واصلت مقاطعة السبخة تمردها الصامت ضد حكم الرئيس محمد ولد عبد العزيز وأبرز معاونيه رغم اختيار ابنتها المدللة رابي حيدر لقيادة اللائحة الجهوية للنواب، وسط ظروف بالغة التعقيد تعيشه المقاطعة المحاصرة بالأوساخ.
مقاطعة السبخة التى أسقطت التعديلات الدستورية 2017 أكدت من جديد أنها قلعة من قلاع المعارضة الراديكالية، وأنها ماضية فى خيارها، مهما كان جنس مدير الحملة أو شكله أو اللغة التى خاطب بها الجمهور.
لقد كان إخراج الحزب الحاكم ومرشحيه من الشوط الأول ابلع رسالة يمكن أن يتسلمها قادة الحزب الحاكم، لقد تحول الصراع فى الجولة الثانية بين الأحزاب السياسية المعارضة، بينما يتفرج قادة الحزب الحاكم وكبار مناضليه فى المقاطعة على الجولة الثانية دون أي تدخل أو تحالف أ و تفاعل أو تأثير.
وكانت قوى بارزة فى الأغلبية الداعمة للرئيس بالمقاطعة حاولت تحميل الوزيرة "آمال بنت مولود" مسؤولية النتائج المتدهورة إبان التعديلات الدستورية ، فى محاولة للتغطية على التراجع الكبير لشعبية الأغلبية داخل أبرز قلاع المعارضة، وتبارى بعض الكتاب إلى شرح أسباب التمرد الصامت وربطه بصغر سن الوزيرة أو لغة الخطاب المتداول أو ضعف خبرتها السياسية.
غير ان الجانب الأكثر وضوحا فى الصورة هو شعور النخبة بالتهميش وسوء اختيار المرشحين للمقاطعة وضبابية المشهد، فى ظل جهاز سياسي هش، ومشاريع شكلية، وتجاهل لواقع وضعف الخطاب السياسي للنخبة الحاكمة.