تناولت الصحف العربية الصادرة ، اليوم الجمعة، الوضع في الأراضي الفلسطينية واستمرار الحرب ضد "داعش" في العراق والوضع في اليمن وتداعيات منع الأذان في فلسطين وقمة المنامة والوحدة الخليجية وأزمة تشكيل الحكومة في لبنان.
ففي مصر كتبت جريدة (الجمهورية) في افتتاحيتها بعنوان "حرائق العنصرية" أن بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل العنصري المتطرف لم يخجل من التعبير عن استعداده للتفاوض المباشر مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقالت إنه يبدو أن نتنياهو أراد - على طريقته - إقامة جسر من الثقة في ما قد تتمخض عنه المفاوضات على الطريقة الإسرائيلية فاتخذ سلسلة من الإجراءات الاستباقية الاستفزازية آخرها إقامة وحدة استيطانية في القدس العربية المحتلة ومنع رفع الأذان بالمساجد والسماح للجنود الإسرائيليين بقتل المواطنين الفلسطينيين أصحاب الأرض الشرعيين دون محاكمة والاستمرار في تنفيذ مخططات تهويد القدس وزرع المستوطنات بالضفة وحصار قطاع غزة وتجويع أهله.
وكلها ، تضيف الجريدة ، إجراءات تجعل ثقة الفلسطينيين بإسرائيل معدومة والتفاوض معها مستحيلا ، ولكن نتنياهو - صانع المناورات - يريد بمناورة التفاوض انتهاز فرصة وصول الجمهوريين الأمريكيين المعروفين بصداقتهم لإسرائيل إلي البيت الأبيض لابتزاز الفلسطينيين وإجبارهم على تنازلات لا يقدر مسؤول فلسطيني واحد على تقديمها والنكوص عن هدف استرداد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني المناضل.
أما جريدة (الأخبار) فكتبت تحت عنوان "العراق .. فرص في مهب الريح" أن الأنظار تتوجه نحو العراق وهو يخوض واحدة من معاركه الأخيرة لهزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي وتثار أسئلة مهمة عن مرحلة ما بعد "داعش" وعما إذا كان هذا البلد العربي العريق والمهم سيتمكن من طي صفحة العنف والإرهاب والانقسامات الطائفية والعرقية وولوج عالم الاستقرار والسلام وإعادة بناء الدولة التي دمرتها الصراعات والحروب؟.
وفي السعودية، تركز اهتمام الصحف اليومية الصادرة اليوم على الزيارة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين إلى المنطقة الشرقية للمملكة. وفي هذا الإطار كتبت صحيفة (عكاظ) أن خادم الحرمين دشن عهدا اقتصاديا جديدا بالمنطقة من خلال أوراش كبرى تشمل مشاريع سكنية وأكاديمية وبنى تحتية وبتروكيماويات.
وأكدت أن زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز، التي تشمل كلا من الظهران والأحساء والجبيل ورأس الخير تأتي تجسيدا لمنهج الدولة وعدالتها في توزيع المشاريع التنموية وتطويرها في كل أرجاء في المملكة، مضيفة أن هذه المشاريع تندرج ضمن أهداف رؤية المملكة 2030 الرامية إلى تعزيز متانة الاقتصاد الوطني وتحقيق رفاه المواطنين.
ومن جهتها، توقفت صحيفة (الشرق) عند كلمة خادم الحرمين الشريفين في إمارة الشرقية أمس والتي أكد فيها أن رؤية المملكة 2030 التي تعكس قوة ومتانة الاقتصاد السعودي لن تتحقق من دون إشراك المواطن في بنائها والسعي إلى تحقيق أهدافها، مشيدا بما أبداه المواطن من استشعارا كبيرا للمسؤولية تجاه الوطن.
وأضافت أن كلمة خادم الحرمين بهذه المناسبة جاءت لتؤكد تلاحم الشعب السعودي بقيادته وتشبثه بوطنه، مؤكدة أن المملكة ماضية في تحقيق التنمية الشاملة والمتوازنة في كل البلاد وفق المفاهيم التي تأسست عليها الدولة السعودية والتي وجدت تطبيقاتها العملية في سياسات الدولة داخليا وخارجيا.
وبدورها قالت صحيفة (الرياض) إن المشاريع التنموية التي يدشنها الملك سلمان بن عبد العزيز في المنطقة الشرقية تندرج ضمن أهداف رؤية المملكة 2030 التي تركز على الاستدامة والتنوع في مصادر الدخل.
وأبرزت الصحيفة أهمية هذه المشاريع التنموية في فترة ركود اقتصادي يطال جميع دول العالم وينعكس حتما على الدخل المحلي، مشيرة إلى أن إطلاق هذه المشاريع يعد رسالة إلى القطاع الخاص والمستثمرين في الداخل والخارج مؤداها أن مسيرة التنمية بالمملكة ماضية رغم كل المتغيرات الاقتصادية وتداعياتها.
واختتمت بالقول إن "إطلاق مشروعات تنموية جديدة بالمنطقة رسالة أيضا إلى المواطن مفادها أن الحكومة ماضية في التوسع في مشروعات البناء التي تخلق استدامة في الدخل واستمرارا في النمو ومواكبة للتطور".
وبالأردن، كتبت صحيفة (الرأي)، في مقال، بعنوان "حرب تدمير اليمن"، أن وسائل الإعلام العالمية أخذت تشير إلى الحرب الدائرة في اليمن على أنها الحرب المنسية، "لأن العالم العربي والمجتمع الدولي يتفرجان على ما يجري هناك دون أن يفعلا شيئا لوقف المجزرة غير الحديث المتكرر عن أهمية الحل السياسي"، مشيرة إلى أن ما يحدث في اليمن هو عملية تدمير كامل للبنية التحتية المتواضعة، من مساكن ومدارس ومستشفيات ومؤسسات عامة، إضافة إلى فقدان عشرة آلاف على الأقل حياتهم في هذا البلد الأفقر بين جميع البلدان العربية.
وأضافت الصحيفة أن ما يحدث في اليمن منذ سنة ونصف ليس جزءا من ظاهرة الربيع العربي، وإن كانت نتائجه التدميرية مشابهة، مشيرة إلى أنه من الطريف أن الحوثيين رفعوا شعار (الموت لإسرائيل) على طريقة شعار الإيرانيين (الموت لأمريكا)، ولكن النتيجة أنهم صنعوا الموت فعلا ولكن لغير إسرائيل.
وعلى صعيد آخر، وتحت عنوان "ماذا بعد منع أذان الأقصى ؟!" كتبت صحيفة (الدستور)، في مقال، أنه من المؤلم جدا أن يعجز اكثر من مليار مسلم في هذا العالم من منع إسرائيل عن ممارساتها التي وصلت حد منع الآذان في فلسطين المحتلة، وتغريم أي مسجد يرفع الآذان غرامة تصل إلى مئتي دولار.
وتساءلت الصحيفة كيف يمكن لهذا الاحتلال الجاهل أن يعتبر أن بإمكانه محو هوية فلسطين الدينية والتاريخية والثقافية والإنسانية عبر تصرفات كثيرة من بينها منع رفع الآذان، مشيرة إلى أن إسرائيل حين يصل بها الصلف والتكبر إلى الدرجة التي تعتبر الآذان مجرد صوت مرتفع يزعج المستوطنين، عليها أن تتوقع مالم يكن في الحسبان.
وأكدت أن الوصول بالاحتلال إلى هذه الدرجة من القباحة بعد سفك الدماء، وتشريد الابرياء، يعني أن القوة تقترب من حافتها، مشيرة إلى أن الذي يقرأ تاريخ الاحتلالات في العالم يدرك أن نهاية كل احتلال كانت تأتي مباشرة بعد وصوله لأعلى درجات الطغيان في تصرفاته، طفلا قوة مطلقة في هذه الدنيا، وأي قوة لها عمر محدد، ومؤشرات على الاستمرار والنهاية أيضا".
أما صحيفة (الغد)، فأشارت إلى ضرورة الإسراع الخليجي والعربي بالتواصل مع الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، وفريق إدارته المحتمل، وإدراك الأهمية الكبيرة للفترة الانتقالية، منذ الآن حتى مغادرة أوباما وإدارته السلطة بعد أسابيع، معتبرة، في مقال، أنه إذا كان منطق الصفقة قويا في تكوين ترامب، فإن الشراكة الاقتصادية والتجارية بين دول الخليج وأمريكا "ترامب"، ميدان مؤثر ومحفز لانتهاج "الإسراع" وعدم التأخر، ومثل ذلك يقال في مكافحة الإرهاب.
وأشارت إلى أن التحرك الاستباقي العربي إزاء العهد الأمريكي الجديد مطلوب، مثلما هو مطلوب بناء عناصر القوة الذاتية "التي تجعلنا في موقف تفاوضي" أقوى وأكثر حصانة ضد أي مفاجآت محتملة من قبل الإدارة الجديدة، إلى جانب رفع مستوى التنسيق مع الشركاء الأوروبيين في سياق محاولة التأثير في أجندة وأولويات هذا العهد؛ المتمركزة حول الأمن والاقتصاد والهجرة والتجارة والإرهاب، والسعي الاستراتيجي الجاد لإبعاد هذا العهد عن الاقتراب من "سيناريو البجعة السوداء"، أي تسليم سورية لروسيا وإيران!.
وفي البحرين، شددت صحيفة (البلاد) على ضرورة تقوية الجبهة الداخلية بدءا من إعلان اتحاد خليجي، "يقف أمام التنظيمات الإيرانية - الأمريكية المعادية التي تستغل أدواتها لتحقيق مآربها"، مؤكدة أن خير قرار اليوم هو إعلان هذا الاتحاد، وأنه "آن الأوان لتحقيق مطلب الشعوب، لأن تحديات كثيرة ومؤامرات تستهدفنا وتسعى لطمس رمز الوحدة والألفة التي طالما تميزت بها شعوب الخليج".
وقالت الصحيفة إن الدول الخليجية بحاجة لإرادة فعلية تعمل على مبدأ الروح الواحدة والتكامل والحرية في تقرير المصير، لمجاراة العالم وحماية مجتمعاتها من المخاطر، مبرزة أن حكومات هذه الدول "مسؤولة عن دفع الشر والبلاء عن شعوبها، وتأمين مستقبل مشرق يعين على الإبداع والتقدم، والاتحاد أول الطريق".
ومن جهتها، أبرزت صحيفة (أخبار الخليج) أن ثمة تطورات متلاحقة تشهدها الرياض وباقي العواصم الخليجية، وتتمثل أساسا في الدعوة السعودية إلى "التجنيد الإجباري" بالتزامن مع الدعوة إلى ضرورة "الاتحاد الخليجي" التي انطلقت في المنامة منذ نحو أسبوع.
وأشارت إلى دعوة مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، مجددا، إلى "ضرورة فتح باب التجنيد الإجباري وتهيئة الشباب ليكونوا مستعدين للدفاع عن وطنهم، مع ضرورة الأخذ بأسباب القوة لصيانة أمن الخليج المستهدف من الأعداء"، والدعوة البحرينية التي تبناها رئيس (تجمع الوحدة الوطنية) عبد اللطيف آل محمود، عندما طالب بالإسراع في تقديم مشروع الاتحاد الخليجي على طاولة القمة الخليجية المقرر انعقادها بالمنامة في دجنبر المقبل.
واعتبرت الصحيفة أن المطلبين جاءا كواجب ديني وأخلاقي قبل أن يكونا مطلبا شعبيا في البلدين، "يلتزم به الشباب نحو الوطن الخليجي الواحد والقادة الخليجيون نحو شعوبهم، بعدما انكشفت الرؤية الضبابية الأمريكية باستنزاف ثروات الخليج المستقبلية مقابل الحماية الموهومة".
وفي قطر أفردت صحيفتا (الشرق) و(الوطن) افتتاحيتيهما لأشغال المجلس الوزاري التحضيري للقمة الخليجية السابعة والثلاثين التي ستحتضنها المنامة في دجنبر المقبل، وما أعده من ملفات هامة لجدول أعمالها، وما تم انجازه في إطار تحقيق التكامل والتعاون في مسيرة العمل الخليجي المشترك.
فتحت عنوان "قمة المنامة.. والوحدة الخليجية"، كتبت صحيفة (الشرق) أن القمة المقبلة ستشكل "انطلاقة مهمة لخدمة قضايا مجلس التعاون والدفاع عن مصالحه انطلاقا من وحدة الهدف والمصير المشترك"، مضيفا أن ملف الاتحاد الخليجي سيكون حاضرا ضمن جدول أعمال قمة المنامة باعتباره "هدفا نبيلا لتحقيق الوحدة والطموحات".
وخلص كاتب الافتتاحية إلى أن مجلس التعاون "سيظل منظومة متماسكة وراسخة للعمل الخليجي المشترك، والتعاون والتنسيق المستمر"، وأنه سيواصل القيام بدوره "المهم في الاستقرار الإقليمي، وتعزيز الأمن والسلم الدوليين".
وتحت عنوان "دول التعاون وسلام المنطقة"، كتبت صحيفة (الوطن) أن الملفات التي كانت ضمن جدول أعمال الوزاري الخليجي "مهمة ومتداخلة وجديرة (...) بالبحث، وبناء المواقف الموحدة، ذلك لأن قضاياها، يرتبط حلها بأمن واستقرار وسلام هذه المنطقة الحيوية من العالم"، مشيرة إلى الموقف الموحد لهذه الدول إزاء الأزمة اليمنية، والذي "لا تنقصه القوة ولا الحكمة"وذلك من خلال تشديده على حتمية الحل السلمي، وأيضا ما خرج عن الاجتماع الوزاري الخليجي التحضيري للقمة من ضرورة إعادة إعمار اليمن، وإعادة الأمل للحل السلمي.
وعبرت الصحيفة عن الأمل في أن يجنح الحوثيون والمخلوع علي عبد الله صالح، الذين انقلبوا على الشرعية ومؤسسات الدولة اليمنية، وأيضا القوى الإقليمية التي "تدخلت في الأزمة اليمنية، بأجندة توسعية، فزادتها تعقيدا ، بفهم وإرادة حقيقية إلى السلام "، ويدركوا بالتالي أهمية هذا الحل لضفتي الخليج.
وتحت عنوان "سريان قانون الموارد البشرية"، توقفت صحيفة (الراية)، في افتتاحيتها، عند إعلان وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية القطرية دخول قانون الموارد البشرية المدنية حيز التنفيذ اعتبارا من يوم أمس بعد نشره في الجريدة الرسمية، وما سيحققه هذا القانون من استقرار وظيفي وما سيشكله من "عامل جذب للأجيال الجديدة للإبداع والتميز"، وأيضا ما يؤكده من توجه الدولة إلى "توطين الوظائف وتقطيرها باعتبار أن التوطين والتقطير الوظيفي هو رسالة القيادة الحكيمة للشعب القطري، بأن قطر بحاجة إلى كفاءاتها الوطنية" .
واعتبر كاتب الافتتاحية أن قانون الموارد البشرية أنصف الموظف القطري في مختلف الدرجات الوظيفية باشتماله على مزايا وحوافز عديدة، وكرس حقوق المواطنين في تقلد الوظائف العامة".
وفي لبنان كتبت (المستقبل) تقول إن لبنان يتلقف الأيادي العربية الممدودة ل"انتشاله من مستنقع البؤس والخراب الذي حاولت أيدي السوء إغراقه بها وطمس معالم هويته العروبية المتأصلة".
وأوضحت الصحيفة أن مع توالي الزيارات والرسائل العربية المحتضنة للعهد الجديد والداعمة لآماله الشاخصة نحو استنهاض الدولة وإنعاش دورة حياتها المؤسساتية والاقتصادية والإنمائية والخدماتية والمعيشية، تتعزز الثقة الوطنية بالقدرة على نفض الغبار الأسود الذي أثقل كاهل اللبنانيين طيلة مرحلة الفراغ الغابرة (سنين ونصف السنة بدون رئيس) ، سيما وأن الاحتضان العربي لنهضة الدولة اللبنانية آخذ بالاتساع على خارطة المصالح الوطنية الحيوية بمختلف أبعادها السيادية والسياسية وصولا إلى إعادة النبض الاقتصادي إلى قلب بيروت من خلال الحضور العربي الحاشد في مؤتمر اتحاد المصارف العربية ال21 الذي استضافته بيروت أمس.
وسياسيا، تساءلت (السفير) هل يقدم رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري على إعلان "حكومة أمر واقع" إذا بلغت مساعيه لتذليل العقد الحكومية الحائط المسدود؟ وهل يدرك الحريري تداعيات حكومة كهذه على صورة العهد الجديد والفرصة التي أعطيت له للعودة إلى السرايا الكبيرة (مقر الحكومة). وأوضحت أن هذا السؤال يطرح في ضوء عدم التوصل إلى حل للعقد التي تحول دون ولادة الحكومة وأبرزها عقدة حزب "تيار المردة"، الذي يترأسه سليمان فرنجية وتمسك رئيس مجلس النواب نبيه بري بحق تسمية "الثنائي الشيعي" للمقاعد الشيعية الوزارية الخمسة في الحكومة.
وفي ذات الإطار أشارت (النهار) الى أنه من الصعوبة "هضم" التفسيرات التي يتطوع بها معظم المعنيين بتشكيل الحكومة الجديدة لتبرير عامل استنزاف الوقت الذي يخشى بعدما "أثمر" توظيفه في حقبة الفراغ الرئاسي الى ما انتهت اليه أن يعود وسيلة تعطيل بما يرتد سلبا على بدايات عهد الرئيس العماد ميشال عون نفسه من خلال عرقلة مهمة رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري.