هل الهدنة بين حماس وإسرائيل "انتحار" أو "مهارة سياسية"؟

جمعة, 10/08/2018 - 10:06

اهتمت صحف عربية بنسختيها الإلكترونية والمطبوعة بالتقارير المتداولة حول المفاوضات الجارية بين حركة حماس الفلسطينية وإسرائيل للتوصل إلى هدنة بين الطرفين برعاية مصر والأمم المتحدة.

وشن بعض المعقلين هجوما حادا على حماس، معتبرين أن مثل هذه الصفقة تعتبر "انتحارا سياسيا" للحركة، لكن آخرين يرون أنها باتت "أكثر مهارة سياسية" من حركة فتح في المفاوضات.

ففي رأي اليوم اللندنية، يطرح عبد الحي زلوم عدة تساؤلات حول الهدنة، إذ يقول "هل المطلوب من صفقة التهدئة مساعدة غزة، أم الهدف هو تحويل حركة حماس الى سلطة أخرى كتلك التي في رام الله؟"

ويشدد زلوم أنه "على سلطة رام الله أن تختفي إلى غير رجعة لتصبح غزة والضفة الغربية أراضي محتلة حسب القانون الدولي ولتشتعل ثورة أخرى يقودها جيلٌ صاعد".

ويقول عمار شقور في القدس اللندنية في مقالٍ بعنوان "عن حماس وخطيئة المفاوضات مع إسرائيل": "إن مفاوضات حماس مع الحكومة الإسرائيلية، هي 'خطأ' ترتكبه حماس عندما يكون متعلقا بقضايا فرعية وجانبية، ويصبح 'خطيئة' عندما يكون متعلقا بقضايا سيادية".

ويؤكد شقور أن "خوض مفاوضات مع إسرائيل في مسألة 'الهدنة' يعني فتح الباب أمامها للتنصل، ولو تحت عنوان التأجيل، مما هو حقوق فلسطينية ثابتة وشرعية"، مشدداً على أن "أي طرف فلسطيني منفرد وخارج عن إطار منظمة التحرير، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وهو في حالتنا الراهنة حركة حماس، يُقْدِم على التفاوض مع العدو، فإنه يقدِّم لإسرائيل خدمة تلحق ضررا بالغا بالشعب الفلسطيني".

كما ينتقد عوني صادق حركة حماس في الخليج الإماراتية، إذ يقول إن هذه الهدنة "لا تقايض المساعدات الإنسانية بالهدنة العسكرية؛ بل تقايض المساعدات بالقضية الفلسطينية كلها" مؤكداً أن مثل هذا الأمر "يُعَدُ من قبيل الانتحار السياسي" للحركة.

ويشير الكاتب إلى أن "التوصل إلى اتفاق قابل للحياة مسألة في حكم المستحيل، ولكن إن خضعت حركة حماس وتم الإعلان عن التوصل إلى اتفاق، فإنه في أرجح التقديرات لن يكون قابلاً للتطبيق، أو قادراً على الصمود والاستمرار".

حماس ستكسب كثيراً بثمن قليل

أما عبد الرحمن الراشد فيقول في الشرق الأوسط اللندنية: "في صفقة الهدنة مع إسرائيل أدهشنا في حماس أنها أكثر مهارة سياسية من غيرها. بثمن قليل ستكسب كثيرا. وإذا نجح الاتفاق تكون قد نجت من عملية خنق، هدفها القضاء عليها، وتبرهن أنها أدهى من منافستها السلطة الفلسطينية، وحتى من حركة فتح العجوز التي تحتكر القرار الاستراتيجي الفلسطيني منذ السبعينيات".

كما يؤكد فايز أبو شمالة في فلسطين أون لاين أن التهدئة المزمعة تأتي وفقا "لشروط المقاومة، وذلك يرجع لعجز العدو الإسرائيلي عن حسم جبهة غزة كما يتمنى".

ويضيف أبو شمالة "معركة الضفة الغربية هي أصل الصراع مع العدو الصهيوني، وهي المعركة التي يجب أن تحضر لها المقاومة الفلسطينية كل طاقاتها، وأن تستعد لها بمجرد تحقيق التهدئة على حدود غزة، وهي المعركة التي يخشاها عدو الفلسطينيين، لذلك تراه يحاول تأجيل تهدئة غزة إلى أبعد مدى، خشية انتقال المواجهة إلى أرض الضفة الغربية، لا بتأثير العدوى فقط، وإنما بتأثير الضغط المكتوم الذي يمارسه الصهاينة، والذي يوشك على الانفجار".

ويحاول فؤاد البطاينة في رأي اليوم اللندنية تلمس الأعذار لحماس حول أسباب دخولها في مفاوضات الهدنة مع إسرائيل، حيث يقول: "إن كنا لا نستطيع إنكار دور الحصار التاريخي اللاإنساني بنوعيته على القطاع دون مقدرة العالم على فكه، ولا نعلم ظروف حماس وخلفية التوقيع على الاتفاق ومفهومها له، فإننا لا نستطيع عزل الهجمة الأمريكية بكل الأسلحة على إيران في التأثير على سلوك وخيارات حماس، ولا ننسى أن وقف دعم حماس كان أحد شروط أمريكا الاثني عشر لتجنيب إيران ما سمته بالعقوبات الأقسى في التاريخ".