ناقشت صحف عربية مصير محافظة إدلب بشمال غرب سوريا في ظل احتمال شن القوات الحكومية عملية عسكرية بدعمٍ روسي في آخر معاقل الجماعات المسلحة بالبلد.
يأتي هذا بالتزامن مع دعوة مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، إلى ضرورة ضمان إجلاء المدنيين عبر ممر إنساني إلى المناطق القريبة التي تسيطر عليها القوات الحكومية.
كما حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من استخدام الأسلحة الكيمياوية، محذرا من أن أي عملية عسكرية في إدلب قد تؤدي إلى "كارثة إنسانية".
"ضجيج" حول إدلب
ناقشت صحيفة "المصري اليوم" ما قالت إنه "ثلاثة سيناريوهات لإنهاء أزمة إدلب".
وتقول الصحيفة: "يتجه السيناريو الأول إلى سيطرة النظام السوري عسكريًا على المحافظة، بينما يميل السيناريو الثاني إلى حل الأزمة بتوافقات سياسية، والثالث بقاء إدلب ضمن النفوذ التركي بالاقتسام مع النظام أو كاملة مع تنفيذها للشروط الروسية".
أما صحيفة "الأخبار" اللبنانية، فقالت إن "المعلومات التي رشحت خلال الأيام القليلة الماضية تحدثت عن العملية العسكرية ضد 'هيئة تحرير الشام' والمتحالفين معها، كأمر واقع تسبقه محاولة تحييد الفصائل التي تملك الإرادة لدخول مسار 'الحل السياسي'، عن المعارك".
وأضافت: "العمل على هذه التسويات في إدلب، وفق ما تكشف أروقة المشاورات في موسكو، ينقسم إلى مسارين منفصلين: الأول يجري عبر رعاية روسية ــ تركية ضمن إطار التعاون المشترك في أستانة، فيما تقود دمشق جهوداً عبر قنواتها الخاصة لإبرام مصالحات محلية مع وجهاء من أبناء بلدات إدلب وحماة وحلب".
وفي صحيفة "الحياة" اللندنية، يرى طوني فرنسيس أنه "على أهميتها الاستراتيجية، لم تحظ مواجهات الجنوب بالضجيج الحاصل اليوم حول إدلب. وغالبية هذا الضجيج تأتي من الجانب الروسي... فيما تكرر (روسيا) ليلاً نهاراً أن واشنطن ستضرب وهي تتهيأ عسكرياً عبر نشر صواريخها في البحر المتوسط والخليج العربي".
ويستدرك الكاتب: "إلا أن الضجة حول إدلب، أخذاً بالاعتبار المخاوف على المدنيين، بلغت حداً يجعل التساؤل حول ما تخفيه مشروعاً ومطروحاً بقوة. ولعل أبرز الأسئلة في هذا المجال يتعلق بمصير حليفي أستانة ودورهما بعد إدلب وخلال معركتها: إيران من جهة... وتركيا التي ستخسر الكثير من جهة أخرى".
وتوقع رياض نعسان أغا في صحيفة "الاتحاد" الإماراتية أن تكون قضية إدلب "محل تنازع دولي خلال شهر سبتمبر... والخوف من أن يسارع الروس إلى الحل العسكري كما فعلوا في حلب، وهم اليوم يريدون الإسراع بإنهاء الملف السوري، وعودة اللاجئين والبدء بإعادة الإعمار لإعلان الانتصار الساحق... الخطر أن يتصاعد الصدام ويعزز احتمال تبدل خارطة العلاقات بين أقطاب أستانة، فضلاً عن احتمال تدخل أمريكي وغربي مفاجئ سياسياً، وربما يكون خاطفاً عسكرياً لخلط الأوراق وقلب الطاولة".
"مسرحية مفضوحة"
وبرزت في صحف سورية انتقادات للتحذيرات من استخدام النظام السوري لأسلحة كيمياوية.
ففي صحيفة "الثورة"، كتب أحمد حمادة، قائلا: "الإدارة الأمريكية العدوانية ومعها إدارات الغرب الاستعماري الغربي وأدواتهم الإقليمية... لم تتحمل عقولهم حجم الخسائر التي تلقوها فما كان منهم إلا استحضار الأوراق المهترئة ومنها ورقة الكيماوي الممجوجة".
كما قال رزوق الغاوي في صحيفة "الوطن" السورية: "لا شك أن مسرحية الكيميائي التي تحضّرها الإدارة الأميركية لسوريا ستكون آخر الأوراق الأمريكية الخاسرة والمتصلة بالمسألة السورية".
وفي سياقٍ متصل، قالت افتتاحية "الوطن" العمانية "مع ما يحضر له من مسرحية مفضوحة سلفا بحجة استخدام السلاح الكيماوي بدأت بعض القنوات الاعلامية المعادية لسوريا ليلة البارحة بالترويج لما يسمى بقصف الجيش السوري على محافظة إدلب بالفسفور في تكرار للدعاية المغرضة والحاقدة على إنجازات الجيش العربي السوري".
وأضافت الصحيفة "لقد بات تحرير إدلب على بعد مسافة بسيطة وكل من يعترض على تحرير المدينة هم الراغبون في إحداث مزيد من الدمار لهذا البلد العربي والشعب السوري الذي يعاني من ويلات الإرهاب منذ أكثر من سبع سنوات، لكن المسرحيات الهزلية لن تكون هذه المرة إلا أضحوكة لمن يدبرها ولن تنطلي على أحرار العالم".