فتح جيش المسلمين بلاد سمرقند في آسيا الوسطى وهي بلاد عظيمة وبها حضارة عريقة ونظام حكم قديم ,لكن أهل سمرقند أرسلوا أحدهم الى قاضي المسلمين ليشكو اليه حالهم وما تعرضوا له من ظلم ,فلما دخل على القاضي أمرَ بأن يُنادى على القائد العام لقوات المسلمين.
ﻧﺎﺩﻯِ ﺍﻟﺤﺎﺟﺐ : ﻳﺎ ﻗﺘﻴﺒﺔ (ﻫﻜﺬﺍ ﺑﻼ ﻟﻘﺐ) ، ﻓﺠﺎﺀ ﻗﺘﻴﺒﺔ ﻭﺟﻠﺲ على الارض ـ ﻭكان ﻫﻮ ﻗﺎﺋﺪ ﺟﻴﻮﺵ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ـ فالتفت القاضي الى الرجل وقال له : ﻣﺎ ﺩﻋﻮﺍﻙ أﻳها الرجل السمرقندي؟
ﻗﺎﻝ السمرقندي : لقد ﺍﺟﺘﺎﺣﻨﺎ ﻗﺘﻴﺒﺔ هذا ﺑﺠﻴﺸﻪ عنوة ، دون أن ﻳﺪﻋﻮﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ أو ﻳُﻤﻬﻠﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﻧﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻧﺎ.
ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺇﻟﻰ ﻗﺘﻴﺒﺔ ﻭﻗﺎﻝ له : ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻳﺎ ﻗﺘﻴﺒﺔ ؟
ﻗﺎﻝ ﻗﺘﻴﺒﺔ : ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺧﺪﻋﺔ يا سيدي ، ﻭﻫﺬﺍ ﺑﻠﺪ ﻋﻈﻴﻢ ، ﻭﻛﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﺎﻭﻣﻮننا ﻭﻟﻢ ﻳﺪﺧﻠﻮﺍ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻟﻢ ﻳﻘﺒﻠﻮﺍ ﺑﺎلجزية الا بالقوة.
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ: ﻳﺎ ﻗﺘﻴﺒﺔ ﻫﻞ ﺩﻋﻮتم أهل سمرقند ﻟﻺﺳﻼﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﺰﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺮﺏ؟
ﻗﺎﻝ ﻗﺘﻴﺒﺔ: ﻻ . ﺇﻧﻤﺎ ﺑﺎﻏﺘﻨﺎﻫﻢ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﺕُ ﻟﻚ.
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ : ﺃﺭﺍﻙ ﻗﺪ ﺃﻗﺮﺭﺕ على نفسك.. ﻭﺇﺫﺍ ﺃﻗﺮ ﺍﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ، ﻳﺎ ﻗﺘﻴﺒﺔ ﻣﺎ ﻧﺼﺮَ ﺍﻟﻠﻪ
ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﺍﻟﻐﺪﺭ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻌﺪﻝ ..
ﻗﻀﻴﻨﺎ ﺑﺈﺧﺮﺍﺝ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺭﺽ ﺳﻤﺮﻗﻨﺪ ﻣﻦ ﺣُﻜﺎﻡ ﻭﺟﻴﻮﺵ ﻭﺭﺟﺎﻝ ﻭﺃﻃﻔﺎﻝ ﻭﻧﺴﺎﺀ
،ﻭﺃﻥ ﺗُﺘﺮﻙ ﺍﻟﺪﻛﺎﻛﻴﻦ ﻭﺍﻟﺪﻭﺭ ، ﻭﺃﻥْ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﺳﻤﺮﻗﻨﺪ ﺃﺣﺪ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻥْ ﻳﻨﺬﺭﻫﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺑﻌﺪ
ﺫﻟﻚ !!
• ﻟﻢ ﻳﺼﺪّﻕ ﻜﻬﻨﺔ "سمرْقنْد" ﻣﺎ ﺷﺎﻫﺪﻭﻩ ﻭﺳﻤﻌﻮﻩ ؛ ﻓﻼ ﺷﻬﻮﺩ ﻭﻻ ﺃﺩﻟﺔ ﻭﻟﻢ ﺗﺪﻡ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﺇﻻ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ ﻭﻟﻢ ﻳﺸﻌﺮﻭﺍ ﺇﻻ ﻭﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻭﺍﻟﺤﺎﺟﺐ ﻭﻗﺘﻴﺒﺔ......
تابعوا بقية القصة الشيقة من التاريخ الناصع للمسلمين ,واعرفوا ماذا حصل لأهل سمرقند بعد هذه المحاكمة ومَن هو القاضي العادل الذي حكم في القضية ,وذلك بالضغط هنـــــــــــــــــــا