أبرزت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية التصعيد الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة وتداعياته على القضية الفلسطينية وعملية التهدئة في القطاع بين حركة حماس وإسرائيل.
تقول جريدة القدس الفلسطينية في افتتاحيتها "لا أحد يعرف أو يجزم إلى أين تتجه الأمور بالنسبة لقطاع غزة، ففي الوقت الذي أشارت فيه كل المعطيات إلى أن حركة حماس وافقت على هدنة مع دولة الاحتلال لمدة 5 سنوات مقابل رفع الحصار... شاهدنا يوم أمس وأمس الأول التصعيد العسكري الذي أدى إلى استشهاد ثلاثة مواطنين بينهم طفلة".
وتتساءل الصحيفة عن السبب وراء هذا التصعيد العسكري "ما دامت حماس وافقت على الهدنة".
وترى أن هدف إسرائيل هو "تثبيت فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة لمنع إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 ... أو بعبارة أوضح فإن هدف إسرائيل إبقاء الانفصال بين الضفة والقطاع لمواصلة التهامها للأرض الفلسطينية".
تهدئة "هشة"
ويصف عدنان أبو عامر في موقع فلسطين أونلاين التهدئة في القطاع بأنها "هشة بطعم تصعيد قادم في غزة".
ويقول إن الأمر يتطلب "الكثير من الحكمة والأناة في التعامل مع الاحتلال، فالقوة قد تتمثل أحيانا في حماية النفس اتقاء شر العدو، أكثر من القدرة على مهاجمته".
وترى الراية القطرية أن "الخُطوات التصعيديّة الإسرائيليّة، ليس لها تفسيرٌ سوى أنها محاولة إسرائيلية جديدة لتفجير الأوضاع ووضع الشعب الفلسطيني تحت الضغط مُجدداً وارتكاب جرائم جديدة بحقه لتضاف إلى الجرائم الإسرائيلية المستمرة في القطاع".
وتدعو الصحيفة الفلسطينيين إلى "رصّ الصفوف وحل القضايا الخلافية من أجل إتمام المصالحة، لأنه بتحقيقها يستطيع الفلسطينيون مواجهة صفقة القرن، ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية".
وفي موقع المركز الفلسطيني للإعلام، يقول معتصم سمارة: "يكاد يجمع المراقبون أن الأمور على الساحة الفلسطينية وصلت إلى نقطة يجب أن تحسم؛ إما الذهاب إلى مواجهة شاملة مع الاحتلال، وإما الخروج باتفاق يحل معظم أو جميع المسائل العالقة في قطاع غزة".
ويرى أن "الطرفين مقتنعان بضرورة التوصل إلى تفاهمات تضمن استمرار الهدوء وحل الإشكالات العالقة".
لكنه يشير إلى "الكثير من المعيقات التي قد تؤخر التوصل إلى تهدئة، أولها مواصلة حركة حماس منذ أربعة أعوام أسر أربعة جنود، وسلاح المقاومة".
ويضيف: "في ظل هذه المعادلة يبدو نتنياهو في موقف لا يحسد عليه وهو الذي لا يريد الذهاب إلى مواجهة شاملة غير مضمونة النتائج، وفي الجهة المقابلة تستند حماس إلى رغبة دولية بضرورة رفع الحصار وحل أزمات القطاع وإلى جو شعبي داعم للمقاومة ومسيرات العودة".
ويختم بالقول: "وإلى حين توصل الأطراف إلى تفاهمات في هذه القضايا بالذات ونقاط أخرى عالقة سيبقى الجو مشحوناً ومرشحاً للتصعيد عند كل حدث".