المتابع عن كثب لنتائج استحقاقات فاتح سبتمبر تنتابه سنة من الحيرة ؛ فبقدر ما أكد الشعب تمسكه وتشبثه بخيارات الرئيس المؤسس لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية صاحب الفخامة محمد ولد عبد العزيز في الوطن عامة وبشكل أخص بالمناطق التي كانت المعارضة تحسبها قلاعا حصينة لها..
النتائج تؤكد الحاجة الماسة إلى مراجعة مسار الحزب وتحسين علاقته بشعبية رئيسه المؤسس ؛ وإبعاد المتسببين في إحداث فجوة بين الحزب ومنتسبيه ، فرسالة النتائج واضحة وبليغة لا تقبل التأويل أحرى أن يتم تجاهلها ، فحين يقاطع 90% من منتسبي الحزب الاستحقاقات وتتقاعس غالبية ساكنة العاصمة عن التصويت لخيارات لجنة الترشيحات ؛ رغم تأييد هذه الساكنة للرئيس المؤسس ؛ وتنحاز شعبية صاحب الفخامة في أكثر من مكان لأحزاب موالية غير الحزب الحاكم فمما لا شك فيه أن ثمة رسائل غير مشفرة.
هذه الرسائل بعث بها كثر قبل الاستحقاقات وتمت حينها شيطنتهم ووصفهم ب" المغاضبين" من طرف مافيا المصالح الشخصية التي خانت الأمانة التي حملها الرئيس المؤسس وضيعت مسؤولية العدل والإنصاف بين أنصار ومؤيدي برنامج التغيير البناء.
ومهما حصل لازالت القضية محل تدارك لكن علاجها يتطلب الجرأة في المبادرة باتخاذ قرار التخلص من زمرة النفعيين الذين قدموا مصالحهم وذويهم في موسم تحديات بامتياز ولا مكان فيه للمثبطين الانتهازيين.
التقي أحمد محمودي/ كاتب صحفي