ناقشت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية ما يتردد عن احتمالات عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من منصبه بعد توجيه تهم بالاحتيال لمدير حملته الانتخابية السابق واعتراف محاميه بانتهاك قانون تمويل الحملات الانتخابية.
وشن الرئيس الأمريكي هجوماً على وزير العدل كما حذر من انهيار اقتصاد بلاده في حال اتخاذ أية اجراءات لعزله.
ناقش العديد من الكتاب مستقبل ترامب في ظل التطورات الأخيرة وأثر ذلك على المنطقة والعالم، بينما تحدث البعض عن صعوبة عزله.
"مفاجأة" في واشنطن
في صحيفة الشرق القطرية رأى ربيع بن صباح الكواري أن "عزل الرئيس ترامب ليس بعملية مستغربة، وقد تحصل بنسبة كبيرة ومتوقعة، خاصة أن الرئيس يستعد للانتخابات النصفية التي باتت قريبة. ولذلك فإن طرح ورقة عزله من الرئاسة سيكون مؤثراً على أصحاب الرأي العام داخل الولايات المتحدة". ودعا الكاتب إلى الانتظار لنرى "ماذا سيحدث في الأيام المقبلة فقد نصاب بالمفاجأة التي لن يتوقعها أحد في تاريخ أمريكا الحديث".
وقالت صحيفة الشروق الجزائرية: "بعد 'أسبوع ترامب الأسود'، لم تعد نبوءة الأستاذ في الجامعة الأمريكية في نيويورك، آلان فيشمان، غير قابلة للتصديق... وهو أول من تحدث عن احتمال فوز رافع شعار 'أمريكا أولاً' بالرئاسة... ثم تنبأ مرة ثانية العام الماضي بألا يقضي ترامب على كرسي الرئاسة أكثر من أعوام ثلاثة".
وتساءل خير الله خير الله في صحيفة العرب اللندنية: "هل يحصل التغيير الكبير في واشنطن ويدخل الرئيس الأمريكي في دوامة مشاكل داخلية سيكون صعباً عليه الخروج منها. يمكن لهذه المشاكل...أن تشلّ الإدارة كلّياً".
وأشار جلال عارف في صحيفة أخبار اليوم المصرية إلى أنه "في كل الأحوال.. أمام أمريكا شهران من الصراع السياسي قبل انتخابات تشريعية ستكون حاسمة في مستقبل ترامب وفي سياسات أمريكا. وأمام العالم فترة اضطراب وانقسام داخلي هائل داخل القوة الأعظم في فترة لاتحتمل أن يكون القرار الأمريكي في يد مهتزة بهذا القدر الذي يبدو عليه الوضع الآن".
وتساءل الكاتب: "بعيداً عن الضوضاء التي لم يتوقف 'ترامب' عن إثارتها منذ أن أصبح رئيساً لأمريكا، وبعيداً عن المعارك التي يخوضها في كل الاتجاهات.. في الداخل والخارج، ومع الحلفاء والخصوم معاً.. يبقي السؤال هو: إلي متي يصمد ترامب؟.. ومتي تقر القوى التي جاءت به للبيت الأبيض أنها لا تستطيع أن تتحمل عواقب استمراره في موقعه؟!"
"أعمال غير منتهية"
على الجانب الآخر، وفي صحيفة العربي الجديد اللندنية طرح بيار عقيقي أسباباً عدة تجعل من عزل ترامب أمراً صعباً، حيث قال: "أولاً بأن هناك أعمالا غير منتهية، في الملفات، الإيراني والروسي والتركي والصيني والأوروبي والسوري. أوجد ترامب لنفسه حيّزاً في هذه الملفات، مانحاً نفسه شرعية الانتهاء منها، في فترة معيّنة. صعبٌ عزل الرجل الذي ارتبط اسمه بأسواق المال... الاقتصاد الأمريكي بات في أوجه بفعل سياساته، خصوصاً أن نسب البطالة في أدنى مستوياتها، ونسب التشغيل والنمو الاقتصادي في أعلى مستوياتها".
بالمثل، أشار عبد المنعم سعيد في صحيفة المصري اليوم إلى أن "أولاً القاعدة الانتخابية التي انتخبته استمرت على ولائها له حتى الآن... وطالما أن أمريكا تقع 'أولاً' في جدول اهتمامه، وأن الاقتصاد الأمريكي مزدهر، وأنه لم يورط أمريكا في حرب. وثانياً أن الرجل ينفذ ما وعد به، وجوهره الضغط والتقليل من 'الحالة الليبرالية' الأمريكية في الداخل والخارج".