ناقشت صحف عربية اليوم توقيع الاتفاق النهائي للسلام بين دولة جنوب السودان وأبرز جماعات التمرد بزعامة رياك مشار، وهو الاتفاق الذي سيضع حداً للحرب الأهلية المستمرة منذ خمس سنوات.
وعبرت صحف عن مشاعر الأمل في نجاح هذا الاتفاق، بينما تخوف بعض الكتاب من احتمالات فشله.
وأبرزت جريدة "الديار" اللبنانية تأكيد الرئيس السوداني عمر البشير على أن "اتفاق السلام في جنوب السودان لن يكون حبراً على ورق".
أما جريدة "أخبار اليوم" السودانية، فنقلت مشاعر الفرحة والترقب تحت عنوان "الآلاف من مواطني جنوب السودان يحتشدون احتفالاً باتفاق السلام".
"عهد جديد"
يرى صلاح حبيب في جريدة "النيلين" السودانية أن الاتفاق هو "عهد جديد يسطره التاريخ للشمال"، قائلا "الآن وبفضل دولة الشمال التي قيل إنها سعدت بالانفصال ها هي تصحح الأخطاء إن كانت فعلاً كانت سعيدة به".
ويضيف "إن دولة الجنوب تنتظر نهضة كبيرة خاصة وأنها مازالت أرضاً بكراً، فالمستثمرون يقفون على البوابات الرئيسية لها فما إن يتم التوقيع هذا، ستدخل الشركات العالمية إلى الجنوب من كل الأبواب في كافة المجالات الصناعية والزراعية بجانب الاستثمار في مجال الأخشاب، فالجنوب تتوفر فيه كميات كبيرة من الأخشاب وهذا سيمنحها ثروة هائلة مما يساعد في عودة اللاجئين الذين شتتهم الحرب".
وفي الجريدة نفسها، يرحب عثمان ميرغني بالاتفاق، واصفاً نجاحه بأنه سيكون نجاحاً لمستقبل "السودان الكبير بجنوبه وشماله".
ويقول ميرغني "الآن في يد جوبا والخرطوم أن يزرعا الأمل في حياةٍ جديدةٍ لشعبيهما إن وعيا دروس الحروب المَاحقة.. ولكن ليس بالأماني وحدها تتحقّق الأحلام، لابد من عملٍ حقيقي يبدأ برؤيةٍ سديدةٍ لمستقبل السودان الكَبير تنجب خُطة استراتيجية بصيرة بنقاط القوة والضعف فتعظم القوة وتخفض الضعف".
"سلام الفقراء"
من جهته، يصف حسن أبو طالب في جريدة "الأهرام" المصرية الاتفاق بأنه "سلام الفقراء"، حيث أن جميع الأطراف فيه "فقراء يتشاركون الفقر ذاته الشائع في إفريقيا".
ويقول أبو طالب "أما من حيث المضمون فمثل هذا السلام لا يجد ما يجسده في اتفاق تقاسم السلطة الذى قبلت به حكومة جنوب السودان وحركة المعارضة المسلحة بزعامة رياك مشار، وتحفظت عليه فصائل أخرى منها تحالف المعارضة والمعتقلون السابقون، بل على العكس من ذلك فإن اتفاق تقاسم السلطة يتضمن أعباء أكبر مما تتحمله الحالة الاقتصادية لجنوب السودان".
ويحذر من أن يفشل هذا الاتفاق عل تقاسم السلطة، مضيفاً "إذا كان الفقر في الموارد سمة لا تعيب أصحابها، فإن تجاهل تأثيراته والابتعاد عن الأساليب الصحيحة لمواجهته، خاصة إطلاق الطاقات البشرية والتنمية الشاملة باعتبارها حقا لكل مواطن لا منازعة فيه ولا تخصيص له حسب الأهواء والانتماءات القبلية، من شأنه أن يعيد إنتاج المشكلات ذاتها والمواجهات ذاتها والتضحيات ذاتها".
أما الصادق الرزيقي، فيعلق في جريدة "النيلين" فرص نجاح الاتفاق على الدور الذي ستقوم به دولة جنوب السودان.
ويقول الرزيقي "ستكون الكرة في ملعب الجنوبيين أنفسهم حكومةً ومعارضةً، وعليهم أن يثبتوا لشعبهم أنهم على قدر المسؤولية الوطنية في حجم التحدي الماثل أمامهم، فهم جميعاً أمام اختبار وامتحان حقيقي، ليس هناك اتفاق آخر أفضل، يمكن أن ينتشل دولة الجنوب من مستنقع الحرب سوى هذا الاتفاق الذي وجد ترحيباً ودعماً دولياً كبيراً لم يشهده أَي اتفاق سابق منذ عام 2013".