيل الأقوى".
واعتبرت أن منطقة الشرق الأوسط ستفرض نفسها على السياسات الدولية، وبخاصة الغربية والأمريكية تحديدا، مشيرة إلى أن قضية الصراع العربي- الفلسطيني/ الإسرائيلي، وإيران، وحرب والإرهاب، وما بعد داعش، ستظل قضايا شائكة ومعقدة ولن تغيب عن الساحة الدولية، سواء تراجع ترامب (الرئيس المنتخب) أم لم يتراجع.
أما صحيفة (الغد)، فذكرت أن القوات السورية، بمساعدة هائلة من الروس والإيرانيين وحزب الله، أحرزت تقدما كبيرا عبر سيطرتها على أحد أكبر أحياء مدينة حلب (في الأحياء الشرقية)، وهو حي مساكن هنانو، الذي يكتسب أهمية استراتيجية، ويسمح لقوات النظام بالسيطرة على أحياء جنوبية أخرى، ثم فصل المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة إلى جزأين.
وأشارت الصحيفة، في مقال، إلى أن هذا الحي، الذي له أهمية رمزية والأول الذي سيطرت عليه المعارضة في حلب في صيف العام 2012، لم يكن ليسقط، وأن تصل الأوضاع في حلب إلى هذا الحد الذي توشك فيه على الخضوع للمحور الإيراني- الروسي، لولا عاملان رئيسيان، الأول متعلق بالتحول في الموقف التركي خاصة بعد محاولة الانقلاب العسكري، والثاني يتمثل في حرص الروس على استثمار حالة "الفراغ الرئاسي" الأمريكي إلى حين انتقال السلطة ليد الرئيس المنتخب دونالد ترامب.