أولت الصحف العربية اهتماماً بيوم عرفة الذي يتوجه فيه أكثر من مليوني مسلم لتأدية ركن الحج الأعظم وسط اتهامات متبادلة بين السعودية وقطر بتسييس الحج.
ونبدأ من صحيفة الراية القطرية التي قالت في افتتاحيتها: "مع شروق شمس هذا اليوم المبارك ووقوف الحجاج على صعيد عرفات الطاهر، نستطيع التأكيد رسمياً أنه لا حج للقطريين والمقيمين في قطر للعام الثاني على التوالي".
وأرجعت الصحيفة السبب في ذلك إلى ما سمّته "التعنت السعودي"، واتهمت الرياض بأنها "تواصل تسييس الحج وتدخله في أتون الخلافات السياسية وتستخدمه كورقة ضغط ضد الدول التي تختلف مع سياستها".
وتضيف بأن السعودية "مطالبة بالنأي بالفرائض الدينية عن القرارات السياسية تعظيماً لشعائر الله سبحانه وتعالى وحفظاً لموقعها الديني".
وكذلك اتهمت القدس العربي اللندنية في افتتاحيتها السلطات السعودية بـ "تسييس الحج".
وتقول: "أحد الأمثلة الكبرى الأحدث لهذا التسييس هو منع السعودية حجاج قطر، وللسنة الثانية، من الوصول إلى بيت الله الحرام لأداء مناسك الحج، وذلك استكمالا للحصار البرّي والجوّي والبحري الذي تمارسه الرياض ضد الدوحة، بشكل يجعل تطبيق هذا الحصار أهمّ لدى حكام المملكة من تطبيق شعائر الله".
وتحت عنوان "لماذا تستهدف قطر الحج والحجاج"، قالت بينة الملحم في جريدة الرياض إن قطر هي التي تسعى لـ "تسييس الحج"، وسبقتها في ذلك إيران "منذ أكثر من ثلاثة عقود".
"رابط الكتروني"
ودافعت الكاتبة عن موقف بلادها، قائلة إنها لم تمنع القطريين من الحج، بل خصّصت "رابطاً إلكترونيا يستطيعون من خلاله الدخول إلى المملكة والحج".
وأضافت: "تداولت بعض المواقع الإخبارية ما نشره نشطاء ومدونون قطريون على تويتر، صوراً لوثيقة قطرية رسمية تكشف عن إلزام الدوحة لمواطنيها المسافرين إلى خارج البلاد بالتوقيع على تعهد رسمي بعدم أداء فريضة الحج أو العمرة".
واعتبرت ذلك دليلاً على أن الدوحة تريد "تسييس الحج والإساءة للمملكة".
وأشارت إلى أن السلطات السعودية خصصت رابطاً إلكترونياً للحجاج القطريين "نظراً لعدم تجاوب مكتب شؤون حجاج قطر مع الجهات المعنية لإنهاء ترتيبات شؤون ومتطلبات الحجاج القطريين".
وأضافت: "لم يكتف النظام القطري بوضع العراقيل بعدم التجاوب فحسب، بل إنه قام بحجب الرابط الذي خصصته الوزارة، ما دعاها إلى تخصيص رابط آخر، حيث يأتي هذا التحرك في إطار حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على تسهيل إجراءات قدوم جميع الحجاج، وتذليل كل العراقيل التي قد تواجههم لأداء هذه الفريضة".